nindex.php?page=treesubj&link=28752_29786_30532_30549_32016_34199_28981nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=39بل كذبوا بما لم يحيطوا بعلمه قيل: هو إضراب وانتقال عن إظهار بطلان ما قالوا في حق القرآن العظيم بالتحدي إلى إظهاره ببيان أنه كلام ناشئ عن عدم علمهم بكنه أمره والاطلاع على شأنه الجليل فما عبارة عن القرآن وهو المروي عن
nindex.php?page=showalam&ids=14102الحسن وعليه محققو المفسرين وقيل: هي عبارة عما ذكر فيه مما يخالف دينهم كالتوحيد والبعث والجزاء وليس بذاك سواء كانت الباء للتعدية كما هو المتبادر أم للسببية والمراد أنهم سارعوا إلى تكذيبه من غير أن يتدبروا ما فيه ويقفوا على ما في تضاعيفه من الشواهد الدالة على كونه كما وصف آنفا ويعلموا أنه ليس مما يمكن أن
[ ص: 120 ] يؤتى بسورة مثله والتعبير عنه بهذا العنوان دون أن يقال: بل كذبوا به من غير أن يحيطوا بعلمه أو نحوه للإيذان بكمال جهلهم به وأنهم لم يعلموه إلا بعنوان عدم العلم به وبأن تكذيبهم به إنما هو بسبب عدم إحاطتهم بعلمه لما أن تعليق الحكم بالموصول مشعر بعلية ما في حيز الصلة له وأصل الكلام بما لم يحيطوا به علما إلا أنه عدل عنه إلى ما في النظم الكريم لأنه أبلغ
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=39ولما يأتهم تأويله عطف على الصلة أو حال من الموصول أي ولم يقفوا بعد على معانيه الوضعية والعقلية المنبئة عن علو شأنه وسطوع برهانه فالتأويل نوع من التفسير والإتيان مجاز عن المعرفة والوقوف ولعل اختياره للإشعار بأن تلك المعاني متوجهة إلى الأذهان منساقة إليها بنفسها وجوز أن يراد بالتأويل وقوع مدلوله وهو عاقبته وما يؤول إليه وهو المعنى الحقيقي عند بعض فإتيانه حينئذ مجاز عن تبينه وانكشافه أي ولم يتبين لهم إلى الآن تأويل ما فيه من الأخبار بالغيوب حتى يظهر أنه صدق أم كذب والمعنى أن
nindex.php?page=treesubj&link=28899_28741القرآن معجز من جهة النظم والمعنى ومن جهة الإخبار بالغيب وهم فاجئوا تكذيبه قبل أن يتدبروا نظمه ويتفكروا في معناه أو ينتظروا وقوع ما أخبر به من الأمور المستقبلة ونفي إتيان التأويل بكلمة (لما) الدالة على توقع منفيها بعد نفي الإحاطة بعلمه بكلمة (لم) لتأكيد الذم وتشديد التشنيع فإن الشناعة في تكذيب الشيء قبل علمه المتوقع إتيانه أفحش منها في تكذيبه قبل علمه مطلقا
وادعى بعضهم أن الإضراب عن التكذيب عنادا المدلول عليه بقوله سبحانه:
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=38قل فأتوا إلخ فإن الإلزام إنما يأتي بعد ظهور العجز ومعنى هذا الإضراب ذمهم على التقليد وترك النظر مع التمكن منه وهو أدخل في الذم من العناد من وجه وذلك لأن التقليد اعتراف من صاحبه بالقصور في الفطنة ثم لا يعذر فيه فلا يرتضي ذو عقل أن يقلد رجلا مثله من غير تقدم عليه بفطنة وتجربة وأما العناد فقد يحمده بعض النفوس الأبية بل في إشعارهم ما يدل على أنهم مفتخرون بذلك كقولهم
فعاند من تطيق له عنادا
ولا يرد أن العناد لما كان بعد العلم كان أدخل في الذم فلا نسلم أنه أدخل فيه من التقليد بل من الجهل قبل التدبر دون اقتران التقليد به وإن سلم فهذا أيضا أدخل من وجه وقد جعل مصب الإنكار على جمعهم بين الأمرين والجمع على كل حال أدخل من التفرد بواحد صح الإضراب فكأنه قيل: دع تحديهم وإلزامهم فإنهم لا يستأهلون الخطاب لأنهم مقلدون متهافتون في الأمر لا عن خبر وحجى وقد ذكر
nindex.php?page=showalam&ids=14423الزمخشري في هذا المقام ثلاثة أوجه الوجه الأول أن التقدير أم كذبوا وقالوا وهو مفترى بعد العلم بإعجازه عنادا بل كذبوا به قبل أن يأتيهم العلم بوجه إعجازه أيضا فهم مستمرون على التكذيب في الحالين مذمومون به موسومون برذيلتي التقليد والعناد جامعون بينهما بالنسبة إلى وقتين ووجه ذلك بأن
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=39بل كذبوا بما لم يحيطوا بعلمه صريح في تكذيبهم قبل العلم بوجه الإعجاز
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=39ولما يأتهم تأويله يدل على امتداد هذا التكذيب إلى مجيء التأويل المنتظر بالنسبة إلى تكذيبهم قبل لا بالنسبة إلى زمان الإخبار فإن التأويل أيضا واقع وحينئذ إما أن يكون التكذيب قد زال فلا يتوجه عليهم الذم بالتكذيب الأول وإما أن يكون مستمرا وهو الواجب ليصح كونه واردا ذما لهم بالتسرع إلى التكذيب الذي هو منطوق النص فيجب أن يكون العطف على قوله سبحانه:
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=38أم يقولون افتراه ويكون ذلك لبيان أنهم كذبوا عن علم وهذا لبيان تكذيبهم قبله أيضا ويكون الجهتان منظورتين وأنهم مذمومون فيهما .
والحاصل أن
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=38أم يقولون افتراه لا مرية فيه أنه تكذيب بعد العلم لمكان الأمر بعده . لكن لما جعل التوقع
[ ص: 121 ] المفاد بلما لعلم الإعجاز لزم أن يكون بالنسبة إلى حالهم الأولى وهو التكذيب قبل العلم فإن النبي صلى الله تعالى عليه وسلم كان يتوقع زواله بالعلم ويكون معنى المبالغة في (لما) الإشعار باستغراق الوقت للتكذيب إلى زمان التأويل المنتظر الواقع الذي كذبوا فيه عنادا وبغيا
الوجه الثاني حمل التأويل على المعنى الثاني الذي ذكرناه والمعنى بل سارعوا إلى التكذيب قبل الإحاطة بعلمه ليعرفوا إعجاز نظمه وقيل: إتيان التأويل المنتظر وهو ما يؤول إليه من الصدق في الأخبار بالمغيبات والمقصود من هذا ذمهم بالتسارع إلى التكذيب من الوجهين لكن لما كان مع الوجهين علم ما يتضمنه لو يدبروا لم يكن فيه شيء منتظر والثاني لما لم يكن كذلك كان فيه أمر منتظر وأتى بحرف التوقع دليلا عن أن هذا المنتظر كائن وسيظهر أنهم مبطلون فيه أيضا كالأول ولا نظر إلى أنهم مذمومون حالتي العناد والتقليد بل المقصود كمال إظهار الإلزام بأنه مفروغ عنه مع أمثالهم للتهافت المذكور
الوجه الثالث أن
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=38أم يقولون افتراه ذم لطائفة كذبوا عن علم وهذا ذم لأخرى كذبت عن شك ولما وجد فيما بينهم القسمان أسند الكل إلى الكل وليس بدعا في القرآن، والغرض من الإضراب تعميم التكذيب وإنه كان الواجب على الشاك التوقف لا التسرع إلى التكذيب ومعنى التوقع أنه سيزول شكهم فسيعلم بعضهم ويبقى بعض على ما هو عليه والآية ساكتة عن التفصيل ناطقة بزوال الشك ولا خفاء أن الشاك ينتظر وكذلك كان صلى الله تعالى عليه وسلم يتوقع زوال شكهم . انتهى، ولا يخفى أن ما نقلنا أولا أولى بالقبول عند ذوي العقول
وأورد على دعوى أن
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=38أم يقولون افتراه تكذيب بعد العلم أنها ناشئة من عدم العلم وما سيق لإثباتها في حيز المنع فإن الالتزام بعد التحدي وذلك القول قبله وكونه مسبوقا بالتحدي الوارد في سورة البقرة يرده أنها مدنية وهذه مكية
نعم ربما يقال في الاستدلال على كون ذلك القول بعد العلم بوقوع حكايته في النظم الكريم بعد حكاية الإشارة إلى مضمونه بقوله تعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=15قال الذين لا يرجون لقاءنا ائت بقرآن غير هذا أو بدله ورده بما سمعته هناك حسبما قرره الجمهور وبيان ذلك أنهم نقل عنهم أولا الإشارة إلى نسبة الافتراء إلى سيد الصادقين صلى الله تعالى عليه وسلم ثم نقل عنهم التصريح بذلك والظاهر أن الأمر حسبما نقل لكثرة وقوع التصريح بعد الإشارة وقد تخلل رد ما أشاروا إليه في البين فيحتمل أنهم عقلوه وعلموا الحق لكنهم لم يقروا به عنادا وبغيا فصرحوا بما صرحوا فيكون ذلك منهم بعد العلم ولترقيهم من الإشارة إلى التصريح ترقى في إلزامهم فإن هذا التحدي أظهر في الإلزام مما تقدم كما هو ظاهر لكن للمناقشة في هذا مجال ويخطر بالبال أنه يحتمل أن يكون الإضراب عن ذمهم بالتكذيب بالقرآن إلى ذمهم بالمسارعة إلى تكذيب ما لم يحيطوا به علما وأن الوقوف على العلم بهم متوقع سواء كان قرآنا أو غيره فما عامة للأمرين ويدخل القرآن في العموم دخولا أوليا ولعله أولى مما قيل: إنه إضراب عن مقدر وينبغي أن تسمى بل هذه فصيحة فإن المعنى فما أجابوا أو ما قدروا أن يأتوا بل كذبوا إلخ
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=39كذلك أي مثل تكذيبهم من غير تدبر وتأمل
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=39كذب الذين من قبلهم أي فعلوا التكذيب أو كذبوا أنبياءهم فيما أتوا به
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=39فانظر كيف كان عاقبة الظالمين 39 خطاب لسيد المخاطبين صلى الله تعالى عليه وسلم ويحتمل أن يكون عاما لكل من يصلح له، والمراد بالظالمين الذين من قبلهم ووضع المظهر موضع المضمر للإيذان بكون التكذيب ظلما
[ ص: 122 ] وبعليته لإصابة ما أصابهم من سوء العاقبة وبدخول هؤلاء الذين حكى عنهم ما حكى في زمرتهم جرما ووعيدا دخولا أوليا والفاء لترتيب ما بعدها على محذوف ينساق إليه الكلام أي فأهلكناهم فانظر إلخ وكيف في موضع نصب خبر كان وقد يتصرف فيها فتوضع موضع المصدر وهو كيفية ويخلع عنها معنى الاستفهام بالكلية وهي هنا تحتمل ذلك وكذا قول
nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري رضي الله تعالى عنه: كيف كان بدء الوحي كما قال
nindex.php?page=showalam&ids=14529السمين ونقل عنه أن فعل النظر معلق عن العمل لمكان كيف لأنهم عاملوها في كل موضع معاملة الاستفهام المحض
nindex.php?page=treesubj&link=28752_29786_30532_30549_32016_34199_28981nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=39بَلْ كَذَّبُوا بِمَا لَمْ يُحِيطُوا بِعِلْمِهِ قِيلَ: هُوَ إِضْرَابٌ وَانْتِقَالٌ عَنْ إِظْهَارِ بُطْلَانِ مَا قَالُوا فِي حَقِّ الْقُرْآنِ الْعَظِيمِ بِالتَّحَدِّي إِلَى إِظْهَارِهِ بِبَيَانِ أَنَّهُ كَلَامٌ نَاشِئٌ عَنْ عَدَمِ عِلْمِهِمْ بِكُنْهِ أَمْرِهِ وَالِاطِّلَاعِ عَلَى شَأْنِهِ الْجَلِيلِ فَمَا عِبَارَةٌ عَنِ الْقُرْآنِ وَهُوَ الْمَرْوِيُّ عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=14102الْحَسَنِ وَعَلَيْهِ مُحَقِّقُو الْمُفَسِّرِينَ وَقِيلَ: هِيَ عِبَارَةٌ عَمَّا ذُكِرَ فِيهِ مِمَّا يُخَالِفُ دِينَهُمْ كَالتَّوْحِيدِ وَالْبَعْثِ وَالْجَزَاءِ وَلَيْسَ بِذَاكَ سَوَاءٌ كَانَتِ الْبَاءُ لِلتَّعْدِيَةِ كَمَا هُوَ الْمُتَبَادَرُ أَمْ لِلسَّبَبِيَّةِ وَالْمُرَادُ أَنَّهُمْ سَارَعُوا إِلَى تَكْذِيبِهِ مِنْ غَيْرِ أَنْ يَتَدَبَّرُوا مَا فِيهِ وَيَقِفُوا عَلَى مَا فِي تَضَاعِيفِهِ مِنَ الشَّوَاهِدِ الدَّالَّةِ عَلَى كَوْنِهِ كَمَا وَصَفَ آنِفًا وَيَعْلَمُوا أَنَّهُ لَيْسَ مِمَّا يُمْكِنُ أَنْ
[ ص: 120 ] يُؤْتَى بِسُورَةٍ مِثْلِهِ وَالتَّعْبِيرُ عَنْهُ بِهَذَا الْعُنْوَانِ دُونَ أَنْ يُقَالَ: بَلْ كَذَّبُوا بِهِ مِنْ غَيْرِ أَنْ يُحِيطُوا بِعِلْمِهِ أَوْ نَحْوِهِ لِلْإِيذَانِ بِكَمَالِ جَهْلِهِمْ بِهِ وَأَنَّهُمْ لَمْ يَعْلَمُوهُ إِلَّا بِعُنْوَانِ عَدَمِ الْعِلْمِ بِهِ وَبِأَنَّ تَكْذِيبَهُمْ بِهِ إِنَّمَا هُوَ بِسَبَبِ عَدَمِ إِحَاطَتِهِمْ بِعِلْمِهِ لِمَا أَنَّ تَعْلِيقَ الْحُكْمِ بِالْمَوْصُولِ مُشْعِرٌ بِعِلِّيَّةِ مَا فِي حَيِّزِ الصِّلَةِ لَهُ وَأَصْلُ الْكَلَامِ بِمَا لَمْ يُحِيطُوا بِهِ عِلْمًا إِلَّا أَنَّهُ عَدَلَ عَنْهُ إِلَى مَا فِي النَّظْمِ الْكَرِيمِ لِأَنَّهُ أَبْلَغُ
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=39وَلَمَّا يَأْتِهِمْ تَأْوِيلُهُ عَطْفٌ عَلَى الصِّلَةِ أَوْ حَالٌ مِنَ الْمَوْصُولِ أَيْ وَلَمْ يَقِفُوا بَعْدُ عَلَى مَعَانِيهِ الْوَضْعِيَّةِ وَالْعَقْلِيَّةِ الْمُنْبِئَةِ عَنْ عُلُوِّ شَأْنِهِ وَسُطُوعِ بُرْهَانِهِ فَالتَّأْوِيلُ نَوْعٌ مِنَ التَّفْسِيرِ وَالْإِتْيَانُ مَجَازٌ عَنِ الْمَعْرِفَةِ وَالْوُقُوفِ وَلَعَلَّ اخْتِيَارَهُ لِلْإِشْعَارِ بِأَنَّ تِلْكَ الْمَعَانِيَ مُتَوَجِّهَةٌ إِلَى الْأَذْهَانِ مُنْسَاقَةٌ إِلَيْهَا بِنَفْسِهَا وَجُوِّزَ أَنْ يُرَادَ بِالتَّأْوِيلِ وُقُوعُ مَدْلُولِهِ وَهُوَ عَاقِبَتُهُ وَمَا يَؤُولُ إِلَيْهِ وَهُوَ الْمَعْنَى الْحَقِيقِيُّ عِنْدَ بَعْضٍ فَإِتْيَانُهُ حِينَئِذٍ مَجَازٌ عَنْ تَبَيُّنِهِ وَانْكِشَافِهِ أَيْ وَلَمْ يَتَبَيَّنْ لَهُمْ إِلَى الْآنَ تَأْوِيلُ مَا فِيهِ مِنَ الْأَخْبَارِ بِالْغُيُوبِ حَتَّى يَظْهَرَ أَنَّهُ صِدْقٌ أَمْ كَذِبٌ وَالْمَعْنَى أَنَّ
nindex.php?page=treesubj&link=28899_28741الْقُرْآنَ مُعْجِزٌ مِنْ جِهَةِ النَّظْمِ وَالْمَعْنَى وَمِنْ جِهَةِ الْإِخْبَارِ بِالْغَيْبِ وَهُمْ فَاجَئُوا تَكْذِيبَهُ قَبْلَ أَنْ يَتَدَبَّرُوا نَظْمَهُ وَيَتَفَكَّرُوا فِي مَعْنَاهُ أَوْ يَنْتَظِرُوا وُقُوعَ مَا أَخْبَرَ بِهِ مِنَ الْأُمُورِ الْمُسْتَقْبَلَةِ وَنَفْيُ إِتْيَانِ التَّأْوِيلِ بِكَلِمَةِ (لَمَّا) الدَّالَّةِ عَلَى تَوَقُّعِ مَنْفِيِّهَا بَعْدَ نَفْيِ الْإِحَاطَةِ بِعِلْمِهِ بِكَلِمَةِ (لَمْ) لِتَأْكِيدِ الذَّمِّ وَتَشْدِيدِ التَّشْنِيعِ فَإِنَّ الشَّنَاعَةَ فِي تَكْذِيبِ الشَّيْءِ قَبْلَ عِلْمِهِ الْمُتَوَقَّعِ إِتْيَانُهُ أَفْحَشُ مِنْهَا فِي تَكْذِيبِهِ قَبْلَ عِلْمِهِ مُطْلَقًا
وَادَّعَى بَعْضُهُمْ أَنَّ الْإِضْرَابَ عَنِ التَّكْذِيبِ عِنَادًا الْمَدْلُولُ عَلَيْهِ بِقَوْلِهِ سُبْحَانَهُ:
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=38قُلْ فَأْتُوا إِلَخْ فَإِنَّ الْإِلْزَامَ إِنَّمَا يَأْتِي بَعْدَ ظُهُورِ الْعَجْزِ وَمَعْنَى هَذَا الْإِضْرَابِ ذَمُّهُمْ عَلَى التَّقْلِيدِ وَتَرْكُ النَّظَرِ مَعَ التَّمَكُّنِ مِنْهُ وَهُوَ أَدْخَلُ فِي الذَّمِّ مِنَ الْعِنَادِ مِنْ وَجْهٍ وَذَلِكَ لِأَنَّ التَّقْلِيدَ اعْتِرَافٌ مِنْ صَاحِبِهِ بِالْقُصُورِ فِي الْفِطْنَةِ ثُمَّ لَا يُعْذَرُ فِيهِ فَلَا يَرْتَضِي ذُو عَقْلٍ أَنْ يُقَلِّدَ رَجُلًا مِثْلَهُ مِنْ غَيْرِ تَقَدُّمٍ عَلَيْهِ بِفِطْنَةٍ وَتَجْرِبَةٍ وَأَمَّا الْعِنَادُ فَقَدْ يَحْمَدُهُ بَعْضُ النُّفُوسِ الْأَبِيَّةِ بَلْ فِي إِشْعَارِهِمْ مَا يَدُلُّ عَلَى أَنَّهُمْ مُفْتَخِرُونَ بِذَلِكَ كَقَوْلِهِمْ
فَعَانِدْ مَنْ تُطِيقُ لَهُ عِنَادًا
وَلَا يَرِدُ أَنَّ الْعِنَادَ لَمَّا كَانَ بَعْدَ الْعِلْمِ كَانَ أَدْخَلَ فِي الذَّمِّ فَلَا نُسَلِّمُ أَنَّهُ أَدْخَلَ فِيهِ مِنَ التَّقْلِيدِ بَلْ مِنَ الْجَهْلِ قَبْلَ التَّدَبُّرِ دُونَ اقْتِرَانِ التَّقْلِيدِ بِهِ وَإِنْ سَلِمَ فَهَذَا أَيْضًا أَدْخَلُ مِنْ وَجْهٍ وَقَدْ جُعِلَ مَصَبُّ الْإِنْكَارِ عَلَى جَمْعِهِمْ بَيْنَ الْأَمْرَيْنِ وَالْجَمْعُ عَلَى كُلِّ حَالٍ أَدْخَلُ مِنَ التَّفَرُّدِ بِوَاحِدٍ صَحَّ الْإِضْرَابُ فَكَأَنَّهُ قِيلَ: دَعْ تَحَدِّيَهُمْ وَإِلْزَامَهُمْ فَإِنَّهُمْ لَا يَسْتَأْهِلُونَ الْخِطَابَ لِأَنَّهُمْ مُقَلِّدُونَ مُتَهَافِتُونَ فِي الْأَمْرِ لَا عَنْ خَبَرٍ وَحِجًى وَقَدْ ذَكَرَ
nindex.php?page=showalam&ids=14423الزَّمَخْشَرِيُّ فِي هَذَا الْمَقَامِ ثَلَاثَةَ أَوْجُهٍ الْوَجْهُ الْأَوَّلُ أَنَّ التَّقْدِيرَ أَمْ كَذَّبُوا وَقَالُوا وَهُوَ مُفْتَرًى بَعْدَ الْعِلْمِ بِإِعْجَازِهِ عِنَادًا بَلْ كَذَّبُوا بِهِ قَبْلَ أَنْ يَأْتِيَهُمُ الْعِلْمُ بِوَجْهِ إِعْجَازِهِ أَيْضًا فَهُمْ مُسْتَمِرُّونَ عَلَى التَّكْذِيبِ فِي الْحَالَيْنِ مَذْمُومُونَ بِهِ مَوْسُومُونَ بِرَذِيلَتَيِ التَّقْلِيدِ وَالْعِنَادِ جَامِعُونَ بَيْنَهُمَا بِالنِّسْبَةِ إِلَى وَقْتَيْنِ وَوَجْهُ ذَلِكَ بِأَنَّ
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=39بَلْ كَذَّبُوا بِمَا لَمْ يُحِيطُوا بِعِلْمِهِ صَرِيحٌ فِي تَكْذِيبِهِمْ قَبْلَ الْعِلْمِ بِوَجْهِ الْإِعْجَازِ
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=39وَلَمَّا يَأْتِهِمْ تَأْوِيلُهُ يَدُلُّ عَلَى امْتِدَادِ هَذَا التَّكْذِيبِ إِلَى مَجِيءِ التَّأْوِيلِ الْمُنْتَظَرِ بِالنِّسْبَةِ إِلَى تَكْذِيبِهِمْ قَبْلَ لَا بِالنِّسْبَةِ إِلَى زَمَانِ الْإِخْبَارِ فَإِنَّ التَّأْوِيلَ أَيْضًا وَاقِعٌ وَحِينَئِذٍ إِمَّا أَنْ يَكُونَ التَّكْذِيبُ قَدْ زَالَ فَلَا يُتَوَجَّهُ عَلَيْهِمُ الذَّمُّ بِالتَّكْذِيبِ الْأَوَّلِ وَإِمَّا أَنْ يَكُونَ مُسْتَمِرًّا وَهُوَ الْوَاجِبُ لِيَصِحَّ كَوْنُهُ وَارِدًا ذَمًّا لَهُمْ بِالتَّسَرُّعِ إِلَى التَّكْذِيبِ الَّذِي هُوَ مَنْطُوقُ النَّصِّ فَيَجِبُ أَنْ يَكُونَ الْعَطْفُ عَلَى قَوْلِهِ سُبْحَانَهُ:
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=38أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَاهُ وَيَكُونُ ذَلِكَ لِبَيَانِ أَنَّهُمْ كَذَّبُوا عَنْ عِلْمٍ وَهَذَا لِبَيَانِ تَكْذِيبِهِمْ قَبْلَهُ أَيْضًا وَيَكُونُ الْجِهَتَانِ مَنْظُورَتَيْنِ وَأَنَّهُمْ مَذْمُومُونَ فِيهِمَا .
وَالْحَاصِلُ أَنَّ
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=38أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَاهُ لَا مِرْيَةَ فِيهِ أَنَّهُ تَكْذِيبٌ بَعْدَ الْعِلْمِ لِمَكَانِ الْأَمْرِ بَعْدَهُ . لَكِنْ لَمَا جُعِلَ التَّوَقُّعُ
[ ص: 121 ] الْمُفَادُ بِلَمَّا لِعِلْمِ الْإِعْجَازِ لَزِمَ أَنْ يَكُونَ بِالنِّسْبَةِ إِلَى حَالِهِمُ الْأُولَى وَهُوَ التَّكْذِيبُ قَبْلَ الْعِلْمِ فَإِنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ تَعَالَى عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَتَوَقَّعُ زَوَالَهُ بِالْعِلْمِ وَيَكُونُ مَعْنَى الْمُبَالَغَةِ فِي (لَمَّا) الْإِشْعَارِ بِاسْتِغْرَاقِ الْوَقْتِ لِلتَّكْذِيبِ إِلَى زَمَانِ التَّأْوِيلِ الْمُنْتَظَرِ الْوَاقِعِ الَّذِي كَذَّبُوا فِيهِ عِنَادًا وَبَغْيًا
الْوَجْهُ الثَّانِي حَمْلُ التَّأْوِيلِ عَلَى الْمَعْنَى الثَّانِي الَّذِي ذَكَرْنَاهُ وَالْمَعْنَى بَلْ سَارَعُوا إِلَى التَّكْذِيبِ قَبْلَ الْإِحَاطَةِ بِعِلْمِهِ لِيَعْرِفُوا إِعْجَازَ نَظْمِهِ وَقِيلَ: إِتْيَانُ التَّأْوِيلِ الْمُنْتَظَرِ وَهُوَ مَا يُؤَوَّلُ إِلَيْهِ مِنَ الصِّدْقِ فِي الْأَخْبَارِ بِالْمُغَيَّبَاتِ وَالْمَقْصُودُ مِنْ هَذَا ذَمُّهُمْ بِالتَّسَارُعِ إِلَى التَّكْذِيبِ مِنَ الْوَجْهَيْنِ لَكِنْ لَمَّا كَانَ مَعَ الْوَجْهَيْنِ عِلْمُ مَا يَتَضَمَّنُهُ لَوْ يَدَبِّرُوا لَمْ يَكُنْ فِيهِ شَيْءٌ مُنْتَظَرٌ وَالثَّانِي لَمَّا لَمْ يَكُنْ كَذَلِكَ كَانَ فِيهِ أَمْرٌ مُنْتَظَرٌ وَأَتَى بِحَرْفِ التَّوَقُّعِ دَلِيلًا عَنْ أَنَّ هَذَا الْمُنْتَظَرَ كَائِنٌ وَسَيَظْهَرُ أَنَّهُمْ مُبْطِلُونَ فِيهِ أَيْضًا كَالْأَوَّلِ وَلَا نَظَرَ إِلَى أَنَّهُمْ مَذْمُومُونَ حَالَتَيِ الْعِنَادِ وَالتَّقْلِيدِ بَلِ الْمَقْصُودُ كَمَالُ إِظْهَارِ الْإِلْزَامِ بِأَنَّهُ مَفْرُوغٌ عَنْهُ مَعَ أَمْثَالِهِمْ لِلتَّهَافُتِ الْمَذْكُورِ
الْوَجْهُ الثَّالِثُ أَنَّ
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=38أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَاهُ ذَمٌّ لِطَائِفَةٍ كَذَّبُوا عَنْ عِلْمٍ وَهَذَا ذَمٌّ لِأُخْرَى كَذَّبَتْ عَنْ شَكٍّ وَلَمَّا وُجِدَ فِيمَا بَيْنَهُمُ الْقِسْمَانِ أُسْنِدَ الْكُلُّ إِلَى الْكُلِّ وَلَيْسَ بِدْعًا فِي الْقُرْآنِ، وَالْغَرَضُ مِنَ الْإِضْرَابِ تَعْمِيمُ التَّكْذِيبِ وَإِنَّهُ كَانَ الْوَاجِبُ عَلَى الشَّاكِّ التَّوَقُّفَ لَا التَّسَرُّعَ إِلَى التَّكْذِيبِ وَمَعْنَى التَّوَقُّعِ أَنَّهُ سَيَزُولُ شَكُّهُمْ فَسَيَعْلَمُ بَعْضُهُمْ وَيَبْقَى بَعْضٌ عَلَى مَا هُوَ عَلَيْهِ وَالْآيَةُ سَاكِتَةٌ عَنِ التَّفْصِيلِ نَاطِقَةٌ بِزَوَالِ الشَّكِّ وَلَا خَفَاءَ أَنَّ الشَّاكَّ يَنْتَظِرُ وَكَذَلِكَ كَانَ صَلَّى اللَّهُ تَعَالَى عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَتَوَقَّعُ زَوَالَ شَكِّهِمْ . انْتَهَى، وَلَا يَخْفَى أَنَّ مَا نَقَلْنَا أَوَّلًا أَوْلَى بِالْقَبُولِ عِنْدَ ذَوِي الْعُقُولِ
وَأَوْرَدَ عَلَى دَعْوَى أَنَّ
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=38أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَاهُ تَكْذِيبٌ بَعْدَ الْعِلْمِ أَنَّهَا نَاشِئَةٌ مِنْ عَدَمِ الْعِلْمِ وَمَا سِيقَ لِإِثْبَاتِهَا فِي حَيِّزِ الْمَنْعِ فَإِنَّ الِالْتِزَامَ بَعْدَ التَّحَدِّي وَذَلِكَ الْقَوْلُ قَبْلَهُ وَكَوْنُهُ مَسْبُوقًا بِالتَّحَدِّي الْوَارِدِ فِي سُورَةِ الْبَقَرَةِ يَرُدُّهُ أَنَّهَا مَدَنِيَّةٌ وَهَذِهِ مَكِّيَّةٌ
نَعَمْ رُبَّمَا يُقَالُ فِي الِاسْتِدْلَالِ عَلَى كَوْنِ ذَلِكَ الْقَوْلِ بَعْدَ الْعِلْمِ بِوُقُوعِ حِكَايَتِهِ فِي النَّظْمِ الْكَرِيمِ بَعْدَ حِكَايَةِ الْإِشَارَةِ إِلَى مَضْمُونِهِ بِقَوْلِهِ تَعَالَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=15قَالَ الَّذِينَ لا يَرْجُونَ لِقَاءَنَا ائْتِ بِقُرْآنٍ غَيْرِ هَذَا أَوْ بَدِّلْهُ وَرَدَّهُ بِمَا سَمِعْتَهُ هُنَاكَ حَسْبَمَا قَرَّرَهُ الْجُمْهُورُ وَبَيَانُ ذَلِكَ أَنَّهُمْ نُقِلَ عَنْهُمْ أَوَّلًا الْإِشَارَةُ إِلَى نِسْبَةِ الِافْتِرَاءِ إِلَى سَيِّدِ الصَّادِقِينَ صَلَّى اللَّهُ تَعَالَى عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثُمَّ نُقِلَ عَنْهُمُ التَّصْرِيحُ بِذَلِكَ وَالظَّاهِرُ أَنَّ الْأَمْرَ حَسْبَمَا نُقِلَ لِكَثْرَةِ وُقُوعِ التَّصْرِيحِ بَعْدَ الْإِشَارَةِ وَقَدْ تَخَلَّلَ رَدُّ مَا أَشَارُوا إِلَيْهِ فِي الْبَيْنِ فَيُحْتَمَلُ أَنَّهُمْ عَقَلُوهُ وَعَلِمُوا الْحَقَّ لَكِنَّهُمْ لَمْ يُقِرُّوا بِهِ عِنَادًا وَبَغْيًا فَصَرَّحُوا بِمَا صَرَّحُوا فَيَكُونُ ذَلِكَ مِنْهُمْ بَعْدَ الْعِلْمِ وَلِتَرَقِّيهِمْ مِنَ الْإِشَارَةِ إِلَى التَّصْرِيحِ تَرَقَّى فِي إِلْزَامِهِمْ فَإِنَّ هَذَا التَّحَدِّيَ أَظْهَرُ فِي الْإِلْزَامِ مِمَّا تَقَدَّمَ كَمَا هُوَ ظَاهِرٌ لَكِنْ لِلْمُنَاقَشَةِ فِي هَذَا مَجَالٌ وَيَخْطِرُ بِالْبَالِ أَنَّهُ يُحْتَمَلُ أَنْ يَكُونَ الْإِضْرَابُ عَنْ ذَمِّهِمْ بِالتَّكْذِيبِ بِالْقُرْآنِ إِلَى ذَمِّهِمْ بِالْمُسَارَعَةِ إِلَى تَكْذِيبِ مَا لَمْ يُحِيطُوا بِهِ عِلْمًا وَأَنَّ الْوُقُوفَ عَلَى الْعِلْمِ بِهِمْ مُتَوَقَّعٌ سَوَاءٌ كَانَ قُرْآنًا أَوْ غَيْرَهُ فَمَا عَامَّةٌ لِلْأَمْرَيْنِ وَيَدْخُلُ الْقُرْآنُ فِي الْعُمُومِ دُخُولًا أَوَّلِيًّا وَلَعَلَّهُ أَوْلَى مِمَّا قِيلَ: إِنَّهُ إِضْرَابٌ عَنْ مُقَدَّرٍ وَيَنْبَغِي أَنَّ تُسَمَّى بَلْ هَذِهِ فَصِيحَةً فَإِنَّ الْمَعْنَى فَمَا أَجَابُوا أَوْ مَا قَدَرُوا أَنْ يَأْتُوا بَلْ كَذَّبُوا إِلَخْ
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=39كَذَلِكَ أَيْ مِثْلَ تَكْذِيبِهِمْ مِنْ غَيْرِ تَدَبُّرٍ وَتَأَمُّلٍ
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=39كَذَّبَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ أَيْ فَعَلُوا التَّكْذِيبَ أَوْ كَذَّبُوا أَنْبِيَاءَهُمْ فِيمَا أَتَوْا بِهِ
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=39فَانْظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الظَّالِمِينَ 39 خِطَابٌ لِسَيِّدِ الْمُخَاطَبِينَ صَلَّى اللَّهُ تَعَالَى عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَيُحْتَمَلُ أَنْ يَكُونَ عَامًّا لِكُلِّ مَنْ يَصْلُحُ لَهُ، وَالْمُرَادُ بِالظَّالِمِينَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَوَضْعُ الْمُظْهَرِ مَوْضِعَ الْمُضْمَرِ لِلْإِيذَانِ بِكَوْنِ التَّكْذِيبِ ظُلْمًا
[ ص: 122 ] وَبِعِلْيَتِهِ لِإِصَابَةِ مَا أَصَابَهُمْ مِنْ سُوءِ الْعَاقِبَةِ وَبِدُخُولِ هَؤُلَاءِ الَّذِينَ حَكَى عَنْهُمْ مَا حَكَى فِي زُمْرَتِهِمْ جُرْمًا وَوَعِيدًا دُخُولًا أَوَّلِيًّا وَالْفَاءُ لِتَرْتِيبِ مَا بَعْدَهَا عَلَى مَحْذُوفٍ يَنْسَاقُ إِلَيْهِ الْكَلَامُ أَيْ فَأَهْلَكْنَاهُمْ فَانْظُرْ إِلَخْ وَكَيْفَ فِي مَوْضِعِ نَصْبٍ خَبَرُ كَانَ وَقَدْ يُتَصَرَّفُ فِيهَا فَتُوضَعُ مَوْضِعَ الْمَصْدَرِ وَهُوَ كَيْفِيَّةٌ وَيُخْلَعُ عَنْهَا مَعْنَى الِاسْتِفْهَامِ بِالْكُلِّيَّةِ وَهِيَ هُنَا تَحْتَمِلُ ذَلِكَ وَكَذَا قَوْلُ
nindex.php?page=showalam&ids=12070الْبُخَارِيِّ رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُ: كَيْفَ كَانَ بَدْءُ الْوَحْيِ كَمَا قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=14529السَّمِينُ وَنُقِلَ عَنْهُ أَنَّ فِعْلَ النَّظَرِ مُعَلَّقٌ عَنِ الْعَمَلِ لِمَكَانِ كَيْفَ لِأَنَّهُمْ عَامَلُوهَا فِي كُلِّ مَوْضِعٍ مُعَامَلَةَ الِاسْتِفْهَامِ الْمَحْضِ