وإن كذبوك أي أصروا على تكذيبك بعد إلزام الحجة وأول بذلك لأن أصل التكذيب حاصل فلا يصح فيه الاستقبال المفاد بالشرط وأيضا جوابه وهو قوله سبحانه: فقل لي عملي ولكم عملكم المراد منه التبرؤ والتخلية إنما يناسب الإصرار على التكذيب واليأس من الإجابة والمعنى لي جزاء عملي ولكم جزاء عملكم كيفما كانا وتوحيد العمل المضاف إليهم باعتبار الاتحاد النوعي ولمراعاة كمال المقابلة كما قيل وقوله سبحانه: أنتم بريئون مما أعمل وأنا بريء مما تعملون 41 تأكيد لما أفاده لام الاختصاص من عدم تعدي جزاء العمل إلى غير عامله أي لا تؤاخذون بعملي ولا أؤاخذ بعملكم وعلى هذا فالآية محكمة غير منسوخة بآية السيف لما أن مدلولها اختصاص كل بأفعاله وثمراتها من الثواب والعقاب وآية السيف لم ترفع ذلك وعن مقاتل والكلبي أنها منسوخة بها وكأن ذلك لما فهموا منها الإعراض وترك التعرض بشيء ولعل وجه تقديم حكم المتكلم أولا وتأخيره ثانيا والعكس في حكم المخاطبين ظاهر مما ذكرناه في معنى الآية فافهم وابن زيد