ويلعب بالاستباق والانتضال ونحوهما مما يتدرب به لقتال العدو، وليس المراد لعب لهو وإلا لم يقرهم عليه يعقوب عليه السلام، وإنما عبروا عن ذلك به لكونه على هيئته تحقيقا لما رموه من استصحاب يوسف عليه السلام بتصويرهم له بصورة ما يلائم حاله عليه السلام من صغر السن، وقرأ الجمهور يرتع ويلعب بالياء [ ص: 194 ] والجزم، والابنان بالنون والجزم، وكسر العين الحرميان، واختلف عن قنبل في إثبات الياء وحذفها، ويروى عن وأبو عمرو –نرتع- بالنون و(يلعب) بالياء، وهي قراءة ابن كثير جعفر بن محمد، وقرأ العلاء بن سيابة (يرتع) بالياء وكسر العين مجزوما محذوف اللام (ويلعب) بالياء أيضا وضم الباء على أنه مستأنف أو خبر مبتدأ محذوف أي وهو يلعب.
وقرأ مجاهد وقتادة وابن محيصن –نرتع- بنون مضمومة وعين ساكنة من أرتعنا –ونلعب- بالنون أيضا، وكذلك إلا أنه بالياء التحتية فيهما، والقراءتان على حذف المفعول أي نرتع المواشي أو غيرها، والفعلان في هذه القراآت كلها مبنيان للفاعل. أبو رجاء
وقرأ رضي الله تعالى عنهما (يرتع ويلعب) بالياء والبناء للمفعول فيهما، وخرج ذلك على أن نائب الفاعل ضمير غد، والأصل يرتع فيه ويلعب فيه، ثم حذف الجار واتسع فعدي الفعل للضمير فصار يرتعه ويلعبه، ثم بني للمفعول فاستتر الضمير الذي كان منصوبا لكونه نائبا عن الفاعل، ومن كسر العين من الفعل الأول فهو عنده من المراعاة على ما روي عن زيد بن علي أي يراعي بعضنا بعضا ويحرسه. مجاهد
وقال من رعي الإبل أي نتدرب في الرعي وحفظ المال، أو من رعي النبات والكلأ، والمراد نرعى مواشينا إلا أنه أسند ذلك إليهم مجازا، أو تجوز عن أكلهم بالرعي، وضعف ابن زيد: القراءة بإثبات الياء، وقال: إن إثباتها في مثل هذا الموضع لا يجوز إلا في الشعر كقوله: ابن عطية
ألم يأتيك والأنباء تنمى بما لاقت لبون بني زياد
وقيل: إن تقدير حذف الحركة في الياء ونحوها للجازم لغة وليس من الضرورة في شيء، وأخرج عن أبو الشيخ أنه كان يقرأ نلهو ونلعب مقاتل بن حيان وإنا له لحافظون أي من أن يناله مكروه، والجملة في موضع الحال والعامل فيها فعل الأمر أو الجواب وليس ذلك من باب الأعمال كما قال لأن الحال لا تضمر، وذلك الباب لا بد فيه من الإضمار إذا أعمل الأول، وقد أكدوا مقالتهم بأصناف التأكيد من إيراد الجملة اسمية وتحليتها بأن واللام، وإسناد الحفظ إلى كلهم وتقديم (له) على الخبر احتيالا في تحصيل مقصدهم أبو حيان