قالوا أي الإخوة وأقبلوا عليهم أي على طالبي السقاية المفهوم من الكلام أو على المؤذن إن كان أريد منه جمع كأنه عليه السلام جعل مؤذنين ينادون بذلك على ما في البحر والجملة في موضع الحال من ضمير ( قالوا ) جيء بها للدلالة على انزعاجهم مما سمعوه لمباينته لحالهم أي قالوا مقبلين عليهم ماذا تفقدون . (71) . أي أي شيء تفقدون أو ما الذي تفقدونه والفقد كما قال : عدم الشيء بعد وجوده فهو أخص من العدم فإنه يقال له ولما لم يوجد أصلا وقيل : هو عدم الشيء بأن يضل عنك لا بفعلك وحاصل المعنى ما ضاع منكم وصيغة المستقبل لاستحضار الصورة . الراغب
وقرأ السلمي ( تفقدون ) بضم التاء من أفقدته إذا وجدته فقيدا نحو أحمدته إذا وجدته محمودا وضعف هذه القراءة ووجهها ما ذكر وعلى القراءتين فالعدول عما يقتضيه الظاهر من قولهم : ماذا سرق منكم على ما قيل لبيان كمال نزاهتهم بإظهار أنه لم يسرق منهم شيء فضلا عن أن يكونوا هم السارقين له وإنما الممكن أن يضيع منهم شيء فيسألونهم ماذا وفيه إرشاد لهم إلى مراعاة حسن الأدب والاحتراز عن المجازفة ونسبة البراء إلى ما لا خير فيه لا سيما بطريق التأكيد فلذلك غيروا كلامهم حيث قالوا في جوابهم :
أبو حاتم