ومن باب الإشارة والتأويل: يا أيها الذين آمنوا الإيمان العياني استعينوا بالصبر معي عند سطوات تجليات عظمتي وكبريائي، والصلاة أي الشهود الحقيقي. إن الله مع الصابرين المطيقين لتجليات أنواري، ولا تقولوا لمن يجعل فانيا مقتولا في سلوك سبيل التوحيد أموات أي: عجزة مساكين، بل أحياء عند ربهم بالحياة الحقيقية الدائمة السرمدية، شهداء لله - تعالى - قادرون به، ولكن لا تشعرون لعمى بصيرتكم وحرمانكم من النور الذي تبصر به القلوب أعيان عالم القدس وحقائق الأرواح، ولنبلونكم بشيء من الخوف أي: خوفي الموجب لانكسار النفس وانهزامها والجوع الموجب لهتك البدن وضعف القوى ورفع حجاب الهوى وتضييق مجاري الشيطان إلى القلب، ونقص من الأموال التي هي مواد الشهوات المقوية للنفس الزائدة في طغيانها، والأنفس المستولية على القلب بصفاتها، أو أنفس الأحباب الذين تأوون إليهم لتنقطعوا إلى والثمرات أي: الملاذ النفسانية لتلتذوا بالمكاشفات والمعارف القلبية والمشاهدات الروحية عند صفاء بواطنكم، وخلوص نضار قلوبكم بنار الرياضة، وبشر الصابرين معي بي أو عن مألوفاتهم بلذة محبتي، الذين إذا أصابتهم مصيبة من تصرفاتي فيهم شاهدوا آثار قدرتي، بل أنوار تجليات صفتي، واستسلموا وأيقنوا أنهم ملكي أتصرف فيه بتجلياتي، وتفانوا في وشاهدوا هلكهم بي - فقالوا: إنا لله وإنا إليه راجعون، أولئك عليهم صلوات من ربهم - بالوجود الموهوب لهم بعد الفناء المنهلة عليه صفاتي الساطعة عليه أنواري، ورحمة أي: هداية يهدون بها خلقي، ومن أراد التوجه نحوي، وأولئك هم المهتدون بي الواصلون إلي بعد تخلصهم من وجودهم الذي هو الذنب الأعظم عندي.