nindex.php?page=treesubj&link=30539_33678_34106_34131_34264_28985nindex.php?page=tafseer&surano=14&ayano=22وقال الشيطان الذي أضل كلا الفريقين واستتبعهما عندما عتباه وقرعاه على نمط الأتباع للرؤساء
nindex.php?page=tafseer&surano=14&ayano=22لما قضي الأمر أي
[ ص: 208 ] أحكم وفرغ منه وهو الحساب ودخل أهل الجنة الجنة وأهل النار النار خطيبا في محفل الأشقياء من الثقلين .
أخرج
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابن جرير وغيره عن
nindex.php?page=showalam&ids=14102الحسن قال : إذا كان يوم القيامة قام إبليس خطيبا على منبر من نار فقال :
nindex.php?page=tafseer&surano=14&ayano=22إن الله وعدكم وعد الحق إلى آخره وعن
nindex.php?page=showalam&ids=17131مقاتل أن الكفار يجتمعون عليه في النار باللائمة فيرقى منبرا من نار فيقول ذلك وفي بعض الآثار ما هو ظاهر في أن هذا في الموقف فقد أخرج
nindex.php?page=showalam&ids=14687الطبراني وابن المبارك في الزهد
nindex.php?page=showalam&ids=16935وابن جرير nindex.php?page=showalam&ids=13359وابن عساكر لكن بسند ضعيف من حديث
عقبة بن عامر يرفعه إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم
nindex.php?page=hadith&LINKID=944991أن الكفار حين يروا شفاعة النبي صلى الله عليه وسلم للمؤمنين يأتون إبليس فيقولون له قد وجد المؤمنون من يشفع لهم فقم أنت فاشفع لنا فإنك أنت أضللتنا فيقوم فيثور من مجلسه أنتن ريح شمها أحد فيقول ما قص الله تعالى .
ومعنى
nindex.php?page=tafseer&surano=14&ayano=22وعد الحق وعدا من حقه أن ينجز أو وعدا نجز وهو الوعد بالبعث والجزاء وقيل : أراد بالحق ما هو صفته تعالى أي إن الله تعالى وعدكم وعده الذي لا يخلف والظاهر أنه صفة الوعد وفي الآية على الأول إيجاز أي أن الله سبحانه وعدكم وعد الحق فوفاكم وأنجزكم ذلك
nindex.php?page=tafseer&surano=14&ayano=22ووعدتكم وعد الباطل وهو أن لا بعث ولا حساب ولئن كانا فالأصنام تشفع لكم
nindex.php?page=tafseer&surano=14&ayano=22فأخلفتكم موعدي أي لم يتحقق ما أخبرتكم به وظهر كذبه وقد استعير الإخلاف لذلك ولو جعل مشاكلة لصح
nindex.php?page=tafseer&surano=14&ayano=22وما كان لي عليكم من سلطان أي تسلط أو حجة تدل على صدقي
nindex.php?page=tafseer&surano=14&ayano=22إلا أن دعوتكم أي إلا دعائي إياكم إلى الضلالة وهذا وإن لم يكن من جنس السلطان حقيقة لكنه أبرزه في مبرزه وجعله منه ادعاء فلذا كان الاستثناء متصلا وهو من تأكيد الشيء بضده كقوله : .
وخيل قد دلفت لها بخيل تحية بينهم ضرب وجيع
وهو من التهكم لا من باب الاستعارة أو التشبيه أو غيرهما على ما حقق في موضعه فإن لم يعتبر فيه التهكم والادعاء يكون الاستثناء منقطعا على حد قوله : .
وبلدة ليس بها أنيس إلا اليعافير وإلا العيس
وإلى الانقطاع ذهب
nindex.php?page=showalam&ids=11992أبو حيان وقال : إنه الظاهر وجوز
الإمام القول بالاتصال من غير اعتبار الادعاء ووجه ذلك بأن القدرة على حمل الإنسان على الشيء تارة تكون بالقهر من الحامل وتارة تكون بتقوية الداعية في قلبه بإلقاء الوسواس إليه وهذا نوع من أنواع التسلط فكأنه قال : ما كان لي تسلط عليكم إلا بالوسوسة لا بالضرب ونحوه
nindex.php?page=tafseer&surano=14&ayano=22فاستجبتم لي أي أسرعتم إجابتي كما يؤذن بذلك الفاء وقيل : يستفاد الإسراع من السين لأن الاستجابة وإن كانت بمعنى الإجابة لكن عدا ذلك من التجريد وأنهم كأنهم طلبوا ذلك من أنفسهم فيقتضي السرعة وفيه بعد
nindex.php?page=tafseer&surano=14&ayano=22فلا تلوموني بوعدي إياكم حيث لم يكن على طريق القسر والإلجاء كما يدل عليه الفاء وقيل : بوسوستي فإن من صرح بالعداوة وقال :
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=16لأقعدن لهم صراطك المستقيم لا يلام بأمثال ذلك وقرئ ( فلا يلوموني ) بالياء على الالتفات
nindex.php?page=tafseer&surano=14&ayano=22ولوموا أنفسكم حيث استجبتم لي باختياركم الناشئ عن سوء استعدادكم حين دعوتكم بلا حجة ولا دليل بل بمجرد تزيين وتسويل ولم تستجيبوا لربكم إذ دعاكم دعوة الحق المقرونة بالبينات والحجج وليس مراد اللعين التنصل عن توجه اللائمة إليه بالمرة بل بيان أنهم أحق بها منه وفي الكشاف أن في هذه الآية دليلا على أن الإنسان هو الذي يختار الشقاوة والسعادة
[ ص: 209 ] ويحصلها لنفسه وليس من الله تعالى إلا التمكين ولا من الشيطان إلا التزيين ولو كان الأمر كما تزعم المجبرة لقال : فلا تلوموني ولا أنفسكم فإن الله تعالى قد قضى عليكم الكفر وأجبركم عليه وليس قوله المحكي باطلا لا يصح التعلق به وإلا لبين الله سبحانه بطلانه وأظهر إنكاره على أنه لا طائل في النطق بالباطل في ذلك المقام ألا ترى كيف أتي بالصدق الذي لا ريب فيه في قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=14&ayano=22إن الله وعدكم إلى آخره وقوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=14&ayano=22وما كان لي عليكم إلى آخره . اهـ .
واعترض قوله : وإلا لبين سبحانه بطلانه بأنه ينقلب عليه في قول المستكبرين
nindex.php?page=tafseer&surano=14&ayano=21لو هدانا الله لهديناكم إذ لم يعقب بالبطلان على وجه التوريك الذي ادعاه وكذلك قوله : على أنه لا طائل إلى آخره .
والجواب أن الأول غير متعين لذلك الوجه كما سمعت ومع ذلك قد عقب بالبطلان في مواضع عديدة ويكفي حكاية الكذب عنهم في ذلك الموطن وذلك في الموطن على توهم أنه
nindex.php?page=showalam&ids=17192نافع كما حكى الله تعالى عنهم أما بعد قضاء الأمر ودخول أهل الجنة الجنة والنار النار فلا يتوهم لذلك طائل البتة لا سيما والشيطان لا غرض له في ذلك فافترقا قائلا وموطنا وحكما بل الجواب أن أهل الحق لا ينكرون توجه اللائمة عليهم وأن الله تعالى مقدس عن ذلك وحجته البالغة وقضاؤه سبحانه الحق حيث أثبتوا للعبد القدرة الكاسبة التي يدور عليها فلك التكليف وجعلوا لها مدخلا في ذلك فإنه سبحانه إنما يخلق أفعاله حسبما يختاره وسلبهم التأثير الذاتي عن قدرته لا ينفي اللوم عنهم كما بين في محله وما ذكره من أنه لو كان الأمر إلى آخره مبني على عدم الفرق بين مذهب أهل الحق الملقبين عنده بالمجبرة وبين مسلك المجبرة في الحقيقة والفرق مثل الصبح ظاهر هذا واستدل بظاهر الآية على أن
nindex.php?page=treesubj&link=28798الشيطان لا قدرة له على تصريع الإنسان أو تعويج أعضائه وجوارحه أو على إزالة عقله لأنه نفى أن يكون له تسلط بالوسوسة .
وأجاب من زعم القدرة على نحو ذلك بأن المقصود في الآية نفي أن يكون له تسلط في أمر الإضلال إلا بمحض الوسوسة لا نفي أن يكون له تسلط أصلا والسياق أدل قرينة على ذلك وانتزع بعضهم من الآية إبطال التقليد في الاعتقاد قال
ابن الفرس : وهو انتزاع حسن لأنهم اتبعوا الشيطان بمجرد دعواه ولم يبطلوا منه برهانا فحكى ذلك عنهم متضمنا لذمهم ثم الظاهر أن هذه الدعوة من الشيطان أعني إبليس بلا واسطة وهي إن كانت في وقت واحد لمتعددين مما يعسر تصوره ولا يبعد أن يقال : إن له أعوانا يفعلون كما يفعل لكن لما كان ذلك بأمره تصدى وحده لما تصدى ونسبت الدعوة إليه وللإمام
nindex.php?page=showalam&ids=11943الرازي في الآية كلام طويل ساقه لبيان كيفية الدعوة وإلقاء الشيطان الوسوسة في قلب الإنسان وأكثره عند المحدثين والسلف الصالحين أشبه شيء بوساوس الشياطين ولعل التوبة تفضي إن شاء الله تعالى إلى تحقيق ذلك بعون الله تعالى القادر المالك
nindex.php?page=tafseer&surano=14&ayano=22ما أنا بمصرخكم أي بمغيثكم مما أنتم فيه من العذاب يقال : استصرخني فأصرخته أي استغاثني فأغثته وأصله من الصراخ وهو مد الصوت والهمزة للسلب كأن المغيث يزيل صراخ المستغيث .
nindex.php?page=tafseer&surano=14&ayano=22وما أنتم بمصرخي مما أنا فيه وفي تعرضه لذلك مع أنه لم يكن في حيز الاحتمال مبالغة في بيان عدم إصراخه إياهم وإيذان بأنه أيضا مبتلى بمثل ما ابتلوا به ومحتاج إلى الإصراخ فكيف له بإصراخ الغير ولذلك آثر الجملة الاسمية والمراد استمرار النفي لا نفي الاستمرار وكذا يقال في التأكيد فكان ما مضى جوابا منه عن توبيخهم وتقريعهم وهذا جواب استغاثتهم به في دفع ما دهمهم من العذاب وقرأ
nindex.php?page=showalam&ids=17340يحيى بن وثاب nindex.php?page=showalam&ids=13726والأعمش [ ص: 210 ] nindex.php?page=showalam&ids=15760وحمزة ( بمصرخي ) بكسر الياء على الأصل في التخلص من التقاء الساكنين وذلك أن الأصل بمصرخين لي فأضيف وحذفت نون الجمع للإضافة فالتقت ياء الجمع الساكنة وياء المتكلم والأصل فيها السكون فكسرت لالتقاء الساكنين وأدغمت وطعن في هذه القراءة كثير من النحاة قال
nindex.php?page=showalam&ids=14888الفراء : لعلها من زعم القراء فإنه قل من سلم منهم من الوهم وقال
nindex.php?page=showalam&ids=12074أبو عبيد نراهم غلطوا وقال
nindex.php?page=showalam&ids=13673الأخفش : ما سمعت هذا الكسر من أحد من
العرب ولا من أحد من النحويين وقال
nindex.php?page=showalam&ids=14416الزجاج : إنها عند الجميع رديئة مرذولة ولا وجه لها إلا وجيه ضعيف وقال
nindex.php?page=showalam&ids=14423الزمخشري : هي ضعيفة واستشهدوا لها ببيت مجهول : .
قال لها هل لك يا تافي قالت له ما أنت بالمرضي
وكأنهم قدروا ياء الإضافة ساكنة فحركوها بالكسر لما عليه أصل التقاء الساكنين ولكنه غير صحيح لأن ياء الإضافة لا تكون إلا مفتوحة حيث قبلها ألف نحو عصاي فما بالها وقبلها ياء والقول بأنه جرت الياء الأولى مجرى الحرف الصحيح لأجل الإدغام فكأنها ياء وقعت ساكنة بعد حرف صحيح ساكن فحركت بالكسر على الأصل ذهاب إلى القياس وهو قياس حسن ولكن الاستعمال المستفيض الذي هو بمنزلة الخبر المتواتر تتضاءل إليه القياسات .
وقد قلد هؤلاء الطاغين جماعة وقد وهموا طعنا وتقليدا فإن القراءة متواترة عن السلف والخلف فلا يجوز أن يقال فيها : إنها خطأ أو قبيحة ورديئة وقد نقل جماعة من العلماء أنها لغة لكنه قل استعمالها .
ونص
قطرب على أنها لغة في
بني يربوع فإنهم يكسرون ياء المتكلم إذا كان قبلها ياء أخرى ويصلونها بها كعليه ولديه وقد يكتفون بالكسرة وذلك لغة أهل
الموصل وكثير من الناس اليوم وقد حسنها
nindex.php?page=showalam&ids=12114أبو عمرو وهو إمام لغة وإمام نحو وإمام قراءة وعربي صحيح ورووا بيت
nindex.php?page=showalam&ids=8572النابغة : .
علي لعمرو نعمة بعد نعمة لوالده ليست بذات عقارب
بكسر ياء علي فيه وأنشدوا لذلك أيضا البيت السابق وهو للأغلب
العجلي وجهل
nindex.php?page=showalam&ids=14423الزمخشري به
كالزجاج لا يلتفت إليه وقوله : إن ياء الإضافة لا تكون إلا مفتوحة إلى آخره مردود بأنه روي سكون الياء بعد الألف وقرأ به القراء في ( محياي ) وما ذكره أيضا قياس مع الفارق فإنه لا يلزم من كسرها مع الياء المجانسة للكسرة كسرها مع الألف الغير المجانسة لها ولذا فتحت بعدها للمجانسة وكون الأصل في هذه الياء الفتح في كل موضع غير مسلم كيف وهي من المبنيات والأصل في المبني أن يبنى على السكون ومن الناس من وجه القراءة بأنها على لغة من يزيد ياء على ياء الإضافة إجراء لها مجرى هاء الضمير وكافه فإن الهاء قد توصل بالواو إذا كانت مضمومة كهذا لهو وضربهو وبالياء إذا كانت مكسورة نحو بهي والكاف قد تلحقها الزيادة فيقال أعطيتكاه وأعطيتكيه إلا أنه حذفت الياء هنا اكتفاء بالكسرة وقال البصير : كسر الياء ليكون طبقا لكسر الهمزة في قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=14&ayano=22إني كفرت لأنه أراد الوصل دون الوقف والابتداء بذلك والكسر أدل على الوصل من الفتح وفيه نظر وبالجملة لا ريب في صحة تلك القراءة وهي لغة فصيحة وقد روي أنه تكلم بها رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم في حديث بدء الوحي وشرح حاله عليه الصلاة والسلام
لورقة بن نوفل رضي الله تعالى عنه فإنكارها محض جهالة وأراد بقوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=14&ayano=22إني كفرت إني كفرت اليوم
nindex.php?page=tafseer&surano=14&ayano=22بما أشركتمون من قبل أي من قبل هذا اليوم يعني في الدنيا
[ ص: 211 ] و ( ما ) مصدرية و ( من ) متعلقة بأشركتموني أي كفرت بإشراككم إياي الله تعالى في الطاعة لأنهم كانوا يطيعونه في أعمال الشر كما يطاع الله تعالى في أعمال الخير فالإشراك استعارة بتشبيه الطاعة به وتنزيلها منزلته أو لأنهم لما أشركوا الأصنام ونحوها بإيقاعه لهم في ذلك فكأنهم أشركوه والكفر مجاز عن التبري كما في قوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=35&ayano=14ويوم القيامة يكفرون بشرككم ومراد اللعين أنه إن كان إشراككم لي بالله تعالى هو الذي أطمعكم في نصرتي لكم وخيل إليكم أن لكم حقا علي فإني تبرأت من ذلك ولم أحمده فلم يبق بيني وبينكم علاقة وإرادة اليوم حسبما ذكرنا هو الظاهر فيكون الكلام محمولا على إنشاء التبري منهم يوم القيامة وجوز
النسفي أن يكون إخبارا عن أنه تبرأ منهم في الدنيا فيكون
nindex.php?page=tafseer&surano=14&ayano=22من قبل متعلقا بكفرت أو متنازعا فيه .
وجوز غير واحد أن تكون ( ما ) موصولة بمعنى من كما قيل في قولهم سبحان ما سخركن لنا والعائد محذوف و
nindex.php?page=tafseer&surano=14&ayano=22من قبل متعلق بكفرت أي إني كفرت من قبل حين أبيت السجود لآدم عليه السلام بالذي أشركتمونيه أي جعلتموني شريكا له بالطاعة وهو الله عز وجل فأشرك منقول من شركت زيدا للتعدية إلى مفعول ثان والكلام على هذا إقرار من اللعين بقدم كفره وبيان لأن خطيئته سابقة عليهم فلا إغاثة لهم منه فهو في المعنى تعليل لعدم إصراخه إياهم وزعم
الإمام أنه لنفي تأثير الوسوسة كأنه يقول : لا تأثير لوسوستي في كفركم بدليل أني كفرت قبل أن وقعتم في الكفر بسبب وسوسة أخرى وإلا لزم التسلسل فثبت بهذا أن سبب الوقوع في الكفر شيء آخر سوى الوسوسة وكان الظاهر على هذا تقديمه على قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=14&ayano=22ما أنا بمصرخكم إلى آخره ولا يظهر لتأخيره نكتة يهش لها الخاطر ومنهم من جعله تعليلا لعدم إصراخهم إياه وهو مما لا وجه له إذ لا احتمال لذلك حتى يحتاج إلى التعليل وقيل : لأن تعليل عدم إصراخهم بكفره يوهم أنهم بسبيل من ذلك لولا المانع من جهته .
واعترض بأن نحو هذا الإبهام جار في الوجه الأول وهم الكفرة الذين لا تنفعهم شفاعة الشافعين وتعقب في البحر القول بالموصولية بأن فيه إطلاق ( ما ) على الله تعالى والأصح فيها أنها لا تطلق على آحاد من يعلم و ( ما ) في سبحان ما سخركن يجوز أن تكون مصدرية بتقدير مضاف أي سبحان موجد أو ميسر تسخيركن لنا .
وقال
الطيبي : إن ( ما ) لا تستعمل في ذي العلم إلا باعتبار الوصفية فيه وتعظيم شأنه والمثال على ذلك أي سبحان العظيم الشأن الذي سخركن للرجال مع مكركن وكيدكن وكون ( ما ) موصولة عبارة عن الصنم أي إني كفرت بالصنم الذي أشركتمونيه مما لا ينبغي أن يلتفت إليه
nindex.php?page=tafseer&surano=14&ayano=22إن الظالمين لهم عذاب أليم . (22) . الظاهر أنه من تمام كلام إبليس قطعا لإطماع الكفار من الإغاثة والإعانة وحكى الله تعالى عنه ما سيقوله في ذلك الوقت ليكون تنبيها للسامعين وحثا لهم على النظر في عاقبتهم والاستعداد لما لا بد منه وأن يتصوروا ذلك المقام الذي يقول فيه الشيطان ما يقول فيخافوا ويعملوا ما ينفعهم هناك وقيل : إنه من كلام الخزنة يوم ذاك وقيل : إنه ابتداء كلام من جهته تعالى وأيد بأنه قرأ
nindex.php?page=showalam&ids=14102الحسن nindex.php?page=showalam&ids=16711وعمرو بن عبيد
nindex.php?page=treesubj&link=30539_33678_34106_34131_34264_28985nindex.php?page=tafseer&surano=14&ayano=22وَقَالَ الشَّيْطَانُ الَّذِي أَضَلَّ كِلَا الْفَرِيقَيْنِ وَاسْتَتْبَعَهُمَا عِنْدَمَا عَتَبَاهُ وَقَرَّعَاهُ عَلَى نَمَطِ الْأَتْبَاعِ لِلرُّؤَسَاءِ
nindex.php?page=tafseer&surano=14&ayano=22لَمَّا قُضِيَ الأَمْرُ أَيْ
[ ص: 208 ] أُحْكِمَ وَفُرِغَ مِنْهُ وَهُوَ الْحِسَابُ وَدَخَلَ أَهْلُ الْجَنَّةِ الْجَنَّةَ وَأَهْلُ النَّارِ النَّارَ خَطِيبًا فِي مَحْفِلِ الْأَشْقِيَاءِ مِنَ الثَّقَلَيْنِ .
أَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابْنُ جَرِيرٍ وَغَيْرُهُ عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=14102الْحَسَنِ قَالَ : إِذَا كَانَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ قَامَ إِبْلِيسُ خَطِيبًا عَلَى مِنْبَرٍ مِنْ نَارٍ فَقَالَ :
nindex.php?page=tafseer&surano=14&ayano=22إِنَّ اللَّهَ وَعَدَكُمْ وَعْدَ الْحَقِّ إِلَى آخِرِهِ وَعَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=17131مُقَاتِلٍ أَنَّ الْكُفَّارَ يَجْتَمِعُونَ عَلَيْهِ فِي النَّارِ بِاللَّائِمَةِ فَيَرْقَى مِنْبَرًا مِنْ نَارٍ فَيَقُولُ ذَلِكَ وَفِي بَعْضِ الْآثَارِ مَا هُوَ ظَاهِرٌ فِي أَنَّ هَذَا فِي الْمَوْقِفِ فَقَدْ أَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=14687الطَّبَرَانِيُّ وَابْنُ الْمُبَارَكِ فِي الزُّهْدِ
nindex.php?page=showalam&ids=16935وَابْنُ جَرِيرٍ nindex.php?page=showalam&ids=13359وَابْنُ عَسَاكِرَ لَكِنْ بِسَنَدٍ ضَعِيفٍ مِنْ حَدِيثِ
عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ يَرْفَعُهُ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
nindex.php?page=hadith&LINKID=944991أَنَّ الْكُفَّارَ حِينَ يَرَوْا شَفَاعَةَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِلْمُؤْمِنِينَ يَأْتُونَ إِبْلِيسَ فَيَقُولُونَ لَهُ قَدْ وَجَدَ الْمُؤْمِنُونَ مَنْ يَشْفَعُ لَهُمْ فَقُمْ أَنْتَ فَاشْفَعْ لَنَا فَإِنَّكَ أَنْتَ أَضْلَلْتَنَا فَيَقُومُ فَيَثُورُ مِنْ مَجْلِسِهِ أَنْتَنَ رِيحٍ شَمَّهَا أَحَدٌ فَيَقُولُ مَا قَصَّ اللَّهُ تَعَالَى .
وَمَعْنَى
nindex.php?page=tafseer&surano=14&ayano=22وَعْدَ الْحَقِّ وَعْدًا مِنْ حَقِّهِ أَنْ يُنْجَزَ أَوْ وَعْدًا نُجِزَ وَهُوَ الْوَعْدُ بِالْبَعْثِ وَالْجَزَاءِ وَقِيلَ : أَرَادَ بِالْحَقِّ مَا هُوَ صِفَتُهُ تَعَالَى أَيْ إِنَّ اللَّهَ تَعَالَى وَعَدَكُمْ وَعْدَهُ الَّذِي لَا يُخْلَفُ وَالظَّاهِرُ أَنَّهُ صِفَةُ الْوَعْدِ وَفِي الْآيَةِ عَلَى الْأَوَّلِ إِيجَازٌ أَيْ أَنَّ اللَّهَ سُبْحَانَهُ وَعَدَكُمْ وَعْدَ الْحَقِّ فَوَفَّاكُمْ وَأَنْجَزَكُمْ ذَلِكَ
nindex.php?page=tafseer&surano=14&ayano=22وَوَعَدْتُكُمْ وَعْدَ الْبَاطِلِ وَهُوَ أَنْ لَا بَعْثَ وَلَا حِسَابَ وَلَئِنْ كَانَا فَالْأَصْنَامُ تَشْفَعُ لَكُمْ
nindex.php?page=tafseer&surano=14&ayano=22فَأَخْلَفْتُكُمْ مَوْعِدِيَ أَيْ لَمْ يَتَحَقَّقْ مَا أَخْبَرْتُكُمْ بِهِ وَظَهَرَ كَذِبُهُ وَقَدِ اسْتُعِيرَ الْإِخْلَافُ لِذَلِكَ وَلَوْ جُعِلَ مُشَاكَلَةً لَصَحَّ
nindex.php?page=tafseer&surano=14&ayano=22وَمَا كَانَ لِي عَلَيْكُمْ مِنْ سُلْطَانٍ أَيْ تَسَلُّطٍ أَوْ حُجَّةٍ تَدُلُّ عَلَى صِدْقِي
nindex.php?page=tafseer&surano=14&ayano=22إِلا أَنْ دَعَوْتُكُمْ أَيْ إِلَّا دُعَائِي إِيَّاكُمْ إِلَى الضَّلَالَةِ وَهَذَا وَإِنْ لَمْ يَكُنْ مِنْ جِنْسِ السُّلْطَانِ حَقِيقَةً لَكِنَّهُ أَبْرَزَهُ فِي مَبْرَزِهِ وَجَعَلَهُ مِنْهُ ادِّعَاءً فَلِذَا كَانَ الِاسْتِثْنَاءُ مُتَّصِلًا وَهُوَ مِنْ تَأْكِيدِ الشَّيْءِ بِضِدِّهِ كَقَوْلِهِ : .
وَخَيْلٌ قَدْ دَلَفْتُ لَهَا بَخِيلٍ تَحِيَّةً بَيْنِهِمْ ضَرْبٌ وَجِيعُ
وَهُوَ مِنَ التَّهَكُّمِ لَا مِنْ بَابِ الِاسْتِعَارَةِ أَوِ التَّشْبِيهِ أَوْ غَيْرِهِمَا عَلَى مَا حُقِّقَ فِي مَوْضِعِهِ فَإِنْ لَمْ يُعْتَبَرْ فِيهِ التَّهَكُّمَ وَالِادِّعَاءُ يَكُونُ الِاسْتِثْنَاءُ مُنْقَطِعًا عَلَى حَدِّ قَوْلِهِ : .
وَبَلْدَةٌ لَيْسَ بِهَا أَنِيسُ إِلَّا الْيَعَافِيرُ وَإِلَّا الْعِيسُ
وَإِلَى الِانْقِطَاعِ ذَهَبَ
nindex.php?page=showalam&ids=11992أَبُو حَيَّانَ وَقَالَ : إِنَّهُ الظَّاهِرُ وَجَوَّزَ
الْإِمَامُ الْقَوْلَ بِالِاتِّصَالِ مِنْ غَيْرِ اعْتِبَارِ الِادِّعَاءِ وَوَجَّهَ ذَلِكَ بِأَنَّ الْقُدْرَةَ عَلَى حَمْلِ الْإِنْسَانِ عَلَى الشَّيْءِ تَارَةً تَكُونُ بِالْقَهْرِ مِنَ الْحَامِلِ وَتَارَةً تَكُونُ بِتَقْوِيَةِ الدَّاعِيَةِ فِي قَلْبِهِ بِإِلْقَاءِ الْوَسْوَاسِ إِلَيْهِ وَهَذَا نَوْعٌ مِنْ أَنْوَاعِ التَّسَلُّطِ فَكَأَنَّهُ قَالَ : مَا كَانَ لِي تَسَلُّطٌ عَلَيْكُمْ إِلَّا بِالْوَسْوَسَةِ لَا بِالضَّرْبِ وَنَحْوِهِ
nindex.php?page=tafseer&surano=14&ayano=22فَاسْتَجَبْتُمْ لِي أَيْ أَسْرَعْتُمُ إِجَابَتِي كَمَا يُؤْذِنُ بِذَلِكَ الْفَاءُ وَقِيلَ : يُسْتَفَادُ الْإِسْرَاعُ مِنَ السِّينِ لِأَنَّ الِاسْتِجَابَةَ وَإِنْ كَانَتْ بِمَعْنَى الْإِجَابَةِ لَكِنَّ عَدَا ذَلِكَ مِنَ التَّجْرِيدِ وَأَنَّهُمْ كَأَنَّهُمْ طَلَبُوا ذَلِكَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ فَيَقْتَضِي السُّرْعَةَ وَفِيهِ بُعْدٌ
nindex.php?page=tafseer&surano=14&ayano=22فَلا تَلُومُونِي بِوَعْدِي إِيَّاكُمْ حَيْثُ لَمْ يَكُنْ عَلَى طَرِيقِ الْقَسْرِ وَالْإِلْجَاءِ كَمَا يَدُلُّ عَلَيْهِ الْفَاءُ وَقِيلَ : بِوَسْوَسَتِي فَإِنَّ مَنْ صَرَّحَ بِالْعَدَاوَةِ وَقَالَ :
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=16لأَقْعُدَنَّ لَهُمْ صِرَاطَكَ الْمُسْتَقِيمَ لَا يُلَامُ بِأَمْثَالِ ذَلِكَ وَقُرِئَ ( فَلَا يَلُومُونِي ) بِالْيَاءِ عَلَى الِالْتِفَاتِ
nindex.php?page=tafseer&surano=14&ayano=22وَلُومُوا أَنْفُسَكُمْ حَيْثُ اسْتَجَبْتُمْ لِي بِاخْتِيَارِكُمُ النَّاشِئِ عَنْ سُوءِ اسْتِعْدَادِكُمْ حِينَ دَعَوْتُكُمْ بِلَا حُجَّةٍ وَلَا دَلِيلٍ بَلْ بِمُجَرَّدِ تَزْيِينٍ وَتَسْوِيلٍ وَلَمْ تَسْتَجِيبُوا لِرَبِّكُمْ إِذْ دَعَاكُمْ دَعْوَةَ الْحَقِّ الْمَقْرُونَةِ بِالْبَيِّنَاتِ وَالْحُجَجِ وَلَيْسَ مُرَادُ اللَّعِينِ التَّنَصُّلَ عَنْ تَوَجُّهِ اللَّائِمَةِ إِلَيْهِ بِالْمَرَّةِ بَلْ بَيَانُ أَنَّهُمْ أَحَقُّ بِهَا مِنْهُ وَفِي الْكَشَّافِ أَنَّ فِي هَذِهِ الْآيَةِ دَلِيلًا عَلَى أَنَّ الْإِنْسَانَ هُوَ الَّذِي يَخْتَارُ الشَّقَاوَةَ وَالسَّعَادَةَ
[ ص: 209 ] وَيُحَصِّلُهَا لِنَفْسِهِ وَلَيْسَ مِنَ اللَّهِ تَعَالَى إِلَّا التَّمْكِينُ وَلَا مِنَ الشَّيْطَانِ إِلَّا التَّزْيِينُ وَلَوْ كَانَ الْأَمْرُ كَمَا تَزْعُمُ الْمُجَبِّرَةُ لَقَالَ : فَلَا تَلُومُونِي وَلَا أَنْفُسَكُمْ فَإِنَّ اللَّهَ تَعَالَى قَدْ قَضَى عَلَيْكُمُ الْكُفْرَ وَأَجْبَرَكُمْ عَلَيْهِ وَلَيْسَ قَوْلُهُ الْمَحْكِيُّ بَاطِلًا لَا يَصِحُّ التَّعَلُّقُ بِهِ وَإِلَّا لَبَيَّنَ اللَّهُ سُبْحَانَهُ بُطْلَانَهُ وَأَظْهَرَ إِنْكَارَهُ عَلَى أَنَّهُ لَا طَائِلَ فِي النُّطْقِ بِالْبَاطِلِ فِي ذَلِكَ الْمَقَامِ أَلَا تَرَى كَيْفَ أُتِيَ بِالصِّدْقِ الَّذِي لَا رَيْبَ فِيهِ فِي قَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=14&ayano=22إِنَّ اللَّهَ وَعَدَكُمْ إِلَى آخِرِهِ وَقَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=14&ayano=22وَمَا كَانَ لِي عَلَيْكُمْ إِلَى آخِرِهِ . اهَـ .
وَاعْتُرِضَ قَوْلُهُ : وَإِلَّا لَبَيَّنَ سُبْحَانَهُ بُطْلَانَهُ بِأَنَّهُ يَنْقَلِبُ عَلَيْهِ فِي قَوْلِ الْمُسْتَكْبِرِينَ
nindex.php?page=tafseer&surano=14&ayano=21لَوْ هَدَانَا اللَّهُ لَهَدَيْنَاكُمْ إِذْ لَمْ يُعَقَّبُ بِالْبُطْلَانِ عَلَى وَجْهِ التَّوْرِيكِ الَّذِي ادَّعَاهُ وَكَذَلِكَ قَوْلُهُ : عَلَى أَنَّهُ لَا طَائِلَ إِلَى آخِرِهِ .
وَالْجَوَابُ أَنَّ الْأَوَّلَ غَيْرُ مُتَعَيَّنٍ لِذَلِكَ الْوَجْهِ كَمَا سَمِعْتَ وَمَعَ ذَلِكَ قَدْ عُقِّبَ بِالْبُطْلَانِ فِي مَوَاضِعَ عَدِيدَةٍ وَيَكْفِي حِكَايَةُ الْكَذِبِ عَنْهُمْ فِي ذَلِكَ الْمَوْطِنِ وَذَلِكَ فِي الْمَوْطِنِ عَلَى تَوَهُّمِ أَنَّهُ
nindex.php?page=showalam&ids=17192نَافِعٌ كَمَا حَكَى اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُمْ أَمَّا بَعْدَ قَضَاءِ الْأَمْرِ وَدُخُولِ أَهْلِ الْجَنَّةِ الْجَنَّةَ وَالنَّارِ النَّارَ فَلَا يُتَوَهَّمُ لِذَلِكَ طَائِلٌ الْبَتَّةَ لَا سِيَّمَا وَالشَّيْطَانُ لَا غَرَضَ لَهُ فِي ذَلِكَ فَافْتَرَقَا قَائِلًا وَمُوَطِّنًا وَحُكْمًا بَلِ الْجَوَابُ أَنَّ أَهْلَ الْحَقِّ لَا يُنْكِرُونَ تَوَجُّهَ اللَّائِمَةِ عَلَيْهِمْ وَأَنَّ اللَّهَ تَعَالَى مُقَدَّسٌ عَنْ ذَلِكَ وَحِجَّتُهُ الْبَالِغَةُ وَقَضَاؤُهُ سُبْحَانَهُ الْحَقُّ حَيْثُ أَثْبَتُوا لِلْعَبْدِ الْقُدْرَةَ الْكَاسِبَةَ الَّتِي يَدُورُ عَلَيْهَا فَلَكُ التَّكْلِيفِ وَجَعَلُوا لَهَا مَدْخَلًا فِي ذَلِكَ فَإِنَّهُ سُبْحَانَهُ إِنَّمَا يَخْلُقُ أَفْعَالَهُ حَسْبَمَا يَخْتَارُهُ وَسَلْبُهُمُ التَّأْثِيرَ الذَّاتِيَّ عَنْ قُدْرَتِهِ لَا يَنْفِي اللَّوْمَ عَنْهُمْ كَمَا بُيِّنَ فِي مَحَلِّهِ وَمَا ذَكَرَهُ مِنْ أَنَّهُ لَوْ كَانَ الْأَمْرُ إِلَى آخِرِهِ مَبْنِيٌّ عَلَى عَدَمِ الْفَرْقِ بَيْنَ مَذْهَبِ أَهْلِ الْحَقِّ الْمُلَقَّبِينَ عِنْدَهُ بِالْمُجَبِّرَةِ وَبَيْنَ مَسْلَكِ الْمُجَبِّرَةِ فِي الْحَقِيقَةِ وَالْفَرْقُ مِثْلُ الصُّبْحِ ظَاهِرٌ هَذَا وَاسْتُدِلَّ بِظَاهِرِ الْآيَةِ عَلَى أَنَّ
nindex.php?page=treesubj&link=28798الشَّيْطَانَ لَا قُدْرَةَ لَهُ عَلَى تَصْرِيعِ الْإِنْسَانِ أَوْ تَعْوِيجِ أَعْضَائِهِ وَجَوَارِحِهِ أَوْ عَلَى إِزَالَةِ عَقْلِهِ لِأَنَّهُ نَفَى أَنْ يَكُونَ لَهُ تَسَلُّطٌ بِالْوَسْوَسَةِ .
وَأَجَابَ مَنْ زَعَمَ الْقُدْرَةَ عَلَى نَحْوِ ذَلِكَ بِأَنَّ الْمَقْصُودَ فِي الْآيَةِ نَفْيُ أَنْ يَكُونَ لَهُ تَسَلَّطٌ فِي أَمْرِ الْإِضْلَالِ إِلَّا بِمَحْضِ الْوَسْوَسَةِ لَا نَفْيَ أَنْ يَكُونَ لَهُ تَسَلُّطٌ أَصْلًا وَالسِّيَاقُ أَدَلُّ قَرِينَةً عَلَى ذَلِكَ وَانْتَزَعَ بَعْضُهُمْ مِنَ الْآيَةِ إِبْطَالَ التَّقْلِيدِ فِي الِاعْتِقَادِ قَالَ
ابْنُ الْفُرْسِ : وَهُوَ انْتِزَاعٌ حَسَنٌ لِأَنَّهُمُ اتَّبَعُوا الشَّيْطَانَ بِمُجَرَّدِ دَعْوَاهُ وَلَمْ يُبْطِلُوا مِنْهُ بُرْهَانًا فَحَكَى ذَلِكَ عَنْهُمْ مُتَضَمَّنًا لِذَمِّهِمْ ثُمَّ الظَّاهِرُ أَنَّ هَذِهِ الدَّعْوَةَ مِنَ الشَّيْطَانِ أَعْنِي إِبْلِيسَ بِلَا وَاسِطَةٍ وَهِيَ إِنْ كَانَتْ فِي وَقْتٍ وَاحِدٍ لِمُتَعَدِّدِينَ مِمَّا يَعْسُرُ تَصَوُّرُهُ وَلَا يَبْعُدُ أَنْ يُقَالَ : إِنَّ لَهُ أَعْوَانًا يَفْعَلُونَ كَمَا يَفْعَلُ لَكِنْ لَمَّا كَانَ ذَلِكَ بِأَمْرِهِ تَصَدَّى وَحْدَهُ لِمَا تَصَدَّى وَنُسِبَتِ الدَّعْوَةُ إِلَيْهِ وَلِلْإِمَامِ
nindex.php?page=showalam&ids=11943الرَّازِيِّ فِي الْآيَةِ كَلَامٌ طَوِيلٌ سَاقَهُ لِبَيَانِ كَيْفِيَّةِ الدَّعْوَةِ وَإِلْقَاءِ الشَّيْطَانِ الْوَسْوَسَةَ فِي قَلْبِ الْإِنْسَانِ وَأَكْثَرُهُ عِنْدَ الْمُحَدِّثِينَ وَالسَّلَفِ الصَّالِحِينَ أَشْبَهُ شَيْءٍ بِوَسَاوِسِ الشَّيَاطِينِ وَلَعَلَّ التَّوْبَةَ تُفْضِي إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى إِلَى تَحْقِيقِ ذَلِكَ بِعَوْنِ اللَّهِ تَعَالَى الْقَادِرِ الْمَالِكِ
nindex.php?page=tafseer&surano=14&ayano=22مَا أَنَا بِمُصْرِخِكُمْ أَيْ بِمُغِيثِكُمْ مِمَّا أَنْتُمْ فِيهِ مِنَ الْعَذَابِ يُقَالُ : اسْتَصْرَخَنِي فَأَصْرَخْتُهُ أَيِ اسْتَغَاثَنِي فَأَغَثْتُهُ وَأَصْلُهُ مِنَ الصُّرَاخِ وَهُوَ مَدُّ الصَّوْتِ وَالْهَمْزَةُ لِلسَّلْبِ كَأَنَّ الْمُغِيثَ يُزِيلُ صُرَاخَ الْمُسْتَغِيثِ .
nindex.php?page=tafseer&surano=14&ayano=22وَمَا أَنْتُمْ بِمُصْرِخِيَّ مِمَّا أَنَا فِيهِ وَفِي تَعَرُّضِهِ لِذَلِكَ مَعَ أَنَّهُ لَمْ يَكُنْ فِي حَيِّزِ الِاحْتِمَالِ مُبَالَغَةٌ فِي بَيَانِ عَدَمِ إِصْرَاخِهِ إِيَّاهُمْ وَإِيذَانٌ بِأَنَّهُ أَيْضًا مُبْتَلًى بِمِثْلِ مَا ابْتُلُوا بِهِ وَمُحْتَاجٌ إِلَى الْإِصْرَاخِ فَكَيْفَ لَهُ بِإِصْرَاخِ الْغَيْرِ وَلِذَلِكَ آثَرَ الْجُمْلَةَ الِاسْمِيَّةَ وَالْمُرَادُ اسْتِمْرَارُ النَّفْيِ لَا نَفْيَ الِاسْتِمْرَارِ وَكَذَا يُقَالُ فِي التَّأْكِيدِ فَكَانَ مَا مَضَى جَوَابًا مِنْهُ عَنْ تَوْبِيخِهِمْ وَتَقْرِيعِهِمْ وَهَذَا جَوَابُ اسْتِغَاثَتِهِمْ بِهِ فِي دَفْعِ مَا دَهَمَهُمْ مِنَ الْعَذَابِ وَقَرَأَ
nindex.php?page=showalam&ids=17340يَحْيَى بْنُ وَثَّابٍ nindex.php?page=showalam&ids=13726وَالْأَعْمَشُ [ ص: 210 ] nindex.php?page=showalam&ids=15760وَحَمْزَةُ ( بِمُصْرِخِي ) بِكَسْرِ الْيَاءِ عَلَى الْأَصْلِ فِي التَّخَلُّصِ مِنَ الْتِقَاءِ السَّاكِنَيْنِ وَذَلِكَ أَنَّ الْأَصْلَ بِمُصْرَخِينَ لِي فَأُضِيفَ وَحُذِفَتْ نُونُ الْجَمْعِ لِلْإِضَافَةِ فَالْتَقَتْ يَاءُ الْجَمْعِ السَّاكِنَةُ وَيَاءُ الْمُتَكَلِّمِ وَالْأَصْلُ فِيهَا السُّكُونُ فَكُسِرَتْ لِالْتِقَاءِ السَّاكِنَيْنِ وَأُدْغِمَتْ وَطَعَنَ فِي هَذِهِ الْقِرَاءَةِ كَثِيرٌ مِنَ النُّحَاةِ قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=14888الْفَرَّاءُ : لَعَلَّهَا مِنْ زَعْمِ الْقُرَّاءِ فَإِنَّهُ قَلَّ مَنْ سَلِمَ مِنْهُمْ مَنِ الْوَهْمِ وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=12074أَبُو عُبَيْدٍ نَرَاهُمْ غَلِطُوا وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=13673الْأَخْفَشُ : مَا سَمِعْتُ هَذَا الْكَسْرَ مِنْ أَحَدٍ مِنَ
الْعَرَبِ وَلَا مِنْ أَحَدٍ مِنَ النَّحْوِيِّينَ وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=14416الزَّجَّاجُ : إِنَّهَا عِنْدَ الْجَمِيعِ رَدِيئَةٌ مَرْذُولَةٌ وَلَا وَجْهَ لَهَا إِلَّا وُجَيْهٌ ضَعِيفٌ وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=14423الزَّمَخْشَرِيُّ : هِيَ ضَعِيفَةٌ وَاسْتَشْهَدُوا لَهَا بِبَيْتٍ مَجْهُولٍ : .
قَالَ لَهَا هَلْ لَكِ يَا تَافِي قَالَتْ لَهُ مَا أَنْتَ بِالْمَرْضِي
وَكَأَنَّهُمْ قَدَّرُوا يَاءَ الْإِضَافَةِ سَاكِنَةً فَحَرَّكُوهَا بِالْكَسْرِ لِمَا عَلَيْهِ أَصْلُ الْتِقَاءِ السَّاكِنَيْنِ وَلَكِنَّهُ غَيْرُ صَحِيحٍ لِأَنَّ يَاءَ الْإِضَافَةِ لَا تَكُونُ إِلَّا مَفْتُوحَةً حَيْثُ قَبْلَهَا أَلِفٌ نَحْوَ عَصَايَ فَمَا بَالُهَا وَقَبْلَهَا يَاءٌ وَالْقَوْلُ بِأَنَّهُ جَرَتِ الْيَاءُ الْأُولَى مَجْرَى الْحَرْفِ الصَّحِيحِ لِأَجْلِ الْإِدْغَامِ فَكَأَنَّهَا يَاءٌ وَقَعَتْ سَاكِنَةً بَعْدَ حَرْفٍ صَحِيحٍ سَاكِنٍ فَحُرِّكَتْ بِالْكَسْرِ عَلَى الْأَصْلِ ذَهَابٌ إِلَى الْقِيَاسِ وَهُوَ قِيَاسٌ حَسَنٌ وَلَكِنَّ الِاسْتِعْمَالَ الْمُسْتَفِيضَ الَّذِي هُوَ بِمَنْزِلَةِ الْخَبَرِ الْمُتَوَاتِرِ تَتَضَاءَلُ إِلَيْهِ الْقِيَاسَاتُ .
وَقَدْ قَلَّدَ هَؤُلَاءِ الطَّاغِينَ جَمَاعَةٌ وَقَدْ وَهِمُوا طَعْنًا وَتَقْلِيدًا فَإِنَّ الْقِرَاءَةَ مُتَوَاتِرَةٌ عَنِ السَّلَفِ وَالْخَلَفِ فَلَا يَجُوزُ أَنْ يُقَالَ فِيهَا : إِنَّهَا خَطَأٌ أَوْ قَبِيحَةٌ وَرَدِيئَةٌ وَقَدْ نَقَلَ جَمَاعَةٌ مِنَ الْعُلَمَاءِ أَنَّهَا لُغَةٌ لَكِنَّهُ قَلَّ اسْتِعْمَالُهَا .
وَنَصَّ
قُطْرُبٌ عَلَى أَنَّهَا لُغَةٌ فِي
بَنِي يَرْبُوعٍ فَإِنَّهُمْ يَكْسِرُونَ يَاءَ الْمُتَكَلِّمِ إِذَا كَانَ قَبْلَهَا يَاءٌ أُخْرَى وَيَصِلُونَهَا بِهَا كَعَلَيْهِ وَلَدَيْهِ وَقَدْ يَكْتَفُونَ بِالْكَسْرَةِ وَذَلِكَ لُغَةُ أَهْلِ
الْمَوْصِلِ وَكَثِيرٍ مِنَ النَّاسِ الْيَوْمَ وَقَدْ حَسَّنَهَا
nindex.php?page=showalam&ids=12114أَبُو عَمْرٍو وَهُوَ إِمَامُ لُغَةٍ وَإِمَامُ نَحْوٍ وَإِمَامُ قِرَاءَةٍ وَعَرَبِيٌّ صَحِيحٌ وَرَوَوْا بَيْتَ
nindex.php?page=showalam&ids=8572النَّابِغَةِ : .
عَلَيِّ لِعَمْرٍو نِعْمَةٌ بَعْدَ نِعْمَةٍ لِوَالِدِهِ لَيْسَتْ بِذَاتِ عَقَارِبَ
بِكَسْرِ يَاءِ عَلَيِّ فِيهِ وَأَنْشَدُوا لِذَلِكَ أَيْضًا الْبَيْتَ السَّابِقَ وَهُوَ لِلْأَغْلَبِ
الْعِجْلِيِّ وَجَهْلُ
nindex.php?page=showalam&ids=14423الزَّمَخْشَرِيِّ بِهِ
كَالزَّجَّاجِ لَا يُلْتَفَتُ إِلَيْهِ وَقَوْلُهُ : إِنَّ يَاءَ الْإِضَافَةِ لَا تَكُونُ إِلَّا مَفْتُوحَةً إِلَى آخِرِهِ مَرْدُودٌ بِأَنَّهُ رُوِيَ سُكُونُ الْيَاءِ بَعْدَ الْأَلِفِ وَقَرَأَ بِهِ الْقُرَّاءُ فِي ( مَحْيَايَ ) وَمَا ذَكَرَهُ أَيْضًا قِيَاسٌ مَعَ الْفَارِقِ فَإِنَّهُ لَا يَلْزَمُ مِنْ كَسْرِهَا مَعَ الْيَاءِ الْمُجَانِسَةِ لِلْكَسْرَةِ كَسْرُهَا مَعَ الْأَلِفِ الْغَيْرِ الْمُجَانِسَةِ لَهَا وَلِذَا فُتِحَتْ بَعْدَهَا لِلْمُجَانَسَةِ وَكَوْنُ الْأَصْلِ فِي هَذِهِ الْيَاءِ الْفَتْحَ فِي كُلِّ مَوْضِعٍ غَيْرُ مُسَلَّمٍ كَيْفَ وَهِيَ مِنَ الْمَبْنِيَّاتِ وَالْأَصْلُ فِي الْمَبْنِيِّ أَنْ يُبْنَى عَلَى السُّكُونِ وَمِنَ النَّاسِ مَنْ وَجَّهَ الْقِرَاءَةَ بِأَنَّهَا عَلَى لُغَةِ مَنْ يَزِيدُ يَاءً عَلَى يَاءِ الْإِضَافَةِ إِجْرَاءً لَهَا مَجْرَى هَاءِ الضَّمِيرِ وَكَافِهِ فَإِنَّ الْهَاءَ قَدْ تُوصَلُ بِالْوَاوِ إِذَا كَانَتْ مَضْمُومَةً كَهَذَا لَهُو وَضَرَبَهُو وَبِالْيَاءِ إِذَا كَانَتْ مَكْسُورَةً نَحْوَ بِهِي وَالْكَافُ قَدْ تَلْحَقُهَا الزِّيَادَةُ فَيُقَالُ أَعْطَيْتُكَاهُ وَأَعْطَيْتُكِيهِ إِلَّا أَنَّهُ حُذِفَتِ الْيَاءُ هُنَا اكْتِفَاءً بِالْكَسْرَةِ وَقَالَ الْبَصِيرُ : كَسْرُ الْيَاءِ لِيَكُونَ طِبْقًا لِكَسْرِ الْهَمْزَةِ فِي قَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=14&ayano=22إِنِّي كَفَرْتُ لِأَنَّهُ أَرَادَ الْوَصْلَ دُونَ الْوَقْفِ وَالِابْتِدَاءِ بِذَلِكَ وَالْكَسْرُ أَدَلُّ عَلَى الْوَصْلِ مِنَ الْفَتْحِ وَفِيهِ نَظَرٌ وَبِالْجُمْلَةِ لَا رَيْبَ فِي صِحَّةِ تِلْكَ الْقِرَاءَةِ وَهِيَ لُغَةٌ فَصِيحَةٌ وَقَدْ رُوِيَ أَنَّهُ تَكَلَّمَ بِهَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ تَعَالَى عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي حَدِيثِ بَدْءِ الْوَحْيِ وَشَرْحِ حَالِهِ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ
لِوَرَقَةَ بْنِ نَوْفَلٍ رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُ فَإِنْكَارُهَا مَحْضُ جَهَالَةٍ وَأَرَادَ بِقَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=14&ayano=22إِنِّي كَفَرْتُ إِنِّي كَفَرْتُ الْيَوْمَ
nindex.php?page=tafseer&surano=14&ayano=22بِمَا أَشْرَكْتُمُونِ مِنْ قَبْلُ أَيْ مِنْ قَبْلِ هَذَا الْيَوْمِ يَعْنِي فِي الدُّنْيَا
[ ص: 211 ] وَ ( مَا ) مَصْدَرِيَّةٌ وَ ( مِنْ ) مُتَعَلِّقَةٌ بِأَشْرَكْتُمُونِي أَيْ كَفَرْتُ بِإِشْرَاكِكُمْ إِيَّايَ اللَّهَ تَعَالَى فِي الطَّاعَةِ لِأَنَّهُمْ كَانُوا يُطِيعُونَهُ فِي أَعْمَالِ الشَّرِّ كَمَا يُطَاعُ اللَّهُ تَعَالَى فِي أَعْمَالِ الْخَيْرِ فَالْإِشْرَاكُ اسْتِعَارَةٌ بِتَشْبِيهِ الطَّاعَةِ بِهِ وَتَنْزِيلِهَا مَنْزِلَتَهُ أَوْ لِأَنَّهُمْ لَمَّا أَشْرَكُوا الْأَصْنَامَ وَنَحْوَهَا بِإِيقَاعِهِ لَهُمْ فِي ذَلِكَ فَكَأَنَّهُمْ أَشْرَكُوهُ وَالْكُفْرُ مَجَازٌ عَنِ التَّبَرِّي كَمَا فِي قَوْلِهِ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=35&ayano=14وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكْفُرُونَ بِشِرْكِكُمْ وَمُرَادُ اللَّعِينِ أَنَّهُ إِنْ كَانَ إِشْرَاكُكُمْ لِي بِاللَّهِ تَعَالَى هُوَ الَّذِي أَطْمَعَكُمْ فِي نُصْرَتِي لَكُمْ وَخَيَّلَ إِلَيْكُمْ أَنَّ لَكُمْ حَقًّا عَلَيَّ فَإِنِّي تَبَرَّأْتُ مِنْ ذَلِكَ وَلَمْ أَحْمَدْهُ فَلَمْ يَبْقَ بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ عَلَاقَةٌ وَإِرَادَةُ الْيَوْمِ حَسْبَمَا ذَكَرْنَا هُوَ الظَّاهِرُ فَيَكُونُ الْكَلَامُ مَحْمُولًا عَلَى إِنْشَاءِ التَّبَرِّي مِنْهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَجَوَّزَ
النَّسَفِيُّ أَنْ يَكُونَ إِخْبَارًا عَنْ أَنَّهُ تَبَرَّأَ مِنْهُمْ فِي الدُّنْيَا فَيَكُونُ
nindex.php?page=tafseer&surano=14&ayano=22مِنْ قَبْلُ مُتَعَلِّقًا بِكَفَرْتُ أَوْ مُتَنَازَعًا فِيهِ .
وَجَوَّزَ غَيْرُ وَاحِدٍ أَنْ تَكُونَ ( مَا ) مَوْصُولَةً بِمَعْنَى مَنْ كَمَا قِيلَ فِي قَوْلِهِمْ سُبْحَانَ مَا سَخَّرَكُنَّ لَنَا وَالْعَائِدُ مَحْذُوفٌ وَ
nindex.php?page=tafseer&surano=14&ayano=22مِنْ قَبْلُ مُتَعَلِّقٌ بِكَفَرْتُ أَيْ إِنِّي كَفَرْتُ مِنْ قَبْلُ حِينَ أَبَيْتُ السُّجُودَ لِآدَمَ عَلَيْهِ السَّلَامُ بِالَّذِي أَشْرَكْتُمُونِيهِ أَيْ جَعَلْتُمُونِي شَرِيكًا لَهُ بِالطَّاعَةِ وَهُوَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ فَأَشْرَكَ مَنْقُولٌ مِنْ شَرَكْتُ زَيْدًا لِلتَّعْدِيَةِ إِلَى مَفْعُولٍ ثَانٍ وَالْكَلَامُ عَلَى هَذَا إِقْرَارٌ مِنَ اللَّعِينِ بِقِدَمِ كُفْرِهِ وَبَيَانٌ لِأَنَّ خَطِيئَتَهُ سَابِقَةٌ عَلَيْهِمْ فَلَا إِغَاثَةَ لَهُمْ مِنْهُ فَهُوَ فِي الْمَعْنَى تَعْلِيلٌ لِعَدَمِ إِصْرَاخِهِ إِيَّاهُمْ وَزَعَمَ
الْإِمَامُ أَنَّهُ لِنَفْيِ تَأْثِيرِ الْوَسْوَسَةِ كَأَنَّهُ يَقُولُ : لَا تَأْثِيرَ لِوَسْوَسَتِي فِي كُفْرِكُمْ بِدَلِيلِ أَنِّي كَفَرْتُ قَبْلَ أَنْ وَقَعْتُمْ فِي الْكُفْرِ بِسَبَبِ وَسْوَسَةٍ أُخْرَى وَإِلَّا لَزِمَ التَّسَلْسُلُ فَثَبَتَ بِهَذَا أَنَّ سَبَبَ الْوُقُوعِ فِي الْكُفْرِ شَيْءٌ آخَرُ سِوَى الْوَسْوَسَةِ وَكَانَ الظَّاهِرُ عَلَى هَذَا تَقْدِيمَهُ عَلَى قَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=14&ayano=22مَا أَنَا بِمُصْرِخِكُمْ إِلَى آخِرِهِ وَلَا يَظْهَرُ لِتَأْخِيرِهِ نُكْتَةٌ يَهُشُّ لَهَا الْخَاطِرُ وَمِنْهُمْ مَنْ جَعَلَهُ تَعْلِيلًا لِعَدَمِ إِصْرَاخِهِمْ إِيَّاهُ وَهُوَ مِمَّا لَا وَجْهَ لَهُ إِذْ لَا احْتِمَالَ لِذَلِكَ حَتَّى يَحْتَاجَ إِلَى التَّعْلِيلِ وَقِيلَ : لِأَنَّ تَعْلِيلَ عَدَمِ إِصْرَاخِهِمْ بِكُفْرِهِ يُوهِمُ أَنَّهُمْ بِسَبِيلٍ مِنْ ذَلِكَ لَوْلَا الْمَانِعُ مِنْ جِهَتِهِ .
وَاعْتُرِضَ بِأَنَّ نَحْوَ هَذَا الْإِبْهَامِ جَارٍ فِي الْوَجْهِ الْأَوَّلِ وَهُمُ الْكَفَرَةُ الَّذِينَ لَا تَنْفَعُهُمْ شَفَاعَةُ الشَّافِعِينَ وَتُعُقِّبَ فِي الْبَحْرِ الْقَوْلُ بِالْمَوْصُولِيَّةِ بِأَنَّ فِيهِ إِطْلَاقَ ( مَا ) عَلَى اللَّهِ تَعَالَى وَالْأَصَحُّ فِيهَا أَنَّهَا لَا تُطْلَقُ عَلَى آحَادِ مَنْ يُعْلَمُ وَ ( مَا ) فِي سُبْحَانَ مَا سَخَّرَكُنَّ يَجُوزُ أَنْ تَكُونَ مَصْدَرِيَّةً بِتَقْدِيرِ مُضَافٍ أَيْ سُبْحَانَ مُوجِدِ أَوْ مُيَسَّرِ تَسْخِيرِكُنَّ لَنَا .
وَقَالَ
الطَّيِّبِيُّ : إِنَّ ( مَا ) لَا تُسْتَعْمَلُ فِي ذِي الْعِلْمِ إِلَّا بِاعْتِبَارِ الْوَصْفِيَّةِ فِيهِ وَتَعْظِيمِ شَأْنِهِ وَالْمِثَالُ عَلَى ذَلِكَ أَيْ سُبْحَانَ الْعَظِيمِ الشَّأْنِ الَّذِي سَخَّرَكُنَّ لِلرِّجَالِ مَعَ مَكْرِكُنَّ وَكَيْدِكُنَّ وَكَوْنُ ( مَا ) مَوْصُولَةً عِبَارَةٌ عَنِ الصَّنَمِ أَيْ إِنِّي كَفَرْتُ بِالصَّنَمِ الَّذِي أَشْرَكْتُمُونِيهِ مِمَّا لَا يَنْبَغِي أَنْ يُلْتَفَتَ إِلَيْهِ
nindex.php?page=tafseer&surano=14&ayano=22إِنَّ الظَّالِمِينَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ . (22) . الظَّاهِرُ أَنَّهُ مِنْ تَمَامِ كَلَامِ إِبْلِيسَ قَطْعًا لِإِطْمَاعِ الْكُفَّارِ مِنَ الْإِغَاثَةِ وَالْإِعَانَةِ وَحَكَى اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُ مَا سَيَقُولُهُ فِي ذَلِكَ الْوَقْتِ لِيَكُونَ تَنْبِيهًا لِلسَّامِعِينَ وَحَثًّا لَهُمْ عَلَى النَّظَرِ فِي عَاقِبَتِهِمْ وَالِاسْتِعْدَادِ لِمَا لَا بُدَّ مِنْهُ وَأَنْ يَتَصَوَّرُوا ذَلِكَ الْمَقَامَ الَّذِي يَقُولُ فِيهِ الشَّيْطَانُ مَا يَقُولُ فَيَخَافُوا وَيَعْمَلُوا مَا يَنْفَعُهُمْ هُنَاكَ وَقِيلَ : إِنَّهُ مِنْ كَلَامِ الْخَزَنَةِ يَوْمَ ذَاكَ وَقِيلَ : إِنَّهُ ابْتِدَاءُ كَلَامٍ مِنْ جِهَتِهِ تَعَالَى وَأُيِّدَ بِأَنَّهُ قَرَأَ
nindex.php?page=showalam&ids=14102الْحَسَنُ nindex.php?page=showalam&ids=16711وَعَمْرُو بْنُ عُبَيْدٍ