nindex.php?page=treesubj&link=28913_31788_32024_32109_32410_34091_28987nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=101وإذا بدلنا آية مكان آية أي إذا نزلنا آية من القرآن مكان آية منه وجعلناها بدلا منها بأن نسخناها بها، والظاهر على ما في البحر أن المراد نسخ اللفظ والمعنى، ويجوز أن يراد نسخ المعنى مع بقاء اللفظ
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=101والله أعلم بما ينزل من المصالح فكل من الناسخ والمنسوخ منزل حسبما تقتضيه الحكمة والمصلحة فإن كل وقت له مقتضى غير مقتضى الآخر فكم من مصلحة تنقلب مفسدة في وقت آخر لانقلاب الأمور الداعية إليها، ونرى الطبيب الحاذق قد يأمر المريض بشربة ثم بعد ذلك ينهاه عنها ويأمره بضدها، وما الشرائع إلا مصالح للعباد وأدوية لأمراضهم المعنوية فتختلف حسب اختلاف ذلك في الأوقات وسبحان الحكيم العليم، والجملة إما معترضة لتوبيخ الكفرة والتنبيه على فساد رأيهم، وفي الالتفات إلى الغيبة مع الإسناد إلى الاسم الجليل ما لا يخفى من تربية المهابة وتحقيق معنى الاعتراض أو حالية كما قال
nindex.php?page=showalam&ids=14803أبو البقاء وغيره، وقرأ
nindex.php?page=showalam&ids=16456ابن كثير وأبو عمرو «ينزل» من الإنزال
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=101قالوا أي الكفرة الجاهلون بحكمة النسخ
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=101إنما أنت مفتر متقول على الله تعالى تأمر بشيء ثم يبدو لك فتنهى عنه، وقد بالغوا قاتلهم الله تعالى في نسبة الافتراء إلى حضرة الصادق المصدوق صلى الله تعالى عليه وسلم حيث وجهوا الخطاب إليه عليه الصلاة والسلام وجاؤوا بالجملة الاسمية مع التأكيد بإنما، وحكاية هذا القول عنهم هاهنا للإيذان بأنه كفرة ناشئة من نزغات الشيطان وأنه وليهم. وفي الكشف أن وجه ذكره عقيب الأمر بالاستعاذة عند القراءة أنه باب عظيم من أبوابه يفتن به الناقصين يوسوس إليهم البداء والتضاد وغير ذلك
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=101بل أكثرهم لا يعلمون أي لا يعلمون شيئا أصلا أو لا يعلمون أن في التبديل المذكور حكما بالغة، وإسناد هذا الحكم إلى أكثرهم لما أن منهم من يعلم ذلك وإنما ينكر عنادا. والآية دليل على نسخ القرآن بالقرآن وهي ساكتة عن نفي نسخه بغير ذلك مما فصل في كتب الأصول
nindex.php?page=treesubj&link=28913_31788_32024_32109_32410_34091_28987nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=101وَإِذَا بَدَّلْنَا آيَةً مَكَانَ آيَةً أَيْ إِذَا نَزَّلْنَا آيَةً مِنَ الْقُرْآنِ مَكَانَ آيَةٍ مِنْهُ وَجَعَلْنَاهَا بَدَلًا مِنْهَا بِأَنْ نَسَخْنَاهَا بِهَا، وَالظَّاهِرُ عَلَى مَا فِي الْبَحْرِ أَنَّ الْمُرَادَ نَسْخُ اللَّفْظِ وَالْمَعْنَى، وَيَجُوزُ أَنْ يُرَادَ نَسْخُ الْمَعْنَى مَعَ بَقَاءِ اللَّفْظِ
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=101وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا يُنَزِّلُ مِنَ الْمَصَالِحِ فَكُلٌّ مِنَ النَّاسِخِ وَالْمَنْسُوخِ مُنَزَّلٌ حَسْبَمَا تَقْتَضِيهِ الْحِكْمَةُ وَالْمَصْلَحَةُ فَإِنَّ كُلَّ وَقْتٍ لَهُ مُقْتَضَى غَيْرُ مُقْتَضَى الْآخَرِ فَكَمْ مِنْ مَصْلَحَةٍ تَنْقَلِبُ مَفْسَدَةً فِي وَقْتٍ آخَرَ لِانْقِلَابِ الْأُمُورِ الدَّاعِيَةِ إِلَيْهَا، وَنَرَى الطَّبِيبَ الْحَاذِقَ قَدْ يَأْمُرُ الْمَرِيضَ بِشَرْبَةٍ ثُمَّ بَعْدَ ذَلِكَ يَنْهَاهُ عَنْهَا وَيَأْمُرُهُ بِضِدِّهَا، وَمَا الشَّرَائِعُ إِلَّا مَصَالِحُ لِلْعِبَادِ وَأَدْوِيَةٌ لِأَمْرَاضِهِمُ الْمَعْنَوِيَّةِ فَتَخْتَلِفُ حَسَبَ اخْتِلَافِ ذَلِكَ فِي الْأَوْقَاتِ وَسُبْحَانَ الْحَكِيمِ الْعَلِيمِ، وَالْجُمْلَةُ إِمَّا مُعْتَرِضَةٌ لِتَوْبِيخِ الْكَفَرَةِ وَالتَّنْبِيهِ عَلَى فَسَادِ رَأْيِهِمْ، وَفِي الِالْتِفَاتِ إِلَى الْغَيْبَةِ مَعَ الْإِسْنَادِ إِلَى الِاسْمِ الْجَلِيلِ مَا لَا يَخْفَى مِنْ تَرْبِيَةِ الْمَهَابَةِ وَتَحْقِيقِ مَعْنَى الِاعْتِرَاضِ أَوْ حَالِيَّةٌ كَمَا قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=14803أَبُو الْبَقَاءِ وَغَيْرُهُ، وَقَرَأَ
nindex.php?page=showalam&ids=16456ابْنُ كَثِيرٍ وَأَبُو عَمْرٍو «يَنْزِلُ» مِنَ الْإِنْزَالِ
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=101قَالُوا أَيِ الْكَفَرَةُ الْجَاهِلُونَ بِحِكْمَةِ النَّسْخِ
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=101إِنَّمَا أَنْتَ مُفْتَرٍ مُتَقَوِّلٌ عَلَى اللَّهِ تَعَالَى تَأْمُرُ بِشَيْءٍ ثُمَّ يَبْدُو لَكَ فَتَنْهَى عَنْهُ، وَقَدْ بَالَغُوا قَاتَلَهُمُ اللَّهُ تَعَالَى فِي نِسْبَةِ الِافْتِرَاءِ إِلَى حَضْرَةِ الصَّادِقِ الْمَصْدُوقِ صَلَّى اللَّهُ تَعَالَى عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَيْثُ وَجَّهُوا الْخِطَابَ إِلَيْهِ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ وَجَاؤُوا بِالْجُمْلَةِ الِاسْمِيَّةِ مَعَ التَّأْكِيدِ بِإِنَّمَا، وَحِكَايَةُ هَذَا الْقَوْلِ عَنْهُمْ هَاهُنَا لِلْإِيذَانِ بِأَنَّهُ كَفَرَةٌ نَاشِئَةٌ مِنْ نَزَغَاتِ الشَّيْطَانِ وَأَنَّهُ وَلِيُّهُمْ. وَفِي الْكَشْفِ أَنَّ وَجْهَ ذَكَرِهِ عَقِيبَ الْأَمْرِ بِالِاسْتِعَاذَةِ عِنْدَ الْقِرَاءَةِ أَنَّهُ بَابٌ عَظِيمٌ مِنْ أَبْوَابِهِ يَفْتِنُ بِهِ النَّاقِصِينَ يُوَسْوِسُ إِلَيْهِمُ الْبَدَاءَ وَالتَّضَادَّ وَغَيْرَ ذَلِكَ
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=101بَلْ أَكْثَرُهُمْ لا يَعْلَمُونَ أَيْ لَا يَعْلَمُونَ شَيْئًا أَصْلًا أَوْ لَا يَعْلَمُونَ أَنَّ فِي التَّبْدِيلِ الْمَذْكُورِ حِكَمًا بَالِغَةً، وَإِسْنَادُ هَذَا الْحُكْمِ إِلَى أَكْثَرِهِمْ لِمَا أَنَّ مِنْهُمْ مَنْ يَعْلَمُ ذَلِكَ وَإِنَّمَا يُنْكِرُ عِنَادًا. وَالْآيَةُ دَلِيلٌ عَلَى نَسْخِ الْقُرْآنِ بِالْقُرْآنِ وَهِيَ سَاكِتَةٌ عَنْ نَفْيِ نَسْخِهِ بِغَيْرِ ذَلِكَ مِمَّا فَصَلَ فِي كُتُبِ الْأُصُولِ