وسلام عليه قال : أمان من الله تعالى عليه الطبري يوم ولد من أن يناله الشيطان بما ينال به بني آدم ويوم يموت من وحشة فراق الدنيا وهو المطلع وعذاب القبر ، وفيه دليل على أنه يقال للمقتول ميت بناء على أنه عليه السلام قتل لبغي من بغايا بني إسرائيل ويوم يبعث حيا من هول القيامة وعذاب النار وجيء بالحال للتأكيد ، وقيل : للإشارة إلى أن البعث جسماني لا روحاني ، وقيل للتنبيه [ ص: 74 ] على أنه عليه السلام من الشهداء .
وقال : الأظهر أن المراد بالسلام التحية المتعارفة والتشريف بها لكونها من الله تعالى في المواطن التي فيها العبد في غاية الضعف والحاجة وقلة الحيلة والفقر إلى الله عز وجل ، وجاء في خبر رواه ابن عطية في الزهد وغيره عن أحمد أن الحسن عيسى ويحيى عليهما السلام التقيا وهما ابنا الخالة فقال يحيى لعيسى : ادع الله تعالى لي فأنت خير مني فقال له عيسى : بل أنت ادع لي فأنت خير مني؛ سلم الله تعالى عليك وإنما سلمت على نفسي .
وهذه الجملة- كما قال الطيبي- عطف من حيث المعنى على (آتيناه الحكم) كأنه قيل وآتيناه الحكم صبيا وكذا وكذا وسلمناه أو سلمنا عليه في تلك المواطن فعدل إلى الجملة الاسمية لإرادة الدوام والثبوت وهي كالخاتمة للكلام السابق .