وجوز أن يكون (رب السماوات) مبتدأ والخبر (فاعبده) والفاء زائدة على رأي أبو البقاء وهو كما ترى . الأخفش
وجوز أن يكون قوله تعالى : الزمخشري وما كان ربك نسيا من تتمة كلام المتقين على تقدير أن يكون (رب) خبر مبتدأ محذوف ولم يجوز ذلك على تقدير الإبدال لأنه لا يظهر حينئذ ترتب قوله سبحانه (فاعبده) إلخ عليه لأنه من كلام الله تعالى لنبيه صلى الله عليه وسلم في الدنيا بلا شك ، وجعله جواب شرط محذوف على تقدير: ولما عرفت أحوال أهل الجنة وأقوالهم فأقبل على العمل، لا يلائم- كما في الكشف- فصاحة التنزيل للعدول عن السبب الظاهر إلى الخفي ، وتعدية الاصطبار باللام مع أن المعروف تعديته بعلى كما في قوله تعالى : (واصطبر) عليها لتضمنه [ ص: 116 ] معنى الثبات للعبادة فيما تورد عليه من الشدائد والمشاق كقولك للمبارز : اصطبر لقرنك أي اثبت له فيما يورد عليك من شداته ، وفيه إشارة إلى ما يكابد من المجاهدة وأن المستقيم من ثبت لذلك ولم يتزلزل وشمة من معنى رجعنا من الجهاد الأصغر إلى الجهاد الأكبر .
هل تعلم له سميا أي مثلا كما جاء في رواية جماعة عن ابن عباس ومجاهد وابن جبير وأصله الشريك في الاسم ، وإطلاقه على ذلك لأن الشركة في الاسم تقتضي المماثلة ، وقال وقتادة : السمي على هذا بمعنى المسامي والمضاهي ، وأبقاه بعضهم على الأصل ، واستظهر أن يراد هاهنا الشريك في اسم خاص قد عبر عنه تعالى بذلك وهو رب السماوات والأرض ، وقيل : المراد هو الشريك في الاسم الجليل فإن المشركين مع غلوهم في المكابرة لم يسموا الصنم بالجلالة أصلا ، وقيل : المراد هو الشريك فيما يختص به تعالى كالاسم الجليل والرحمن ، ونقل ذلك عن ابن عطية رضي الله تعالى عنهما أيضا وقيل : هو الشريك في اسم الإله ، والمراد بالتسمية التسمية على الحق وأما التسمية على الباطل فهي كلا تسمية ، وأخرج ابن عباس الطستي عن أن ابن عباس نافع بن الأزرق سأله عن ذلك فقال : السمي الولد وأنشد له قول الشاعر :
أما السمي فأنت منه مكثر والمال مال يغتدي ويروح
وروي ذلك أيضا عن ، وأيا ما كان فالمراد بإنكار العلم ونفيه إنكار المعلوم ونفيه على أبلغ وجه وآكده ، والجملة تقرير لوجوب عبادته عز وجل وإن اختلف الاعتبار حسب اختلاف الأقوال فتدبر . الضحاك
وقرأ الأخوان وهشام وعلي بن نصر وهارون كلاهما عن أبي عمرو والحسن والأعمش وعيسى وابن محيصن ( هتعلم ) بإدغام اللام في التاء وهو على ما قال لغة كالإظهار وأنشدوا لذلك قول أبو عبيدة مزاحم العقيلي :
فذر ذا ولكن هتعين متيما على ضوء برق آخر الليل ناصب