وقوله تعالى :
nindex.php?page=treesubj&link=29676_29677_30539_33678_34135_28992nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=9ثم صدقناهم الوعد قيل : عطف على ما يفهم من حكاية وحيه تعالى إلى المرسلين على الاستمرار التجددي كأنه قيل : أوحينا إليهم ما أوحينا ثم صدقناهم الوعد الذي وعدناهم في تضاعيف الوحي بإهلاك أعدائهم ، وقيل : عطف على ( نوحي ) السابق بمعنى أوحينا ، وتوسيط الأمر بالسؤال وما معه اهتماما بإلزامهم والرد عليهم وقال
الخفاجي : هو عطف على قوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=7أرسلنا وثم للتراخي الذكري أي أرسلنا رسلا من البشر وصدقناهم ما وعدناهم فكذا محمد صلى الله عليه وسلم فاحذروا تكذيبه ومخالفته فالآيات كما تضمنت الجواب تضمنت التهديد انتهى ، وفيه تأمل ، ونصب ( الوعد ) على نزع الخافض والأصل صدقناهم في الوعد ومنه صدقوهم القتال وصدقني سن بكره ، وقيل : على أنه مفعول ثان وصدق قد تتعدى للمفعولين من غير توسط حرف الجر أصلا .
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=9فأنجيناهم ومن نشاء أي من المؤمنين بهم كما عليه جماعة من المفسرين ، وقيل منهم ومن غيرهم ممن تستدعي الحكمة إبقاءه كمن سيؤمن هو أو بعض فروعه بالآخرة وهو السر في حماية الذين كذبوه وآذوه صلى الله عليه وسلم من عذاب الاستئصال ، ورجح ما عليه الجماعة بالمقابلة بقوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=9وأهلكنا المسرفين وذلك لحمل التعريف على الاستغراق والمسرفين على الكفار مطلقا لقوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=43وأن المسرفين هم أصحاب النار [غافر : 43] بناء على أن المراد بأصحاب النار ملازموها والمخلدون فيها ولا يخلد فيها عندنا إلا الكفار ، ومن عمم أولا قال : المراد بالمسرفين من عدا أولئك المنجين ، والتعبير بمن نشاء دون من آمن أو من معهم مثلا ظاهر في أن المراد بذلك المؤمنون وآخرون معهم ولا يظهر على التخصيص وجه العدول عما ذكر إلى ما في النظم الكريم والتعبير بنشاء مع أن الظاهر شئنا لحكاية الحال الماضية ،
وَقَوْلُهُ تَعَالَى :
nindex.php?page=treesubj&link=29676_29677_30539_33678_34135_28992nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=9ثُمَّ صَدَقْنَاهُمُ الْوَعْدَ قِيلَ : عَطْفٌ عَلَى مَا يُفْهَمُ مِنْ حِكَايَةِ وَحْيِهِ تَعَالَى إِلَى الْمُرْسَلِينَ عَلَى الِاسْتِمْرَارِ التَّجَدُّدِيِّ كَأَنَّهُ قِيلَ : أَوْحَيْنَا إِلَيْهِمْ مَا أَوْحَيْنَا ثُمَّ صَدَقْنَاهُمُ الْوَعْدَ الَّذِي وَعَدْنَاهُمْ فِي تَضَاعِيفِ الْوَحْيِ بِإِهْلَاكِ أَعْدَائِهِمْ ، وَقِيلَ : عَطْفٌ عَلَى ( نُوحِي ) السَّابِقِ بِمَعْنَى أَوْحَيْنَا ، وَتَوْسِيطُ الْأَمْرِ بِالسُّؤَالِ وَمَا مَعَهُ اهْتِمَامًا بِإِلْزَامِهِمْ وَالرَّدِّ عَلَيْهِمْ وَقَالَ
الْخَفَاجِيُّ : هُوَ عَطْفٌ عَلَى قَوْلِهِ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=7أَرْسَلْنَا وَثُمَّ لِلتَّرَاخِي الذِّكْرِيِّ أَيْ أَرْسَلْنَا رُسُلًا مِنَ الْبَشَرِ وَصَدَقْنَاهُمْ مَا وَعَدْنَاهُمْ فَكَذَا مُحَمَّدٌ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَاحْذَرُوا تَكْذِيبَهُ وَمُخَالَفَتَهُ فَالْآيَاتُ كَمَا تَضَمَّنَتِ الْجَوَابَ تَضَمَّنَتِ التَّهْدِيدَ انْتَهَى ، وَفِيهِ تَأَمُّلٌ ، وَنَصْبُ ( الْوَعْدَ ) عَلَى نَزْعِ الْخَافِضِ وَالْأَصْلُ صَدَقْنَاهُمْ فِي الْوَعْدِ وَمِنْهُ صَدَقُوهُمُ الْقِتَالَ وَصَدَقَنِي سِنَّ بَكْرِهِ ، وَقِيلَ : عَلَى أَنَّهُ مَفْعُولٌ ثَانٍ وَصَدَقَ قَدْ تَتَعَدَّى لِلْمَفْعُولَيْنِ مِنْ غَيْرِ تَوَسُّطِ حَرْفِ الْجَرِّ أَصْلًا .
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=9فَأَنْجَيْنَاهُمْ وَمَنْ نَشَاءُ أَيْ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ بِهِمْ كَمَا عَلَيْهِ جَمَاعَةٌ مِنَ الْمُفَسِّرِينَ ، وَقِيلَ مِنْهُمْ وَمِنْ غَيْرِهِمْ مِمَّنْ تَسْتَدْعِي الْحِكْمَةُ إِبْقَاءَهُ كَمَنْ سَيُؤْمِنُ هُوَ أَوْ بَعْضُ فُرُوعِهِ بِالْآخِرَةِ وَهُوَ السِّرُّ فِي حِمَايَةِ الَّذِينَ كَذَّبُوهُ وَآذَوْهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ عَذَابِ الِاسْتِئْصَالِ ، وَرُجِّحَ مَا عَلَيْهِ الْجَمَاعَةُ بِالْمُقَابَلَةِ بِقَوْلِهِ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=9وَأَهْلَكْنَا الْمُسْرِفِينَ وَذَلِكَ لِحَمْلِ التَّعْرِيفِ عَلَى الِاسْتِغْرَاقِ وَالْمُسْرِفِينَ عَلَى الْكُفَّارِ مُطْلَقًا لِقَوْلِهِ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=43وَأَنَّ الْمُسْرِفِينَ هُمْ أَصْحَابُ النَّارِ [غَافِرَ : 43] بِنَاءً عَلَى أَنَّ الْمُرَادَ بِأَصْحَابِ النَّارِ مُلَازِمُوهَا وَالْمُخَلَّدُونَ فِيهَا وَلَا يَخْلُدُ فِيهَا عِنْدَنَا إِلَّا الْكُفَّارُ ، وَمَنْ عَمَّمَ أَوَّلًا قَالَ : الْمُرَادُ بِالْمُسْرِفِينَ مَنْ عَدَا أُولَئِكَ الْمُنْجِينَ ، وَالتَّعْبِيرُ بِمَنْ نَشَاءُ دُونَ مَنْ آمَنَ أَوْ مَنْ مَعَهُمْ مَثَلًا ظَاهِرٌ فِي أَنَّ الْمُرَادَ بِذَلِكَ الْمُؤْمِنُونَ وَآخَرُونَ مَعَهُمْ وَلَا يَظْهَرُ عَلَى التَّخْصِيصِ وَجْهُ الْعُدُولِ عَمَّا ذُكِرَ إِلَى مَا فِي النَّظْمِ الْكَرِيمِ وَالتَّعْبِيرُ بِنَشَاءُ مَعَ أَنَّ الظَّاهِرَ شِئْنَا لِحِكَايَةِ الْحَالِ الْمَاضِيَةِ ،