البس لكل حالة لبوسها إما نعيمها وإما بؤسها
وقيل : هو اسم للسلاح كله درعا كان أو غيره ، واختاره الطبرسي وأنشد للهذلي يصف رمحا :
[ ص: 77 ]
ومعي لبوس للبئيس كأنه روق بجبهة ذي نعاج محفل
قال : كانت الدروع قبل ذلك صفائح فأول من سردها وحلقها قتادة داود عليه السلام فجمعت الخفة والتحصين ، ويروى أنه نزل ملكان من السماء فمرا به عليه السلام فقال أحدهما للآخر : نعم الرجل داود إلا أنه يأكل من بيت المال فسأل الله تعالى أن يرزقه من كسبه فألان له الحديد فصنع منه الدرع ، وقرئ (لبوس ) بضم اللام ( لكم ) متعلق بمحذوف وقع صفة للبوس ، وجوز تعلقه بعلمنا أو بصنعة . أبو البقاء
وقوله تعالى : لتحصنكم متعلق بعلمنا أو بدل اشتمال من ( لكم ) بإعادة الجار مبين لكيفية الاختصاص والمنفعة المستفادة من لام ( لكم ) والضمير المستتر للبوس ، والتأنيث بتأويل الدرع وهي مؤنث سماعي أو للصنعة .
وقرأ جماعة (ليحصنكم ) بالياء التحتية على أن الضمير للبوس أو لداود عليه السلام قيل أو التعليم ، وجوز أن يكون لله تعالى على سبيل الالتفات ، وأيد بقراءة عن أبي بكر (لنحصنكم ) بالنون ، وكل هذه القراءات بإسكان الحاء والتخفيف . وقرأ عاصم الفقيمي عن أبي عمر و ، وابن أبي حماد عن بالياء التحتية وفتح الحاء وتشديد الصاد ، أبي بكر وابن وثاب بالتاء الفوقية والتشديد والأعمش من بأسكم قيل أي من حرب عدوكم ، والمراد مما يقع فيها ، وقيل الكلام على تقدير مضاف أي من آلة بأسكم كالسيف فهل أنتم شاكرون أمر وارد صورة الاستفهام لما فيه من التقريع بالإيماء إلى التقصير في الشكر والمبالغة بدلالته على أن الشكر مستحق الوقوع بدون أمر فسأل عنه هل وقع ذلك الأمر اللازم الوقوع أم لا