وفعلت فعلتك التي فعلت يعني قتل القبطي، وبخه به بعدما امتن وعظمه عليه بالإبهام الذي في الموصول، وأراد في ذلك القدح في نبوته عليه السلام، وقرأ «فعلتك» بكسر الفاء يريد الهيئة، وكانت قتلة بالوكز، والفتح في قراءة الجمهور لإرادة المرة الشعبي وأنت من الكافرين أي: بنعمتي حيث عمدت إلى قتل رجل من خواصي - كما روي عن - أو: وأنت حينئذ من جملة القوم الذين تدعي كفرهم الآن - كما حكي عن ابن زيد - وهذا الحكم منه بناء على ما عرفه من ظاهر حاله - عليه السلام - إذ ذاك لاختلاطه بهم والتقية معهم بعدم الإنكار عليهم، وإلا فالأنبياء - عليهم السلام - معصومون عن الكفر قبل النبوة وبعدها، وقيل: كان ذلك افتراء منه عليه - عليه السلام - واستبعد بأنه لو علم بإيمانه أولا لسجنه أو قتله، والجملة على الاحتمالين في موضع الحال من إحدى التاءين في الفعلين السابقين. السدي
وجوز أن يكون ذلك حكما مبتدأ عليه - عليه السلام - بأنه من الكافرين بإلهيته - كما روي عن - أو ممن يكفرون في دينهم حيث كانت لهم آلهة يعبدونهم، أو من الكافرين بالنعم المعتادين لغمطها، ومن اعتاد ذلك لا يكون مثل هذه الجناية بدعا منه، فالجملة مستأنفة أو معطوفة على ما قبلها، والأولى عندي ما تقدم من جعل الجملة حالا لتكون مع نظيرتها في الجواب على طرز واحد لتعين الحالية هناك، ولما يتضمن كلام اللعين أمرين تصدى [ ص: 69 ] - عليه السلام - لردهما على سبيل اللف والنشر المشوش، فرد أولا ما وبخه به قدحا في نبوته أعني قوله: الحسن وفعلت فعلتك إلخ، اعتناء بذلك واهتماما به، وذلك بما حكاه سبحانه عنه بقوله جل وعلا: