قالوا أرجه وأخاه أي: أخر أمرهما إلى أن تأتيك السحرة، من أرجأته إذا أخرته، ومنه المرجئة وهم الذين يؤخرون العمل لا يأتونه، ويقولون: لا يضر مع الإيمان معصية كما لا ينفع مع الكفر طاعة.
وقرأ أهل المدينة والكسائي «أرجه» بكسر الهاء، وخلف وعاصم «أرجه» بغير همز وسكون الهاء، والباقون «أرجئه» بالهمز وضم الهاء، وقال وحمزة : لا بد من ضم الهاء مع الهمزة ولا يجوز غيره، والأحسن أن لا يبلغ بالضم إلى الواو، ومن قرأ بكسر الهاء فـ(أرجه) عنده من أرجيته بالياء دون الهمزة، والهمز - على ما نقل أبو علي الطيبي - أفصح، وقد توصل الهاء المذكورة بياء فيقال: أرجهي، كما يقال مررت بهي، وذكر أن بعض الحذاق بالنحو لا يجوز إسكان نحو هاء ( أرجه ) أعني هاء الإضمار، وزعم بعض النحويين جواز ذلك، واستشهد عليه ببيت مجهول ذكره الزجاج الطبرسي ، وقال: هو شعر لا يعرف قائله، والشاعر يجوز أن يخطئ.
وقال بعض الأجلة: الإسكان ضعيف؛ لأن هذه الهاء إنما تسكن في الوقف، لكنه أجرى الوصل مجرى الوقف، وقيل: المعنى احبسه، ولعلهم قالوا ذلك لفرط الدهشة، أو تجلدا ومداهنة لفرعون، وإلا فكيف يمكنه أن يحبسه مع ما شاهد منه من الآيات وابعث في المدائن حاشرين شرطاء يحشرون السحرة ويجمعونهم عندك