إني لكم رسول أمين فاتقوا الله وأطيعون وما أسألكم عليه من أجر إن أجري إلا على رب العالمين أوفوا الكيل أي: أتموه ولا تكونوا من المخسرين أي: حقوق الناس بالتطفيف، ولعل المبالغة المستفادة من التركيب متوجهة إلى النهي، أو أنه لا يعتبر المفهوم لنحو ما قيل في قوله تعالى: لا تأكلوا الربا أضعافا مضاعفة وأيا ما كان ففي النهي المذكور تأكيد للأمر السابق عليه وزنوا الموزونات بالقسطاس المستقيم أي: بالميزان السوي، وقيل: القسطاس القبان، وروي ذلك عن ، وهو عند بعض معرب رومي الأصل ومعناه العدل، وروي ذلك عن الحسن ، وعند آخرين عربي، فقيل: هو من القسط ووزنه فعلاع بتكرير العين شذوذا؛ إذ هي لا تكرر وحدها مع الفصل باللام، وقيل: من قسطس وهو رباعي ووزنه فعلال، والمراد الأمر بوفاء الوزن وإتمامه، والنهي عن النقص دون النهي عن الزيادة، والظاهر أنه لم ينه عنها ولم يؤمر بها في الكيل والوزن، وكأن ذلك دليل على أن من فعلها فقد أحسن ومن لم يفعلها فلا عليه. مجاهد
وعن - رضي الله تعالى عنهما - أن معنى ابن عباس وزنوا إلخ: وعدلوا أموركم كلها بميزان العدل الذي جعله الله تعالى لعباده، والظاهر إذ عادل سبحانه به أوفوا الكيل ما تقدم.
وقرأ أكثر السبعة «بالقسطاس» بضم القاف