nindex.php?page=treesubj&link=29676_30525_30531_30539_32533_28998nindex.php?page=tafseer&surano=27&ayano=50ومكروا مكرا بهذه المواضعة
nindex.php?page=tafseer&surano=27&ayano=50ومكرنا مكرا وهم لا يشعرون أي: أهلكناهم إهلاكا غير معهود، أو جازينا مكرهم من حيث لا يحتسبون
nindex.php?page=treesubj&link=30525_30531_30539_31847_32016_32533_28998nindex.php?page=tafseer&surano=27&ayano=51فانظر كيف كان عاقبة مكرهم شروع في بيان ما ترتب على ما باشروه من المكر، والظاهر أن (كيف) خبر مقدم لـ(كان) و(عاقبة) الاسم، أي: كان عاقبة مكرهم واقعة على وجه عجيب يعتبر به، والجملة في محل نصب على أنها مفعول (انظر) وهي معلقة لمكان الاستفهام، والمراد تفكر في ذلك.
وقوله تعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=27&ayano=51أنا دمرناهم في تأويل مصدر وقع بدلا من «عاقبة مكرهم» أو خبر مبتدأ محذوف هو ضمير العاقبة، والجملة مبينة لما في عاقبة مكرهم من الإبهام، أي: هو أوهى تدميرنا وإهلاكنا إياهم
nindex.php?page=tafseer&surano=27&ayano=51وقومهم الذين لم يكونوا منهم في مباشرة التبييت
nindex.php?page=tafseer&surano=27&ayano=51أجمعين بحيث لم يشذ منهم شاذ، أو هو على تقدير الجار، أي: لتدميرنا إياهم أو بتدميرنا إياهم، ويكون ذلك تعليلا لما ينبئ عنه الأمر بالنظر في كيفية عاقبة أمرهم من الهول والفظاعة.
وجوز بعضهم كونه بدلا من (كيف) وقال آخرون: لا يجوز ذلك؛ لأن البدل عن الاستفهام يلزم فيه إعادة حرفه، كقولك: (كيف زيد أصحيح أم مريض)؟
وجوز أن يكون هو الخبر لـ(كان) وتكون (كيف) حينئذ حالا، والعامل فيها كان أو ما يدل عليه الكلام من معنى الفعل، ويجوز أن تكون كان تامة و(كيف) عليه حال لا غير، والاحتمالات الجائزة في
nindex.php?page=tafseer&surano=27&ayano=51أنا دمرناهم لا تخفى.
وقرأ الأكثر (إنا) بكسر الهمزة فكيف خبر كان و(عاقبة) اسمها، وجملة (إنا دمرناهم) استئناف لتفسير العاقبة، وجوز أن تكون خبر مبتدأ محذوف.
قال
الخفاجي : الظاهر أنه الشأن أو ضميره لا شيء آخر مما يحتاج للعائد ليعترض عليه بعدم العائد، ولا يرد عليه أن ضمير الشأن المرفوع منع كثير من النحويين حذفه فإنه غير مسلم ، ويجوز أن تكون (كان) تامة، و(كيف) حال كما تقدم، ولم يجوز الجمهور كونها ناقصة، والخبر جملة: (أنا دمرناهم) لعدم الرابط.
وقيل: يجوز، ويكفي للربط وجود ما يرجع إلى متعلق المبتدأ؛ إذ رجوعه إليه نفسه غير لازم وهو تكلف، وإنما يتمشى على مذهب
nindex.php?page=showalam&ids=13673الأخفش القائل: إذا قام بعض الجملة مقام مضاف إلى العائد اكتفي به، وغيره من النحاة يأباه، وجوز
nindex.php?page=showalam&ids=11992أبو حيان على كلتا القراءتين أن تكون (كان) زائدة، و(عاقبة) مبتدأ، و(كيف) خبرا مقدما له.
[ ص: 215 ] وقرأ
nindex.php?page=showalam&ids=34أبي «أن دمرناهم» بـ(أن) التي من شأنها أن تنصب المضارع، ويجري في المصدر الاحتمالات السابقة فيه على قراءة «أنا» بفتح الهمزة.
هذا، وفي كيفية التدمير خلاف، فروي أنه كان
لصالح - عليه السلام - مسجد في
الحجر في شعب يصلي فيه، فقالوا: زعم
صالح أنه يفرغ منا بعد ثلاث، فنحن نفرغ منه ومن أهله قبل الثلاث، فخرجوا إلى الشعب وقالوا: إذا جاء يصلي قتلناه، ثم رجعنا إلى أهله فقتلناهم، فبعث الله تعالى صخرة من الهضب حيالهم فبادروا، فطبقت عليهم فم الشعب، فلم يدر قومهم أين هم، ولم يدروا ما فعل بقومهم، وعذب الله تعالى كلا منهم في مكانه ونجى
صالحا ومن معه، وقيل: جاؤوا بالليل شاهري سيوفهم.
وقد أرسل الله تعالى ملائكة ملء دار
صالح - عليه السلام - فرموهم بالحجارة يرونها ولا يرون راميا، وهلك سائر القوم بالصيحة، وقيل: إنهم عزموا على تبييته - عليه السلام – وأهله، فأخبر الله تعالى بذلك
صالحا، فخرج عنهم، ثم أهلكهم بالصيحة، وكان ذلك يوم الأحد.
nindex.php?page=treesubj&link=29676_30525_30531_30539_32533_28998nindex.php?page=tafseer&surano=27&ayano=50وَمَكَرُوا مَكْرًا بِهَذِهِ الْمُوَاضَعَةِ
nindex.php?page=tafseer&surano=27&ayano=50وَمَكَرْنَا مَكْرًا وَهُمْ لا يَشْعُرُونَ أَيْ: أَهْلَكْنَاهُمْ إِهْلَاكًا غَيْرَ مَعْهُودٍ، أَوْ جَازَيْنَا مَكْرَهُمْ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُونَ
nindex.php?page=treesubj&link=30525_30531_30539_31847_32016_32533_28998nindex.php?page=tafseer&surano=27&ayano=51فَانْظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ مَكْرِهِمْ شُرُوعٌ فِي بَيَانِ مَا تَرَتَّبَ عَلَى مَا بَاشَرُوهُ مِنَ الْمَكْرِ، وَالظَّاهِرُ أَنَّ (كَيْفَ) خَبَرٌ مُقَدَّمٌ لِـ(كَانَ) وَ(عَاقِبَةُ) الِاسْمُ، أَيْ: كَانَ عَاقِبَةُ مَكْرِهِمْ وَاقِعَةً عَلَى وَجْهٍ عَجِيبٍ يُعْتَبَرُ بِهِ، وَالْجُمْلَةُ فِي مَحَلِّ نَصْبٍ عَلَى أَنَّهَا مَفْعُولُ (انْظُرْ) وَهِيَ مُعَلَّقَةٌ لِمَكَانِ الِاسْتِفْهَامِ، وَالْمُرَادُ تَفَكَّرْ فِي ذَلِكَ.
وَقَوْلُهُ تَعَالَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=27&ayano=51أَنَّا دَمَّرْنَاهُمْ فِي تَأْوِيلِ مَصْدَرٍ وَقَعَ بَدَلًا مِنْ «عَاقِبَةُ مَكْرِهِمْ» أَوْ خَبَرَ مُبْتَدَأٍ مَحْذُوفٍ هُوَ ضَمِيرُ الْعَاقِبَةِ، وَالْجُمْلَةُ مُبَيِّنَةٌ لِمَا فِي عَاقِبَةِ مَكْرِهِمْ مِنَ الْإِبْهَامِ، أَيْ: هُوَ أَوْهَى تَدْمِيرِنَا وَإِهْلَاكِنَا إِيَّاهُمْ
nindex.php?page=tafseer&surano=27&ayano=51وَقَوْمَهُمْ الَّذِينَ لَمْ يَكُونُوا مِنْهُمْ فِي مُبَاشَرَةِ التَّبْيِيتِ
nindex.php?page=tafseer&surano=27&ayano=51أَجْمَعِينَ بِحَيْثُ لَمْ يَشِذَّ مِنْهُمْ شَاذٌّ، أَوْ هُوَ عَلَى تَقْدِيرِ الْجَارِّ، أَيْ: لِتَدْمِيرِنَا إِيَّاهُمْ أَوْ بِتَدْمِيرِنَا إِيَّاهُمْ، وَيَكُونُ ذَلِكَ تَعْلِيلًا لِمَا يُنْبِئُ عَنْهُ الْأَمْرُ بِالنَّظَرِ فِي كَيْفِيَّةِ عَاقِبَةِ أَمْرِهِمْ مِنَ الْهَوْلِ وَالْفَظَاعَةِ.
وَجَوَّزَ بَعْضُهُمْ كَوْنَهُ بَدَلًا مِنْ (كَيْفَ) وَقَالَ آخَرُونَ: لَا يَجُوزُ ذَلِكَ؛ لِأَنَّ الْبَدَلَ عَنِ الِاسْتِفْهَامِ يَلْزَمُ فِيهِ إِعَادَةُ حَرْفِهِ، كَقَوْلِكَ: (كَيْفَ زَيْدٌ أَصَحِيحٌ أَمْ مَرِيضٌ)؟
وَجُوِّزَ أَنْ يَكُونَ هُوَ الْخَبَرَ لِـ(كَانَ) وَتَكُونُ (كَيْفَ) حِينَئِذٍ حَالًا، وَالْعَامِلُ فِيهَا كَانَ أَوْ مَا يَدُلُّ عَلَيْهِ الْكَلَامُ مِنْ مَعْنَى الْفِعْلِ، وَيَجُوزُ أَنْ تَكُونَ كَانَ تَامَّةً وَ(كَيْفَ) عَلَيْهِ حَالٌ لَا غَيْرُ، وَالِاحْتِمَالَاتُ الْجَائِزَةُ فِي
nindex.php?page=tafseer&surano=27&ayano=51أَنَّا دَمَّرْنَاهُمْ لَا تَخْفَى.
وَقَرَأَ الْأَكْثَرُ (إِنَّا) بِكَسْرِ الْهَمْزَةِ فَكَيْفَ خَبَرُ كَانَ وَ(عَاقِبَةُ) اسْمُهَا، وَجُمْلَةُ (إِنَّا دَمَّرْنَاهُمْ) اسْتِئْنَافٌ لِتَفْسِيرِ الْعَاقِبَةِ، وَجُوِّزَ أَنْ تَكُونَ خَبَرَ مُبْتَدَأٍ مَحْذُوفٍ.
قَالَ
الْخَفَاجِيُّ : الظَّاهِرُ أَنَّهُ الشَّأْنُ أَوْ ضَمِيرُهُ لَا شَيْءَ آخَرَ مِمَّا يَحْتَاجُ لِلْعَائِدِ لِيُعْتَرَضَ عَلَيْهِ بِعَدَمِ الْعَائِدِ، وَلَا يَرِدُ عَلَيْهِ أَنَّ ضَمِيرَ الشَّأْنِ الْمَرْفُوعَ مَنَعَ كَثِيرٌ مِنَ النَّحْوِيِّينَ حَذْفُهُ فَإِنَّهُ غَيْرُ مُسَلَّمٍ ، وَيَجُوزُ أَنْ تَكُونَ (كَانَ) تَامَّةً، وَ(كَيْفَ) حَالٌ كَمَا تَقَدَّمَ، وَلَمْ يُجَوِّزِ الْجُمْهُورُ كَوْنَهَا نَاقِصَةً، وَالْخَبَرِ جُمْلَةَ: (أَنَّا دَمَّرْنَاهُمْ) لِعَدَمِ الرَّابِطِ.
وَقِيلَ: يَجُوزُ، وَيَكْفِي لِلرَّبْطِ وُجُودُ مَا يَرْجِعُ إِلَى مُتَعَلَّقِ الْمُبْتَدَأِ؛ إِذْ رُجُوعُهُ إِلَيْهِ نَفْسِهِ غَيْرُ لَازِمٍ وَهُوَ تَكَلُّفٌ، وَإِنَّمَا يَتَمَشَّى عَلَى مَذْهَبِ
nindex.php?page=showalam&ids=13673الْأَخْفَشِ الْقَائِلِ: إِذَا قَامَ بَعْضُ الْجُمْلَةِ مَقَامَ مُضَافٍ إِلَى الْعَائِدِ اكْتُفِيَ بِهِ، وَغَيْرُهُ مِنَ النُّحَاةِ يَأْبَاهُ، وَجَوَّزَ
nindex.php?page=showalam&ids=11992أَبُو حَيَّانَ عَلَى كِلْتَا الْقِرَاءَتَيْنِ أَنْ تَكُونَ (كَانَ) زَائِدَةً، وَ(عَاقِبَةُ) مُبْتَدَأً، وَ(كَيْفَ) خَبَرًا مُقَدَّمًا لَهُ.
[ ص: 215 ] وَقَرَأَ
nindex.php?page=showalam&ids=34أُبَيٌّ «أَنْ دَمَّرْنَاهُمْ» بِـ(أَنِ) الَّتِي مِنْ شَأْنِهَا أَنْ تَنْصِبَ الْمُضَارِعَ، وَيَجْرِي فِي الْمَصْدَرِ الِاحْتِمَالَاتُ السَّابِقَةُ فِيهِ عَلَى قِرَاءَةِ «أَنَّا» بِفَتْحِ الْهَمْزَةِ.
هَذَا، وَفِي كَيْفِيَّةِ التَّدْمِيرِ خِلَافٌ، فَرُوِيَ أَنَّهُ كَانَ
لِصَالِحٍ - عَلَيْهِ السَّلَامُ - مَسْجِدٌ فِي
الْحِجْرِ فِي شِعْبٍ يُصَلِّي فِيهِ، فَقَالُوا: زَعَمَ
صَالِحٌ أَنَّهُ يَفْرَغُ مِنَّا بَعْدَ ثَلَاثٍ، فَنَحْنُ نَفْرَغُ مِنْهُ وَمِنْ أَهْلِهِ قَبْلَ الثَّلَاثِ، فَخَرَجُوا إِلَى الشِّعْبِ وَقَالُوا: إِذَا جَاءَ يُصَلِّي قَتَلْنَاهُ، ثُمَّ رَجَعْنَا إِلَى أَهْلِهِ فَقَتَلْنَاهُمْ، فَبَعَثَ اللَّهُ تَعَالَى صَخْرَةً مِنَ الْهَضْبِ حِيَالَهُمْ فَبَادَرُوا، فَطَبَّقَتْ عَلَيْهِمْ فَمَ الشِّعْبِ، فَلَمْ يَدْرِ قَوْمُهُمْ أَيْنَ هُمْ، وَلَمْ يَدْرُوا مَا فُعِلَ بِقَوْمِهِمْ، وَعَذَّبَ اللَّهُ تَعَالَى كُلًّا مِنْهُمْ فِي مَكَانِهِ وَنَجَّى
صَالِحًا وَمَنْ مَعَهُ، وَقِيلَ: جَاؤُوا بِاللَّيْلِ شَاهِرِي سُيُوفِهِمْ.
وَقَدْ أَرْسَلَ اللَّهُ تَعَالَى مَلَائِكَةً مِلْءَ دَارِ
صَالِحٍ - عَلَيْهِ السَّلَامُ - فَرَمَوْهُمْ بِالْحِجَارَةِ يَرَوْنَهَا وَلَا يَرَوْنَ رَامِيًا، وَهَلَكَ سَائِرُ الْقَوْمِ بِالصَّيْحَةِ، وَقِيلَ: إِنَّهُمْ عَزَمُوا عَلَى تَبْيِيتِهِ - عَلَيْهِ السَّلَامُ – وَأَهْلَهُ، فَأَخْبَرَ اللَّهُ تَعَالَى بِذَلِكَ
صَالِحًا، فَخَرَجَ عَنْهُمْ، ثُمَّ أَهْلَكَهُمْ بِالصَّيْحَةِ، وَكَانَ ذَلِكَ يَوْمَ الْأَحَدِ.