[ ص: 214 ] قوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=27&ayano=76إن هذا القرآن يقص على بني إسرائيل أكثر الذي هم فيه يختلفون وإنه لهدى ورحمة للمؤمنين إن ربك يقضي بينهم بحكمه وهو العزيز العليم فتوكل على الله إنك على الحق المبين إنك لا تسمع الموتى ولا تسمع الصم الدعاء إذا ولوا مدبرين وما أنت بهادي العمي عن ضلالتهم إن تسمع إلا من يؤمن بآياتنا فهم مسلمون .
nindex.php?page=tafseer&surano=27&ayano=76إن هذا القرآن يقص على بني إسرائيل أكثر الذي هم فيه يختلفون وذلك أنهم اختلفوا في كثير من الأشياء حتى لعن بعضهم بعضا فنزلت . والمعنى : إن هذا القرآن يبين لهم ما اختلفوا فيه لو أخذوا به ، وذلك ما حرفوه من التوراة والإنجيل ، وما سقط من كتبهم من الأحكام . ( وإنه ) يعني القرآن
nindex.php?page=tafseer&surano=27&ayano=77لهدى ورحمة للمؤمنين خص المؤمنين لأنهم المنتفعون به .
nindex.php?page=tafseer&surano=27&ayano=78إن ربك يقضي بينهم بحكمه أي يقضي بين
بني إسرائيل فيما اختلفوا فيه في الآخرة ، فيجازي المحق والمبطل . وقيل : يقضي بينهم في الدنيا فيظهر ما حرفوه
nindex.php?page=tafseer&surano=27&ayano=78وهو العزيز المنيع الغالب الذي لا يرد أمره
nindex.php?page=tafseer&surano=27&ayano=78العليم الذي لا يخفى عليه شيء .
nindex.php?page=treesubj&link=28998قوله تعالى : nindex.php?page=tafseer&surano=27&ayano=79فتوكل على الله أي فوض إليه أمرك واعتمد عليه ; فإنه ناصرك .
nindex.php?page=tafseer&surano=27&ayano=79إنك على الحق المبين أي الظاهر . وقيل : المظهر لمن تدبره وجه الصواب
nindex.php?page=tafseer&surano=27&ayano=80إنك لا تسمع الموتى يعني الكفار لتركهم التدبر ; فهم كالموتى لا حس لهم ولا عقل . وقيل : هذا فيمن علم أنه لا يؤمن .
nindex.php?page=tafseer&surano=27&ayano=80ولا تسمع الصم الدعاء إذا ولوا مدبرين يعني الكفار الذين هم بمنزلة الصم عن قبول المواعظ ; فإذا دعوا إلى الخير أعرضوا وولوا كأنهم لا يسمعون ; نظيره :
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=18صم بكم عمي كما تقدم . وقرأ
ابن محيصن وحميد وابن كثير وابن أبي إسحاق وعباس عن
أبي عمرو : ( ولا يسمع ) بفتح الياء والميم ( الصم ) رفعا على الفاعل . الباقون ( تسمع ) مضارع ( أسمعت )
nindex.php?page=tafseer&surano=27&ayano=80الصم نصبا .
مسألة : وقد احتجت
عائشة رضي الله عنها في إنكارها أن النبي صلى الله عليه وسلم أسمع موتى
بدر بهذه الآية ; فنظرت في الأمر بقياس عقلي ووقفت مع هذه الآية . وقد صح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : ما أنتم بأسمع منهم . قال
ابن عطية : فيشبه أن قصة
بدر خرق عادة
لمحمد صلى الله عليه وسلم في أن رد الله إليهم إدراكا سمعوا به مقاله ولولا إخبار رسول الله صلى الله عليه وسلم بسماعهم لحملنا نداءه إياهم على معنى التوبيخ لمن بقي من الكفرة ، وعلى معنى شفاء صدور المؤمنين .
[ ص: 215 ] قلت : روى
nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري رضي الله عنه ; حدثني
عبد الله بن محمد سمع
روح بن عبادة قال : حدثنا
nindex.php?page=showalam&ids=12514سعيد بن أبي عروبة عن
قتادة قال : ذكر لنا
أنس بن مالك عن
أبي طلحة nindex.php?page=hadith&LINKID=832242أن نبي الله صلى الله عليه وسلم أمر يوم بدر بأربعة وعشرين رجلا من صناديد قريش فقذفوا في طوي من أطواء بدر خبيث مخبث ، وكان إذا ظهر على قوم أقام بالعرصة ثلاث ليال ، فلما كان ببدر اليوم الثالث أمر براحلته فشد عليها رحلها ثم مشى وتبعه أصحابه ، قالوا : ما نرى ينطلق إلا لبعض حاجته ، حتى قام على شفير الركي ، فجعل يناديهم بأسمائهم وأسماء آبائهم يا فلان بن فلان ويا فلان بن فلان أيسركم أنكم أطعتم الله ورسوله ; فإنا قد وجدنا ما وعدنا ربنا حقا فهل وجدتم ما وعد ربكم حقا ; قال : فقال عمر : يا رسول الله ما تكلم من أجساد لا أرواح لها ; فقال النبي صلى الله عليه وسلم : والذي نفس محمد بيده ما أنتم بأسمع لما أقول منهم قال
قتادة : أحياهم الله حتى أسمعهم قوله توبيخا وتصغيرا ونقمة وحسرة وندما . خرجه
مسلم أيضا . قال
nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري : حدثنا
عثمان قال : حدثنا
عبدة عن
هشام عن أبيه عن
ابن عمر قال :
nindex.php?page=hadith&LINKID=832243وقف النبي صلى الله عليه وسلم على قليب بدر فقال : هل وجدتم ما وعد ربكم حقا ؟ ثم قال : إنهم الآن ليعلمون أن الذي كنت أقول لهم هو الحق ثم قرأت nindex.php?page=tafseer&surano=27&ayano=80إنك لا تسمع الموتى حتى قرأت الآية . وقد عورضت هذه الآية بقصة
بدر وبالسلام على القبور ، وبما روي في ذلك من أن الأرواح تكون على شفير القبور في أوقات ، وبأن
nindex.php?page=treesubj&link=29666الميت يسمع قرع النعال إذا انصرفوا عنه ، إلى غير ذلك ; فلو لم يسمع الميت لم يسلم عليه . وهذا واضح وقد بيناه في كتاب ( التذكرة ) .
nindex.php?page=treesubj&link=28998قوله تعالى : nindex.php?page=tafseer&surano=27&ayano=81وما أنت بهادي العمي عن ضلالتهم أي كفرهم ; أي ليس في وسعك خلق الإيمان في قلوبهم . وقرأ
حمزة : ( وما أنت تهدي العمي عن ضلالتهم ) كقوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=43أفأنت تهدي العمي . الباقون : ( بهادي العمي ) وهي اختيار
أبي عبيد وأبي حاتم وفي ( الروم ) مثله . وكلهم وقف على ( بهادي ) بالياء في هذه السورة وبغير ياء في ( الروم ) اتباعا للمصحف ، إلا
يعقوب فإنه وقف فيهما جميعا بالياء . وأجاز
الفراء وأبو حاتم : ( وما أنت بهاد العمي ) وهي الأصل . وفي حرف
عبد الله ( وما أن تهدي العمي ) .
nindex.php?page=tafseer&surano=27&ayano=81إن تسمع أي ما
[ ص: 216 ] تسمع .
nindex.php?page=tafseer&surano=27&ayano=81إلا من يؤمن بآياتنا قال
ابن عباس : أي إلا من خلقته للسعادة فهم مخلصون في التوحيد .