[ ص: 85 ]
ولكن إذا ما حب شيء تولعت به أحرف التصغير من شدة الوجد
وقال آخر:
ما قلت حبيبي من التحقير بل يعذب اسم الشيء بالتصغير
وقرأ البزي هنا «يا بني» بالسكون، وفيما بعد «يا بني إنها» بكسر الياء، و يا بني أقم [لقمان: 17]، بفتحها، وقنبل بالسكون في الأولى، والثالثة، والكسر في الوسطى، وحفص، والمفضل عن بالفتح في الثلاثة على تقدير يا بنيا، والاجتزاء بالفتحة عن الألف، وقرأ باقي السبعة بالكسر فيها، عاصم لا تشرك بالله قيل: كان ابنه كافرا ولذا نهاه عن الشرك، فلم يزل يعظه حتى أسلم، وكذا قيل في امرأته.
وأخرج في نعت الخائفين عن ابن أبي الدنيا الفضل الرقاشي قال: ما زال لقمان يعظ ابنه حتى مات.
وأخرج عن حفص بن عمر الكندي قال: وضع لقمان جرابا من خردل، وجعل يعظ ابنه موعظة، ويخرج خردلة، فنفد الخردل فقال: يا بني لقد وعظتك موعظة لو وعظتها جبلا لتفطر، فتفطر ابنه، وقيل: كان مسلما، والنهي عن الشرك تحذير له عن صدوره منه في المستقبل، والظاهر أن الباء متعلق بما عنده، ومن وقف على ( لا تشرك ) جعل الباء للقسم، أي أقسم بالله تعالى إن الشرك لظلم عظيم والظاهر أن هذا من كلام لقمان ، ويقتضيه كلام في صحيحه، والكلام تعليل للنهي، أو الانتهاء عن الشرك، وقيل: هو خير من الله تعالى شأنه منقطع عن كلام مسلم لقمان متصل به في تأكيد المعنى، وكون الشرك ظلما لما فيه من وضع الشيء في غير موضعه، وكونه عظيما لما فيه من التسوية بين من لا نعمة إلا منه سبحانه ومن لا نعمة له.