وقرأ العربيان، «خلقه» بسكون اللام، فقيل: هو بدل اشتمال من ( كل )، والضمير المضاف إليه له، وهو باق على المعنى المصدري، وقيل: هو بدل كل من كل، أو بدل بعض من كل، والضمير لله تعالى، وهو بمعنى المخلوق، وقيل: هو مفعول ثان (لأحسن) على تضمينه معنى أعطى، أي أعطى سبحانه كل شيء خلقه اللائق به بطريق الإحسان والتفضل، وقيل: هو المفعول الأول، ( وكل شيء ) المفعول الثاني، وضميره لله سبحانه على تضمين الإحسان معنى الإلهام كما قال وابن كثير أو التعريف كما قال الفراء، والمعنى، ألهم أو عرف خلقه كل شيء مما يحتاجون إليه، فيؤول إلى معنى قوله تعالى: أبو البقاء، أعطى كل شيء خلقه ثم هدى [طه: 50].
واختار في الحجة ما ذكره أبو علي في الكتاب أنه مفعول مطلق (لأحسن) من معناه، والضمير لله تعالى نحو قوله تعالى: سيبويه صنع الله [النمل: 88]، ( وعد الله ) [النساء: 122 وغيرها]، وبدأ خلق الإنسان أي آدم عليه السلام، من طين أو بدأ خلق هذا الجنس المعروف ( من طين ) حيث بدأ خلق آدم عليه السلام خلقا منطويا على فطرة سائر أفراد الجنس انطواء إجماليا منه، وقرأ «بدا» بالألف بدلا من الهمزة، قال في البحر: الزهري
وليس القياس في هدأ هدا بإبدال الهمزة ألفا بل قياس هذه الهمزة التسهيل بين بين، على أن حكى في قرأت قريت، قيل: وهي لغة الأنصار، فهم يقولون في بدأ بدي بكسر عين الكلمة وياء بعدها، وطيئ يقولون في فعل هذا نحو بقي بقى كرمى، فاحتمل أن تكون قراءة الأخفش على هذه اللغة بأن يكون الأصل بدي، ثم صار بدا، وعلى [ ص: 124 ] لغة الأنصار، قال الزهري ابن رواحة:
باسم الإله وبه بدينا ولو عبدنا غيره شقينا