تعصي الإله وأنت تظهر حبه هذا لعمري في القياس بديع لو كان حبك صادقا لأطعته
إن المحب لمن يحب مطيع
يحببكم الله جواب الأمر وهو رأي وأكثر المتأخرين على أن مثل ذلك جواب شرط مقدر، أي إن تتبعوني يحببكم أي يقربكم، رواه الخليل، عن ابن أبي حاتم وقيل: يرض عنكم، وعبر عن ذلك بالمحبة على طريق المجاز المرسل أو الاستعارة أو المشاكلة، وجعل بعضهم نسبة المحبة لله تعالى من المتشابه الذي لا يعلم تأويله إلا الله تعالى. سفيان بن عيينة،
ويغفر لكم ذنوبكم أي يتجاوز لكم عنها والله غفور رحيم [ 31 ] أي لمن تحبب إليه بطاعته وتقرب إليه باتباع نبيه صلى الله عليه وسلم، والجملة تذييل مقرر لما سبق مع زيادة وعد الرحمة، ووضع الاسم الجليل مع الإضمار لما مر وللإشعار باستتباع وصف الألوهية للمغفرة والرحمة، وقرئ (تحبوني) ، و (يحبكم) ، و (يحببكم) من حبه يحبه، ومنه قوله:
أحب أبا ثروان من حب تمره وأعلم أن الرفق بالجار أرفق
ووالله لولا تمره ما حببته ولا كان أدنى من عبيد ومشرق
واختلف في سبب نزولها فقال الحسن وابن جريج: زعم أقوام على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم أنهم يحبون الله تعالى فقالوا يا محمد: إنا نحب ربنا فأنزل الله تعالى هذه الآية، وروى عن الضحاك رضي الله تعالى عنه قال: ابن عباس «وقف النبي صلى الله عليه وسلم على قريش في المسجد الحرام وقد نصبوا أصنامهم وعلقوا عليها بيض النعام وجعلوا في آذانها الشنوف وهم يسجدون لها، فقال يا معشر قريش لقد خالفتم ملة أبيكم إبراهيم وإسماعيل، ولقد كانا على الإسلام، فقالت قريش: يا محمد إنما نعبد هذه حبا لله تعالى لتقربنا إلى الله سبحانه زلفى، فأنزل الله تعالى: قل إن كنتم تحبون الخ، وفي رواية أبي صالح «إن اليهود لما قالوا: نحن أبناء الله وأحباؤه أنزل هذه الآية فلما نزلت عرضها رسول الله صلى الله عليه وسلم على اليهود فأبوا أن يقبلوها»، وروى محمد بن إسحق عن محمد بن جعفر بن الزبير قال: «نزلت في نصارى نجران وذلك أنهم قالوا: إنما نعظم المسيح ونعبده حبا لله تعالى وتعظيما له فأنزل الله هذه الآية ردا عليهم»، يروى أنها لما نزلت قال عبد الله بن أبي: إن محمدا يجعل طاعته كطاعة الله تعالى ويأمرنا أن نحبه كما أحب النصارى عيسى فنزل قوله تعالى: