nindex.php?page=treesubj&link=28723_29680_29747_34093_29004nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=43هو الذي يصلي عليكم إلخ، استئناف جار مجرى التعليل لما قبله من الأمرين
nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=43وملائكته عطف على الضمير في ( يصلي ) لمكان الفصل المغني عن التأكيد بالمنفصل لا على (هو)، والصلاة في المشهور - وروي ذلك عن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس - من الله تعالى رحمة ومن الملائكة استغفار ومن مؤمني الإنس والجن دعاء، ويجوز على رأي من يجوز استعمال اللفظ في معنيين أن يراد بالصلاة هنا المعنيان الأولان فيراد بها أولا الرحمة وثانيا الاستغفار، ومن لا يجوز كأصحابنا يقول بعموم المجاز بأن يراد بالصلاة معنى مجازي عام يكون كلا المعنيين فردا حقيقيا له، وهو إما الاعتناء ربما فيه خير المخاطبين وصلاح أمرهم فإن كلا من الرحمة والاستغفار فرد حقيقي له وهذا المجاز من الصلاة بمعنى الدعاء وهو إما استعارة لأن الاعتناء يشبه الدعاء لمقارنة كل منهما لإرادة الخير والأمر المحبوب، أو مجاز مرسل لأن الدعاء مسبب عن الاعتناء، وأما الترحم والانعطاف المعنوي المأخوذ من الصلاة المعروفة المشتملة على الانعطاف الصوري الذي هو الركوع والسجود، ولا ريب في أن استغفار الملائكة عليهم السلام ودعاءهم للمؤمنين ترحم عليهم، وأما أن ذلك سبب للرحمة لكونهم مجابي الدعوة كما قيل ففيه بحث، ورجح جعل المعنى العام ما ذكر بأنه أقرب لما بعد، فإنه نص عليه فيه بقوله تعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=43وكان بالمؤمنين رحيما فدل على أن المراد بالصلاة الرحمة، واعترض بأن رحم متعد وصلى قاصر فلا يحسن تفسيره به، وبأنه يستلزم جواز رحم عليه، وبأنه تعالى غاير بينهما بقوله سبحانه:
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=157أولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة [البقرة: 157] للعطف الظاهر في المغايرة، وأجيب بأنه ليس المراد بتفسير صلى ب رحم إلا بيان أن المعنى الموضوع له صلى هو الموضوع له رحم مع قطع النظر عن معنى التعدي واللزوم فإن الرديفين قد يختلفان في ذلك وهو غير ضار، فزعم أن ذلك لا يحسن، وأنه يلزم جواز رحم عليه ليس في محله على أنه يحسن تعدية صلى بعلى دون رحم لما في الأول من ظهور معنى التحنن والتعطف والعطف لأن الصلاة رحمة خاصة ويكفي هذا القدر من المغايرة، وقيل: إن تعدد الفاعل صير الفعل كالمتعدد، فكأن الرحمة مرادة من لفظ والاستغفار مراد من آخر فلا حاجة إلى القول بعموم المجاز وليس هناك استعمال لفظ واحد حقيقة وحكما في معنيين وهو كما ترى، ومثله كون ( ملائكته ) مبتدأ خبره محذوف لدلالة ما قبل عليه كأنه قيل هو الذي يصلي عليكم وملائكته يصلون عليكم فهناك لفظان حقيقة كل منهما بمعنى، وسيأتي إن شاء الله تعالى ما يزيدك علما بأمر الصلاة.
وسبب نزول الآية ما أخرجه
nindex.php?page=showalam&ids=16298عبد بن حميد nindex.php?page=showalam&ids=12918وابن المنذر قال:
لما نزلت: nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=56إن الله وملائكته يصلون على النبي [الأحزاب: 56] قال nindex.php?page=showalam&ids=1أبو بكر رضي الله تعالى عنه: ما أنزل الله تعالى عليك خيرا إلا أشركنا فيه فنزلت nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=43هو الذي يصلي عليكم وملائكته ليخرجكم من الظلمات إلى النور أي من ظلمات المعاصي إلى نور الطاعة، وقال
الطبرسي : من الجهل بالله تعالى إلى معرفته عز وجل فإن الجهل أشبه شيء بالظلمة، والمعرفة
[ ص: 44 ] أشبه شيء بالنور، وقال
nindex.php?page=showalam&ids=16327ابن زيد : أي من الضلالة إلى الهدى، وقال
nindex.php?page=showalam&ids=17131مقاتل : من الكفر إلى الإيمان، وقيل: من النار إلى الجنة، حكاه
nindex.php?page=showalam&ids=15151الماوردي ، وقيل: من القبور إلى البحث حكاه
nindex.php?page=showalam&ids=11992أبو حيان ، وليس بشيء، واللام متعلقة ب يصلي أي يعتني بكم هو سبحانه وملائكته ليخرجكم أو يترحم هو عز وجل وملائكته ليخرجكم بذلك من الظلمات إلى النور.
nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=43وكان بالمؤمنين رحيما اعتراض مقرر لمضمون ما قبله أي كان سبحانه بكافة المؤمنين الذين أنتم من زمرتهم كامل الرحمة ولذا يفعل بكم ما يفعل بالذات وبالواسطة أو كان بكم رحيما على أن المؤمنين مظهر وضع موضع المضمر مدحا لهم وإشعارا بعلة الرحمة،
nindex.php?page=treesubj&link=28723_29680_29747_34093_29004nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=43هُوَ الَّذِي يُصَلِّي عَلَيْكُمْ إلخ، اِسْتِئْنَافٌ جَارٍ مَجْرَى التَّعْلِيلِ لِمَا قَبْلَهُ مِنَ الْأَمْرَيْنِ
nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=43وَمَلائِكَتُهُ عَطْفٌ عَلَى الضَّمِيرِ فِي ( يُصَلِّي ) لِمَكَانِ الْفَصْلِ الْمُغْنِي عَنِ التَّأْكِيدِ بِالْمُنْفَصِلِ لَا عَلَى (هُوَ)، وَالصَّلَاةُ فِي الْمَشْهُورِ - وَرُوِيَ ذَلِكَ عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=11اِبْنِ عَبَّاسٍ - مِنَ اللَّهِ تَعَالَى رَحْمَةٌ وَمِنَ الْمَلَائِكَةِ اِسْتِغْفَارٌ وَمِنْ مُؤْمِنِي الْإِنْسِ وَالْجِنِّ دُعَاءٌ، وَيَجُوزُ عَلَى رَأْيِ مَنْ يُجَوِّزُ اِسْتِعْمَالَ اللَّفْظِ فِي مَعْنَيَيْنِ أَنْ يُرَادَ بِالصَّلَاةِ هُنَا الْمَعْنَيَانِ الْأَوَّلَانِ فَيُرَادُ بِهَا أَوَّلًا الرَّحْمَةُ وَثَانِيًا الِاسْتِغْفَارُ، وَمَنْ لَا يُجَوِّزُ كَأَصْحَابِنَا يَقُولُ بِعُمُومِ الْمَجَازِ بِأَنْ يُرَادَ بِالصَّلَاةِ مَعْنًى مَجَازِيٌّ عَامٌّ يَكُونُ كِلَا الْمَعْنَيَيْنِ فَرْدًا حَقِيقِيًّا لَهُ، وَهُوَ إِمَّا الِاعْتِنَاءُ رُبَّمَا فِيهِ خَيْرُ الْمُخَاطَبِينَ وَصَلَاحُ أَمْرِهِمْ فَإِنَّ كُلًّا مِنَ الرَّحْمَةِ وَالِاسْتِغْفَارِ فَرْدٌ حَقِيقِيٌّ لَهُ وَهَذَا الْمَجَازُ مِنَ الصَّلَاةِ بِمَعْنَى الدُّعَاءِ وَهُوَ إِمَّا اِسْتِعَارَةٌ لِأَنَّ الِاعْتِنَاءَ يُشْبِهُ الدُّعَاءَ لِمُقَارَنَةِ كُلٍّ مِنْهُمَا لِإِرَادَةِ الْخَيْرِ وَالْأَمْرِ الْمَحْبُوبِ، أَوْ مَجَازٌ مُرْسَلٌ لِأَنَّ الدُّعَاءَ مُسَبَّبٌ عَنِ الِاعْتِنَاءِ، وَأَمَّا التَّرَحُّمُ وَالِانْعِطَافُ الْمَعْنَوِيُّ الْمَأْخُوذُ مِنَ الصَّلَاةِ الْمَعْرُوفَةِ الْمُشْتَمِلَةِ عَلَى الِانْعِطَافِ الصُّورِيِّ الَّذِي هُوَ الرُّكُوعُ وَالسُّجُودُ، وَلَا رَيْبَ فِي أَنَّ اِسْتِغْفَارَ الْمَلَائِكَةِ عَلَيْهِمُ السَّلَامُ وَدُعَاءَهُمْ لِلْمُؤْمِنِينَ تَرَحُّمٌ عَلَيْهِمْ، وَأَمَّا أَنَّ ذَلِكَ سَبَبٌ لِلرَّحْمَةِ لِكَوْنِهِمْ مُجَابِي الدَّعْوَةِ كَمَا قِيلَ فَفِيهِ بَحْثٌ، وَرُجِّحَ جَعْلُ الْمَعْنَى الْعَامِّ مَا ذُكِرَ بِأَنَّهُ أَقْرَبُ لِمَا بَعْدُ، فَإِنَّهُ نُصَّ عَلَيْهِ فِيهِ بِقَوْلِهِ تَعَالَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=43وَكَانَ بِالْمُؤْمِنِينَ رَحِيمًا فَدَلَّ عَلَى أَنَّ الْمُرَادَ بِالصَّلَاةِ الرَّحْمَةُ، وَاعْتُرِضَ بِأَنَّ رَحِمَ مُتَعَدٍّ وَصَلَّى قَاصِرٌ فَلَا يَحْسُنُ تَفْسِيرُهُ بِهِ، وَبِأَنَّهُ يَسْتَلْزِمُ جَوَازَ رَحِمَ عَلَيْهِ، وَبِأَنَّهُ تَعَالَى غَايَرَ بَيْنَهُمَا بِقَوْلِهِ سُبْحَانَهُ:
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=157أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ [اَلْبَقَرَةِ: 157] لِلْعَطْفِ الظَّاهِرِ فِي الْمُغَايَرَةِ، وَأُجِيبَ بِأَنَّهُ لَيْسَ الْمُرَادُ بِتَفْسِيرِ صَلَّى بِ رَحِمَ إِلَّا بَيَانُ أَنَّ الْمَعْنَى الْمَوْضُوعَ لَهُ صَلَّى هُوَ الْمَوْضُوعُ لَهُ رَحِمَ مَعَ قَطْعِ النَّظَرِ عَنْ مَعْنَى التَّعَدِّي وَاللُّزُومِ فَإِنَّ الرَّدِيفَيْنِ قَدْ يَخْتَلِفَانِ فِي ذَلِكَ وَهُوَ غَيْرُ ضَارٍّ، فَزُعِمَ أَنَّ ذَلِكَ لَا يَحْسُنُ، وَأَنَّهُ يَلْزَمُ جَوَازُ رَحِمَ عَلَيْهِ لَيْسَ فِي مَحَلِّهِ عَلَى أَنَّهُ يَحْسُنُ تَعْدِيَةُ صَلَّى بِعَلَى دُونَ رَحِمَ لِمَا فِي الْأَوَّلِ مِنْ ظُهُورِ مَعْنَى التَّحَنُّنِ وَالتَّعَطُّفِ وَالْعَطْفِ لِأَنَّ الصَّلَاةَ رَحْمَةٌ خَاصَّةٌ وَيَكْفِي هَذَا الْقَدْرُ مِنَ الْمُغَايَرَةِ، وَقِيلَ: إِنْ تَعَدَّدَ الْفَاعِلُ صُيِّرَ الْفِعْلُ كَالْمُتَعَدِّدِ، فَكَأَنَّ الرَّحْمَةَ مُرَادَةٌ مِنْ لَفْظٍ وَالِاسْتِغْفَارَ مُرَادٌ مِنْ آخَرَ فَلَا حَاجَةَ إِلَى الْقَوْلِ بِعُمُومِ الْمَجَازِ وَلَيْسَ هُنَاكَ اِسْتِعْمَالُ لَفْظٍ وَاحِدٍ حَقِيقَةً وَحُكْمًا فِي مَعْنَيَيْنِ وَهُوَ كَمَا تَرَى، وَمِثْلُهُ كَوْنُ ( مَلَائِكَتُهُ ) مُبْتَدَأً خَبَرُهُ مَحْذُوفٌ لِدَلَالَةِ مَا قَبْلُ عَلَيْهِ كَأَنَّهُ قِيلَ هُوَ الَّذِي يُصَلِّي عَلَيْكُمْ وَمَلَائِكَتُهُ يُصَلُّونَ عَلَيْكُمْ فَهُنَاكَ لَفْظَانِ حَقِيقَةً كُلٌّ مِنْهُمَا بِمَعْنًى، وَسَيَأْتِي إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى مَا يَزِيدُكَ عِلْمًا بِأَمْرِ الصَّلَاةِ.
وَسَبَبُ نُزُولِ الْآيَةِ مَا أَخْرَجَهُ
nindex.php?page=showalam&ids=16298عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ nindex.php?page=showalam&ids=12918وَابْنُ الْمُنْذِرِ قَالَ:
لَمَّا نَزَلَتْ: nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=56إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ [اَلْأَحْزَابِ: 56] قَالَ nindex.php?page=showalam&ids=1أَبُو بَكْرٍ رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُ: مَا أَنْزَلَ اللَّهُ تَعَالَى عَلَيْكَ خَيْرًا إِلَّا أَشْرَكَنَا فِيهِ فَنَزَلَتْ nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=43هُوَ الَّذِي يُصَلِّي عَلَيْكُمْ وَمَلائِكَتُهُ لِيُخْرِجَكُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ أَيْ مِنْ ظُلُمَاتِ الْمَعَاصِي إِلَى نُورِ الطَّاعَةِ، وَقَالَ
الطَّبَرْسِيُّ : مِنَ الْجَهْلِ بِاَللَّهِ تَعَالَى إِلَى مَعْرِفَتِهِ عَزَّ وَجَلَّ فَإِنَّ الْجَهْلَ أَشْبَهُ شَيْءٍ بِالظُّلْمَةِ، وَالْمَعْرِفَةَ
[ ص: 44 ] أَشْبَهُ شَيْءٍ بِالنُّورِ، وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=16327اِبْنُ زَيْدٍ : أَيٌّ مِنَ الضَّلَالَةِ إِلَى الْهُدَى، وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=17131مُقَاتِلٌ : مِنَ الْكُفْرِ إِلَى الْإِيمَانِ، وَقِيلَ: مِنَ النَّارِ إِلَى الْجَنَّةِ، حَكَاهُ
nindex.php?page=showalam&ids=15151الْمَاوَرْدِيُّ ، وَقِيلَ: مِنَ الْقُبُورِ إِلَى الْبَحْثِ حَكَاهُ
nindex.php?page=showalam&ids=11992أَبُو حَيَّانَ ، وَلَيْسَ بِشَيْءٍ، وَاللَّامُ مُتَعَلِّقَةٌ بِ يُصَلِّي أَيْ يَعْتَنِي بِكُمْ هُوَ سُبْحَانَهُ وَمَلَائِكَتُهُ لِيُخْرِجَكُمْ أَوْ يَتَرَحَّمَ هُوَ عَزَّ وَجَلَّ وَمَلَائِكَتُهُ لِيُخْرِجَكُمْ بِذَلِكَ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ.
nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=43وَكَانَ بِالْمُؤْمِنِينَ رَحِيمًا اِعْتِرَاضٌ مُقَرِّرٌ لِمَضْمُونِ مَا قَبْلَهُ أَيْ كَانَ سُبْحَانَهُ بِكَافَّةِ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ أَنْتُمْ مِنْ زُمْرَتِهِمْ كَامِلَ الرَّحْمَةِ وَلِذَا يَفْعَلُ بِكُمْ مَا يَفْعَلُ بِالذَّاتِ وَبِالْوَاسِطَةِ أَوْ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا عَلَى أَنَّ الْمُؤْمِنِينَ مُظْهَرٌ وُضِعَ مَوْضِعَ الْمُضْمَرِ مَدْحًا لَهُمْ وَإِشْعَارًا بِعِلَّةِ الرَّحْمَةِ،