أتهجوه ولست له بكفء فشركما لخيركما الفداء
وقول أبي الأسود :
يقول الأرذلون بنو قشير طوال الدهر لا تنسى عليا
بنو عم النبي وأقربوه أحب الناس كلهم إليا
فإن يك حبهم خيرا أصبه ولست بمخطئ إن كان غيا
وذهب إلى أن أو بمعنى الواو كما في قوله: أبو عبيدة
سيان كسر رغيفه أو كسر عظم من عظامه
والكلام من باب اللف والنشر المرتب بأن يكون ( على هدى ) راجعا لقوله تعالى ( إنا ) و في ضلال راجعا لقوله سبحانه: إياكم فإن العقل يحكم بذلك كما في قول امرئ القيس:
كأن قلوب الطير رطبا ويابسا لدى وكرها العناب والحشف البالي
ولا يخفى بعده، وأيا ما كان فليس هذا من باب التقية في شيء كما يزعمه بعض الجهلة، والظاهر أن لعلى هدى إلخ خبر إنا أو إياكم من غير تقدير حذف إذ المعنى إن أحدنا لمتصف بأحد الأمرين كقولك زيد أو عمرو في السوق أو في البيت، وقيل: هو خبر ( إنا ) وخبر ( إياكم ) محذوف تقديره لعلى هدى أو في ضلال مبين وقيل هو خبر ( إياكم ) وخبر ( إنا ) محذوف لدلالة ما ذكر عليه، ( وإياكم ) على تقديران ولكنها لما حذفت انفصل الضمير.
وفي البحر لا حاجة إلى تقدير الحذف في مثل هذا، وإنما يحتاج إليه في نحو زيد أو عمرو قائم فتدبر، والمتبادر أن مبين صفة ضلال ويجوز أن يكون وصفا له ولهدى، والوصف وكذا الضمير يلزم إفراده بعد المعطوف بأو، وأدخل على على الهدى للدلالة على استعلاء صاحبه وتمكنه واطلاعه على ما يريد، كالواقف على مكان عال أو الراكب على جواد يركضه حيث شاء، وفي على الضلال للدلالة على انغماس صاحبه في ظلام حتى كأنه في مهواة مظلمة لا يدري [ ص: 141 ] أين يتوجه، ففي الكلام استعارة مكنية أو تبعية. وفي قراءة إنا أو إياكم إما على هدى أو في ضلال مبين. أبي