nindex.php?page=treesubj&link=34190_29005nindex.php?page=tafseer&surano=34&ayano=49قل جاء الحق أي الإسلام والتوحيد أو القرآن، وقيل السيف لأن ظهور الحق به وهو كما ترى
nindex.php?page=tafseer&surano=34&ayano=49وما يبدئ الباطل أي الكفر والشرك
nindex.php?page=tafseer&surano=34&ayano=49وما يعيد أي ذهب واضمحل بحيث لم يبق له أثر مأخوذ من هلاك الحي، فإنه إذا هلك لم يبق له إبداء أي فعل أمر ابتداء ولا إعادة، أي فعله ثانيا كما يقال لا يأكل ولا يشرب، أي ميت، فالكلام كناية عما ذكر أو مجاز متفرع على الكناية، وأنشدوا
لعبيد بن الأبرص: أقفر من أهله عبيد فاليوم لا يبدي ولا يعيد
وقال جماعة: الباطل إبليس وإطلاقه عليه لأنه مبدؤه ومنشؤه، ولا كناية في الكلام عليه، والمعنى لا ينشئ خلقا ولا يعيد أو لا يبدئ خيرا لأهله ولا يعيد، أي لا ينفعهم في الدنيا والآخرة، وقيل هو الصنم والمعنى ما سمعت، وعن أبي سليمان أن المعنى أن الصنم لا يبتدئ من عنده كلاما فيجاب ولا يرد ما جاء من الحق بحجة.
وما على جميع ذلك نافية، وقيل: هي على ما عدا القول الأول للاستفهام الإنكاري منتصبة بما بعدها، أي أي شيء يبدئ الباطل وأي شيء يعيد ومآله النفي، والكلام جوز أن يكون تكميلا لما تقدم، وأن يكون من باب العكس والطرد، وأن يكون تذييلا مقررا لذلك، فتأمل.
nindex.php?page=treesubj&link=34190_29005nindex.php?page=tafseer&surano=34&ayano=49قُلْ جَاءَ الْحَقُّ أَيِ الْإِسْلَامُ وَالتَّوْحِيدُ أَوِ الْقُرْآنُ، وَقِيلَ السَّيْفُ لِأَنَّ ظُهُورَ الْحَقِّ بِهِ وَهُوَ كَمَا تَرَى
nindex.php?page=tafseer&surano=34&ayano=49وَمَا يُبْدِئُ الْبَاطِلُ أَيِ الْكُفْرُ وَالشِّرْكُ
nindex.php?page=tafseer&surano=34&ayano=49وَمَا يُعِيدُ أَيْ ذَهَبَ وَاضْمَحَلَّ بِحَيْثُ لَمْ يَبْقَ لَهُ أَثَرٌ مَأْخُوذٌ مِنْ هَلَاكِ الْحَيِّ، فَإِنَّهُ إِذَا هَلَكَ لَمْ يَبْقَ لَهُ إِبْدَاءُ أَيِّ فِعْلِ أَمْرٍ اِبْتِدَاءً وَلَا إِعَادَةً، أَيْ فِعْلُهُ ثَانِيًا كَمَا يُقَالُ لَا يَأْكُلُ وَلَا يَشْرَبُ، أَيْ مَيِّتٌ، فَالْكَلَامُ كِنَايَةٌ عَمَّا ذُكِرَ أَوْ مَجَازٌ مُتَفَرِّعٌ عَلَى الْكِنَايَةِ، وَأَنْشَدُوا
لِعُبَيْدِ بْنِ الْأَبْرَصِ: أَقْفَرَ مِنْ أَهْلِهِ عُبَيْدُ فَالْيَوْمَ لَا يُبْدِي وَلَا يُعِيدُ
وَقَالَ جَمَاعَةٌ: الْبَاطِلُ إِبْلِيسُ وَإِطْلَاقُهُ عَلَيْهِ لِأَنَّهُ مَبْدَؤُهُ وَمَنْشَؤُهُ، وَلَا كِنَايَةَ فِي الْكَلَامِ عَلَيْهِ، وَالْمَعْنَى لَا يُنْشِئُ خَلْقًا وَلَا يُعِيدُ أَوْ لَا يُبْدِئُ خَيْرًا لِأَهْلِهِ وَلَا يُعِيدُ، أَيْ لَا يَنْفَعُهُمْ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ، وَقِيلَ هُوَ الصَّنَمُ وَالْمَعْنَى مَا سَمِعْتَ، وَعَنْ أَبِي سُلَيْمَانَ أَنَّ الْمَعْنَى أَنَّ الصَّنَمَ لَا يَبْتَدِئُ مِنْ عِنْدِهِ كَلَامًا فَيُجَابُ وَلَا يُرَدُّ مَا جَاءَ مِنَ الْحَقِّ بِحُجَّةٍ.
وَمَا عَلَى جَمِيعِ ذَلِكَ نَافِيَةٌ، وَقِيلَ: هِيَ عَلَى مَا عَدَا الْقَوْلَ الْأَوَّلَ لِلِاسْتِفْهَامِ الْإِنْكَارِيِّ مُنْتَصِبَةٌ بِمَا بَعْدَهَا، أَيْ أَيُّ شَيْءٍ يُبْدِئُ الْبَاطِلَ وَأَيُّ شَيْءٍ يُعِيدُ وَمَآلُهُ النَّفْيُ، وَالْكَلَامُ جُوِّزَ أَنْ يَكُونَ تَكْمِيلًا لِمَا تَقَدَّمَ، وَأَنْ يَكُونَ مِنْ بَابِ الْعَكْسِ وَالطَّرْدِ، وَأَنْ يَكُونَ تَذْيِيلًا مُقَرِّرًا لِذَلِكَ، فَتَأَمَّلْ.