من فضله من إنعامه سبحانه وتفضله وكرمه، فإن العمل وإن كان سببا لدخول الجنة في الجملة لكن سببيته بفضل الله عز وجل أيضا إذ ليس هناك استحقاق ذاتي، ومن علم أن العمل متناه زائل وثواب الجنة دائم لا يزول لم يشك في أن الله تعالى ما أحل من أحل دار الإقامة إلا من محض فضله سبحانه.
وقال : أي من إعطائه تعالى وإفضاله من قولهم لفلان فضول على قومه [ ص: 200 ] وفواضل، وليس من الفضل الذي هو التفضل لأن الثواب بمنزلة الأجر المستحق، والتفضل كالتبرع وفيه من الاعتزال ما فيه. الزمخشري
لا يمسنا فيها نصب أي تعب ولا يمسنا فيها لغوب كلال وفتور وهو نتيجة النصب، وضمه إليه وتكرير الفعل المنفي للمبالغة في بيان انتفاء كل منهما، كذا قال جمع من الأجلة، وقال بعضهم: النصب التعب الجسماني واللغوب التعب النفساني، وأخرج عن ابن جرير أنه فسر النصب بالوجع والكلام من باب: قتادة
لا ترى الضب بها ينجحر
والجملة حال من أحد مفعولي أحل.
وقرأ كرم الله تعالى وجهه علي والسلمي «لغوب» بفتح اللام، قال : هو ما يغب به كالفطور والسحور، وجاز أن يكون صفة لمصدر محذوف أي لا يمسنا فيها لغوب لغوب نحو شعر شاعر، كأنه وصف اللغوب بأنه قد لغب أي أعيي وتعب. الفراء
وقال صاحب اللوامح: يجوز أن يكون مصدرا كالقبول، وإن شئت جعلته صفة لمضمر أي أمر لغوب.