وقوله تعالى:
nindex.php?page=treesubj&link=30387_30413_29008nindex.php?page=tafseer&surano=37&ayano=42فواكه بدل من
nindex.php?page=tafseer&surano=37&ayano=41رزق بدل كل من كل، وفيه تنبيه على أنه - مع تميزه بخواصه - كله فواكه، أو خبر مبتدأ محذوف والجملة مستأنفة أي ذلك الرزق فواكه والمراد بها ما يؤكل لمجرد التلذذ دون الاقتيات وجميع ما يأكله أهل الجنة كذلك حتى اللحم لكونهم مستغنين عن القوت لإحكام خلقتهم وعدم تحلل شيء من أبدانهم بالحرارة الغريزية ليحتاجوا إلى بدل يحصل من القوت، فالمراد بالفاكهة هنا غير ما أريد بها في قوله تعالى
nindex.php?page=tafseer&surano=56&ayano=20وفاكهة مما يتخيرون nindex.php?page=tafseer&surano=56&ayano=21ولحم طير مما يشتهون وهي هناك بالمعنى المعروف فلا منافاة. وجوز أن يكون عطف بيان للرزق المعلوم، فوجه الاختصاص ما علم به من بين الأرزاق أنه فواكه، وقيل هو بدل بعض من كل، وتخصيصها بالذكر لأنها من أتباع سائر الأطعمة فتدل على تحقق غيرها.
nindex.php?page=tafseer&surano=37&ayano=42وهم مكرمون عند الله تعالى لا يلحقهم هوان، وذلك أعظم المثوبات وأليقها بأولي الهمم، ولعل هذا إشارة إلى النعيم الروحاني بعد النعيم الجسماني الذي هو بواسطة الأكل.
وقيل: مكرمون في نيل الرزق حيث يصل إليهم من غير كسب وكد وسؤال كما هو شأن أرزاق الدنيا.
وقرئ "مكرمون" بالتشديد
nindex.php?page=treesubj&link=30384_30387_29008nindex.php?page=tafseer&surano=37&ayano=43في جنات النعيم أي في جنات ليس فيها إلا النعيم على أن الإضافة على معنى لام الاختصاص المفيدة للحصر. والظرف متعلق بـ "مكرمون" أو بـ "معلوم" أو بمحذوف حال من المستكن في
nindex.php?page=tafseer&surano=37&ayano=42مكرمون أو خبر ثان لأولئك أو "لهم" وقوله تعالى:
nindex.php?page=treesubj&link=30387_29008nindex.php?page=tafseer&surano=37&ayano=44على سرر يحتمل أن يكون حالا من المستكن في
nindex.php?page=tafseer&surano=37&ayano=42مكرمون أو في الظرف قبله وأن يكون خبرا، فيكون قوله سبحانه
nindex.php?page=tafseer&surano=37&ayano=44متقابلين حالا من المستكن فيه أو في
nindex.php?page=tafseer&surano=37&ayano=42مكرمون أو في الظرف أعني
nindex.php?page=tafseer&surano=37&ayano=43في جنات وأن يتعلق بمتقابلين فيكون حالا من المستكن في غيره.
وأشير بتقابلهم إلى استئناس بعضهم ببعض، فبعضهم يقابل بعضا للاستئناس والمحادثة. وفي بعض الأحاديث أنه ترفع عنهم الستور أحيانا فينظر بعضهم إلى بعض، وقرأ
أبو السمال "سرر" بفتح الراء وهي لغة بعض
تميم وكلب يفتحون ما كان جمعا على فعل من المضعف إذا كان اسما، واختلف النحويون في الصفة؛ فمنهم من قاسها على الاسم ففتح فيقول "ذلل" بفتح اللام على تلك اللغة. ومنهم من خص ذلك بالاسم وهو مورد السماع.
وَقَوْلُهُ تَعَالَى:
nindex.php?page=treesubj&link=30387_30413_29008nindex.php?page=tafseer&surano=37&ayano=42فَوَاكِهُ بَدَلٌ مِنْ
nindex.php?page=tafseer&surano=37&ayano=41رِزْقٌ بَدَلُ كُلٌّ مِنْ كُلٌّ، وَفِيهِ تَنْبِيهٌ عَلَى أَنَّهُ - مَعَ تَمَيُّزِهِ بِخَوَاصِّهِ - كُلُّهُ فَوَاكِهُ، أَوْ خَبَرُ مُبْتَدَأٍ مَحْذُوفٍ وَالْجُمْلَةُ مُسْتَأْنَفَةٌ أَيْ ذَلِكَ الرِّزْقِ فَوَاكِهُ وَالْمُرَادُ بِهَا مَا يُؤْكَلُ لِمُجَرَّدِ التَّلَذُّذِ دُونَ الِاقْتِيَاتِ وَجَمِيعُ مَا يَأْكُلُهُ أَهْلُ الْجَنَّةِ كَذَلِكَ حَتَّى اللَّحْمُ لِكَوْنِهِمْ مُسْتَغْنِينَ عَنِ الْقُوتِ لِإِحْكَامِ خِلْقَتِهِمْ وَعَدَمِ تَحَلُّلِ شَيْءٍ مِنْ أَبْدَانِهِمْ بِالْحَرَارَةِ الْغَرِيزِيَّةِ لِيَحْتَاجُوا إِلَى بَدَلٍ يَحْصُلُ مِنَ الْقُوتِ، فَالْمُرَادُ بِالْفَاكِهَةِ هُنَا غَيْرُ مَا أُرِيدُ بِهَا فِي قَوْلِهِ تَعَالَى
nindex.php?page=tafseer&surano=56&ayano=20وَفَاكِهَةٍ مِمَّا يَتَخَيَّرُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=56&ayano=21وَلَحْمِ طَيْرٍ مِمَّا يَشْتَهُونَ وَهِيَ هُنَاكَ بِالْمَعْنَى الْمَعْرُوفِ فَلَا مُنَافَاةَ. وَجُوِّزَ أَنْ يَكُونَ عَطْفَ بَيَانٍ لِلرِّزْقِ الْمَعْلُومِ، فَوَجْهُ الِاخْتِصَاصِ مَا عُلِمَ بِهِ مِنْ بَيْنِ الْأَرْزَاقِ أَنَّهُ فَوَاكِهُ، وَقِيلَ هُوَ بَدَلُ بَعْضٍ مِنْ كُلٍّ، وَتَخْصِيصُهَا بِالذِّكْرِ لِأَنَّهَا مِنْ أَتْبَاعِ سَائِرِ الْأَطْعِمَةِ فَتَدُلُّ عَلَى تَحَقُّقِ غَيْرِهَا.
nindex.php?page=tafseer&surano=37&ayano=42وَهُمْ مُكْرَمُونَ عِنْدَ اللَّهِ تَعَالَى لَا يَلْحَقُهُمْ هَوَانٌ، وَذَلِكَ أَعْظَمُ الْمَثُوبَاتِ وَأَلْيَقُهَا بِأُولِي الْهِمَمِ، وَلَعَلَّ هَذَا إِشَارَةٌ إِلَى النَّعِيمِ الرُّوحَانِيِّ بَعْدَ النَّعِيمِ الْجُسْمَانِيِّ الَّذِي هُوَ بِوَاسِطَةِ الْأَكْلِ.
وَقِيلَ: مُكْرَمُونَ فِي نَيْلِ الرِّزْقِ حَيْثُ يَصِلُ إِلَيْهِمْ مِنْ غَيْرِ كَسْبٍ وَكَدٍّ وَسُؤَالٍ كَمَا هُوَ شَأْنُ أَرْزَاقِ الدُّنْيَا.
وَقُرِئَ "مُكَرَّمُونَ" بِالتَّشْدِيدِ
nindex.php?page=treesubj&link=30384_30387_29008nindex.php?page=tafseer&surano=37&ayano=43فِي جَنَّاتِ النَّعِيمِ أَيْ فِي جَنَّاتٍ لَيْسَ فِيهَا إِلَّا النَّعِيمُ عَلَى أَنَّ الْإِضَافَةَ عَلَى مَعْنَى لَامِ الِاخْتِصَاصِ الْمُفِيدَةِ لِلْحَصْرِ. وَالظَّرْفُ مُتَعَلِّقٌ بِـ "مُكْرَمُونَ" أَوْ بِـ "مَعْلُومٌ" أَوْ بِمَحْذُوفِ حَالٍ مِنَ الْمُسْتَكِنِّ فِي
nindex.php?page=tafseer&surano=37&ayano=42مُكْرَمُونَ أَوْ خَبَرٌ ثَانٍ لِأُولَئِكَ أَوْ "لَهُمْ" وَقَوْلُهُ تَعَالَى:
nindex.php?page=treesubj&link=30387_29008nindex.php?page=tafseer&surano=37&ayano=44عَلَى سُرُرٍ يُحْتَمَلُ أَنْ يَكُونَ حَالًا مِنَ الْمُسْتَكِنِّ فِي
nindex.php?page=tafseer&surano=37&ayano=42مُكْرَمُونَ أَوْ فِي الظَّرْفِ قَبْلَهُ وَأَنْ يَكُونَ خَبَرًا، فَيَكُونُ قَوْلُهُ سُبْحَانَهُ
nindex.php?page=tafseer&surano=37&ayano=44مُتَقَابِلِينَ حَالًا مِنَ الْمُسْتَكِنِّ فِيهِ أَوْ فِي
nindex.php?page=tafseer&surano=37&ayano=42مُكْرَمُونَ أَوْ فِي الظَّرْفِ أَعْنِي
nindex.php?page=tafseer&surano=37&ayano=43فِي جَنَّاتِ وَأَنْ يَتَعَلَّقَ بِمُتَقَابِلِينَ فَيَكُونُ حَالًا مِنَ الْمُسْتَكِنِّ فِي غَيْرِهِ.
وَأُشِيرَ بِتَقَابُلِهِمْ إِلَى اسْتِئْنَاسِ بَعْضِهِمْ بِبَعْضٍ، فَبَعْضُهُمْ يُقَابِلُ بَعْضًا لِلِاسْتِئْنَاسِ وَالْمُحَادَثَةِ. وَفِي بَعْضِ الْأَحَادِيثِ أَنَّهُ تُرْفَعُ عَنْهُمُ السُّتُورُ أَحْيَانًا فَيَنْظُرُ بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ، وَقَرَأَ
أَبُو السِّمَالِ "سُرَرٍ" بِفَتْحِ الرَّاءِ وَهِيَ لُغَةُ بَعْضِ
تَمِيمٍ وَكَلْبٍ يَفْتَحُونَ مَا كَانَ جَمْعًا عَلَى فُعُلٍ مِنَ الْمُضَعَّفِ إِذَا كَانَ اسْمًا، وَاخْتَلَفَ النَّحْوِيُّونَ فِي الصِّفَةِ؛ فَمِنْهُمْ مَنْ قَاسَهَا عَلَى الِاسْمِ فَفَتَحَ فَيَقُولُ "ذُلَلٌ" بِفَتْحِ اللَّامِ عَلَى تِلْكَ اللُّغَةِ. وَمِنْهُمْ مَنْ خَصَّ ذَلِكَ بِالِاسْمِ وَهُوَ مَوْرِدُ السَّمَاعِ.