سورة فصلت
وتسمى سورة السجدة وسورة حم السجدة وسورة المصابيح وسورة الأقوات ، وهي مكية بلا خلاف ولم أقف فيها على استثناء ، وعدد آياتها كما قال الداني خمسون وآيتان بصري وشامي وثلاث مكي ومدني وأربع كوفي ، ومناسبتها لما قبلها أنه سبحانه ذكر قبل أفلم يسيروا في الأرض [غافر : 82].. إلخ . وكان ذلك متضمنا تهديدا وتقريعا لقريش وذكر جل شأنه هنا نوعا آخر من التهديد والتقريع لهم وخصهم بالخطاب في قوله تعالى : فإن أعرضوا فقل أنذرتكم صاعقة مثل صاعقة عاد وثمود [فصلت : 13] ثم بين سبحانه كيفية إهلاكهم وفيه نوع بيان لما في قوله تعالى : أفلم يسيروا الآية ، وبينهما أوجه من المناسبة غير ما ذكر . وأخرج في شعب الإيمان عن البيهقي الخليل بن مرة أن رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم كان لا ينام حتى يقرأ تبارك وحم السجدة .
( بسم الله الرحمن الرحيم ) حم إن جعل اسما للسورة أو القرآن فهو إما خبر لمحذوف أو مبتدأ خبره تنزيل على المبالغة أو التأويل المشهور ، وهو على الأول خبر بعد خبر ، وخبر مبتدأ محذوف إن جعل حم مسرودا على نمط التعديد عند الفراء ، وقوله تعالى : من الرحمن الرحيم من تتمته مؤكد لما أفاده التنوين من الفخامة الذاتية بالفخامة الإضافية أو خبر آخر للمبتدأ المحذوف أو تنزيل مبتدأ لتخصصه بما بعده خبره