وقرأ (عباد) بالجمع والنصب حكاها الأعمش ابن خالويه وقال: هي في مصحف كذلك، وخرج ابن مسعود النصب على إضمار فعل أي الذين هم خلقوا عباد الرحمن، وقرأ أبو حيان (أنثا) بضمتين ككتب جمع إناثا فهو جمع الجمع، وعلى جميع القراءات الحصر إذا سلم إضافي فلا يتم الاستدلال به على أفضلية الملك على البشر. زيد بن علي
أشهدوا خلقهم أي أحضروا خلق الله تعالى إياهم فشاهدوهم إناثا حتى يحكموا بأنوثتهم فإن ذلك مما يعلم [ ص: 72 ] بالمشاهدة، وهذا كقوله تعالى: أم خلقنا الملائكة إناثا وهم شاهدون وفيه تجهيل لهم وتهكم بهم، وإنما لم يتعرض لنفي الدلائل النقلية لأنها في مثل هذا المطلب مفرعة على القول بالنبوة وهم الكفرة الذين لا يقولون بها ولنفي الدلائل العقلية لظهور انتفائها والنفي المذكور أظهر في التهكم فافهم، وقرأ (أأشهدوا) بهمزة داخلة على أشهد الرباعي المبني للمفعول، وفي رواية أنه سهل هذه الهمزة فجعلها بين الهمزة والواو وهي رواية عن نافع ، وروي ذلك عن أبي عمرو كرم الله تعالى وجهه. علي . وابن عباس ، وفي أخرى أنه سهلها وأدخل بينها وبين الأولى ألفا كراهة اجتماع همزتين ونسبت إلى جماعة، والاكتفاء بالتسهيل أوجه، وقرأ ومجاهد وناس (أشهدوا) بغير استفهام مبنيا للمفعول رباعيا فقيل المعنى على الاستفهام نحو قوله: الزهري
قالوا تحبها قلت بهرا
وهو الظاهر، وقيل: على الإخبار، والجملة صفة (إناثا) وهم وإن لم يشهدوا خلقهم لكن نزلوا لجراءتهم على ذلك منزلة من أشهد أو المراد أنهم أطلقوا عليهم الإناث المعروفات لهم اللاتي أشهدوا خلقهن لا صنفا آخر من الإناث ولا يخفى ما في كلا التأويلين من التكلف ستكتب في ديوان أعمالهم شهادتهم التي شهدوا بها على الملائكة عليهم السلام، وقيل: سألهم الرسول صلى الله عليه وسلم ما يدريكم أنهم إناث فقالوا: سمعنا ذلك من آبائنا ونحن نشهد أنهم لم يكذبوا فقال الله تعالى: ستكتب شهادتهم ويسألون عنها يوم القيامة، والكلام وعيد لهم بالعقاب والمجازاة على ذلك والسين للتأكيد، وقيل: يجوز أن تحمل على ظاهرها من الاستقبال ويكون ذلك إشارة إلى تأخير كتابة السيئات لرجاء التوبة والرجوع كما ورد في الحديث إن كاتب الحسنات أمين على كاتب السيئات فإذا أراد أن يكتبها قال له: توقف فيتوقف سبع ساعات فإن استغفر وتاب لم يكتب فلما كان ذلك من شأن الكتابة قرنت بالسين، وكونهم كفارا مصرين على الكفر لا يأباه. وقرأ (سيكتب) بالياء التحتية مبنيا للمفعول، وقرأ الزهري كالجمهور إلا أنه قرأ (شهاداتهم) بالجمع وهي قولهم: إن لله سبحانه جزءا وإن له بنات وإنها الملائكة، وقيل: المراد ما أريد بالمفرد والجمع باعتبار التكرار، وقرأ الحسن . ابن عباس . وزيد بن علي . وأبو جعفر وأبو حيوة. . وابن أبي عبلة والجحدري. (سنكتب) بالنون مبنيا للفاعل (شهادتهم) بالنصب والإفراد. والأعرج
وقرأت فرقة (سيكتب) بالياء التحتية مبنيا للفاعل وبإفراد (شهادتهم) ونصبها أي سيكتب الله تعالى شهادتهم.
وقرئ (يساءلون) من المفاعلة للمبالغة