متى تأته تعشو إلى ضوء ناره تجد خير نار عندها خير موقد
أي تنظر إليها نظر العشى لما يضعف بصرك من عظم الوقود واتساع الضوء ولو لم يكن كذلك لم يكن لكلمة [ ص: 81 ] الغاية موقع وأظهر منه في المقصود قول حاتم:
أعشو إذا ما جارتي برزت حتى يواري جارتي الخدر
نقيض له شيطانا أي نتح له شيطانا ليستولي عليه استيلاء القيض على البيض وهو القشر الأعلى.
فهو له قرين دائما لا يفارقه ولا يزال يوسوسه ويغويه وهذا عقاب على الكفر بالختم وعدم الفلاح كما يقال: إن الله تعالى يعاقب على المعصية بمزيد اكتساب السيئات، وقرأ كرم الله تعالى وجهه. علي والسلمي . والأعمش ويعقوب. بخلاف عنه. وأبو عمرو وحماد عن . عاصم وعصمة عن وعن الأعمش عاصم والعليمي عن (يقيض) بالياء على إسناده إلى ضمير (الرحمن) ، وقرأ أبي بكر (يقيض) بالياء والبناء للمفعول (شيطان) بالرفع والفعل في جميع القراءات مجزوم ولم نسمع أنه قرئ بالرفع، وفي الكشاف حق من قرأ (من يعشو) بالواو أن يرفعه أي بناء على تخريجه ذلك على أن من موصولة، وجوز على ذلك أيضا أن يكون (يقيض) مرفوعا لكنه سكن تخفيفا. ابن عباس
وفي البحر يجوز أن تكون (من) موصولة وجزم (نقيض) تشبيها للموصول باسم الشرط وإذا كان ذلك مسموعا في الذي وهو لم يكن اسم شرط قط فالأولى أن يكون فيما استعمل موصولا وشرطا، قال الشاعر:
لا تحفرن بئرا تريد أخا بها فإنك فيها أنت من دونه تقع
كذاك الذي يبغي على الناس ظالما تصبه على رغم عواقب ما صنع
أنشدهما ابن الأعرابي وهو مذهب للكوفيين، وله وجه من القياس وهو أنه كما شبه الموصول باسم الشرط فدخلت الفاء في خبره فكذلك يشبه به فينجزم الخبر إلا أن دخول الفاء منقاس إذا كان الخبر مسببا عن الصلة بشروطه المذكورة في النحو وهذا لا يقيسه البصريون