والمراد من الفريق بعض غير معين أو هو شماس بن قيس اليهودي ، وفي الاقتصار عليه مبالغة في التحذير ؛ ولهذا على ما قيل حذف متعلق الفعل ، وقال بعضهم : هو على معنى إن تطيعوهم في قبول قولهم بإحياء الضغائن التي كانت بينكم في الجاهلية ، و ( كافرين ) إما مفعول ثان ليردوكم على تضمين الرد معنى التصيير كما في قوله :
رمى الحدثان نسوة آل سعد بمقدار سمدن له سمودا
فرد شعورهن السود بيضا
ورد وجوههن البيض سودا
أو حال من مفعوله ، قالوا : والأول أدخل في تنزيه المؤمنين عن نسبتهم إلى الكفر لما فيه من التصريح بكون الكفر المفروض بطريق القسر ، وبعد يجوز أن يكون ظرفا ليردوكم ، وأن يكون ظرفا لكافرين ، وإيراده مع عدم الحاجة إليه لإغناء ما في الخطاب عنه ، واستحالة الرد إلى الكفر بدون سبق الإيمان وتوسيطه بين المنصوبين لإظهار كمال شناعة الكفر ، وغاية بعده من الوقوع إما لزيادة قبحه أو لممانعة الإيمان له كأنه قيل : بعد إيمانكم الراسخ ، وفي ذلك من تثبيت المؤمنين ما لا يخفى ، وقدم توبيخ الكفار على هذا الخطاب لأن الكفار كانوا كالعلة الداعية إليه .