كليب لعمري كان أكثر ناصرا وأيسر جرما منك ضرج بالدم
[ ص: 47 ] وقوله تعالى: فلا ناصر لهم بيان لعدم خلاصهم بواسطة الأعوان والأنصار إثر بيان عدم خلاصهم منه بأنفسهم، والفاء لترتيب ذكر ما بالغير على ذكر ما بالذات وهو حكاية حال ماضية كما في قوله تعالى: فأغشيناهم فهم لا يبصرون ولا نسلم أن اسم الفاعل إذا لم يعمل حقيقة في الماضية، والآية تسلية له صلى الله عليه وسلم، فقد أخرج عبد بن حميد وأبو يعلى وابن جرير وابن أبي حاتم عن وابن مردويه أن النبي صلى الله عليه وسلم لما خرج من مكة إلى الغار التفت إلى مكة وقال: ابن عباس (أنت أحب بلاد الله تعالى إلى الله وأنت أحب بلاد الله تعالى إلي ولولا أن أهلك أخرجوني منك لم أخرج منك)
فأعدى الأعداء من عدا على الله تعالى في حرمه أو قتل غير قاتله أو قتل بدخول أهل الجاهلية فأنزل الله سبحانه وكأين من قرية إلخ، وقد تقدم ما يتعلق بذلك أول السورة فتذكر.