والنداء بوصف الإيمان في قوله تعالى :
nindex.php?page=treesubj&link=18470_30945_32215_34153_29032nindex.php?page=tafseer&surano=61&ayano=2يا أيها الذين آمنوا لم تقولون ما لا تفعلون على ما عدا القول الأخير في سبب النزول ظاهر ، وعليه قيل : هو للتهكم بأولئك المنافقين وبإيمانهم ، ولم مركبة من اللام الجارة وما الاستفهامية قد حذف ألفها - على ما قال النحاة - للفرق بين الخبر والاستفهام ولم يعكس حرصا على الجواب ، وقيل : لكثرة استعمالها معا فاستحق التخفيف وإثبات الكثرة المذكورة أمر عسير ، وقيل : لاعتناقهما في الدلالة على المستفهم عنه ، وبين بأن قولك : لم فعلت ؟ مثلا المستفهم عنه علة الفعل فهو كالمركب من العلة والفعل والعلة مدلول اللام والفعل مدلول - ما - لأنها بمعنى أي شيء ، والمفيد لذلك المجموع ، وعند عدم الحرف المسؤول عنه الفعل وحده وهو كما ترى ، والمعنى لأي شيء تقولون ما لا تفعلونه من الخير والمعروف ؟ ! على أن مدار التوبيخ في الحقيقة عدم فعلهم ، وإنما وجه إلى قولهم تنبيها على تضاعف معصيتهم ببيان أن المنكر ليس ترك الخير الموعود فقط بل الوعد أيضا ، وقد كانوا يحسبونه معروفا ، ولو قيل : لم لا تفعلون ما تقولون لفهم منه أن المنكر هو ترك الموعود
وَالنِّدَاءُ بِوَصْفِ الْإِيمَانِ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى :
nindex.php?page=treesubj&link=18470_30945_32215_34153_29032nindex.php?page=tafseer&surano=61&ayano=2يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لا تَفْعَلُونَ عَلَى مَا عَدَا الْقَوْلَ الْأَخِيرَ فِي سَبَبِ النُّزُولِ ظَاهِرٌ ، وَعَلَيْهِ قِيلَ : هُوَ لِلتَّهَكُّمِ بِأُولَئِكَ الْمُنَافِقِينَ وَبِإِيمَانِهِمْ ، وَلِمَ مُرَكَّبَةٌ مِنَ اللَّامِ الْجَارَّةِ وَمَا الِاسْتِفْهَامِيَّةِ قَدْ حُذِفَ أَلِفُهَا - عَلَى مَا قَالَ النُّحَاةُ - لِلْفَرْقِ بَيْنَ الْخَبَرِ وَالِاسْتِفْهَامِ وَلَمْ يُعْكَسْ حِرْصًا عَلَى الْجَوَابِ ، وَقِيلَ : لِكَثْرَةِ اسْتِعْمَالِهَا مَعًا فَاسْتَحَقَّ التَّخْفِيفَ وَإِثْبَاتَ الْكَثْرَةِ الْمَذْكُورَةِ أَمْرٌ عَسِيرٌ ، وَقِيلَ : لِاعْتِنَاقِهِمَا فِي الدَّلَالَةِ عَلَى الْمُسْتَفْهَمِ عَنْهُ ، وَبَيَّنَ بِأَنَّ قَوْلَكَ : لِمَ فَعَلْتَ ؟ مَثَلًا الْمُسْتَفْهَمُ عَنْهُ عِلَّةُ الْفِعْلِ فَهُوَ كَالْمُرَكَّبِ مِنَ الْعِلَّةِ وَالْفِعْلِ وَالْعِلَّةُ مَدْلُولُ اللَّامِ وَالْفِعْلُ مَدْلُولُ - مَا - لِأَنَّهَا بِمَعْنَى أَيُّ شَيْءٍ ، وَالْمُفِيدُ لِذَلِكَ الْمَجْمُوعُ ، وَعِنْدَ عَدَمِ الْحَرْفِ الْمَسْؤُولِ عَنْهُ الْفِعْلُ وَحْدَهُ وَهُوَ كَمَا تَرَى ، وَالْمَعْنَى لِأَيِّ شَيْءٍ تَقُولُونَ مَا لَا تَفْعَلُونَهُ مِنَ الْخَيْرِ وَالْمَعْرُوفِ ؟ ! عَلَى أَنَّ مَدَارَ التَّوْبِيخِ فِي الْحَقِيقَةِ عَدَمُ فِعْلِهِمْ ، وَإِنَّمَا وُجِّهَ إِلَى قَوْلِهِمْ تَنْبِيهًا عَلَى تَضَاعُفِ مَعْصِيَتِهِمْ بِبَيَانِ أَنَّ الْمُنْكَرَ لَيْسَ تَرْكَ الْخَيْرِ الْمَوْعُودِ فَقَطْ بَلِ الْوَعْدُ أَيْضًا ، وَقَدْ كَانُوا يَحْسَبُونَهُ مَعْرُوفًا ، وَلَوْ قِيلَ : لِمَ لَا تَفْعَلُونَ مَا تَقُولُونَ لَفُهِمَ مِنْهُ أَنَّ الْمُنْكَرَ هُوَ تَرْكُ الْمَوْعُودِ