وقوله تعالى
nindex.php?page=treesubj&link=28723_30525_30780_30803_28974nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=165أولما أصابتكم مصيبة قد أصبتم مثليها قلتم أنى هذا كلام مبتدأ مسوق لإبطال بعض ما نشأ من الظنون الفاسدة إثر إبطال بعض آخر ، والهمزة للتقريع والتقرير ، والواو عاطفة لمدخولها على محذوف قبلها ، و (لما) ظرف بمعنى حين مضافة إلى ما بعدها مستعملة في الشرط كما ذهب إليه
الفارسي وهو الصحيح عند جمع من المحققين ، وناصبها (قلتم) وهو الجزاء و
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=165قد أصبتم في محل الرفع على أنه صفة - لمصيبة - وجعله في محل نصب على الحال يحتاج إلى تكلف مستغنى عنه ، والمراد بالمصيبة ما أصابهم يوم
أحد من قتل سبعين منهم - وبمثليها - ما أصاب المشركين يوم
بدر من قتل سبعين منهم وأسر سبعين ، وجعل ذلك مثلين بجعل الأسر كالقتل أو لأنهم كانوا قادرين على القتل وكان مرضى الله تعالى ، فعدمه كان من عندهم ، فتركه مع القدرة لا ينافي الإصابة .
وقيل : المراد بالمثلين المثلان في الهزيمة لا في عدد القتلى ، وذلك لأن المسلمين هزموا الكفار يوم بدر وهزموهم أيضا يوم أحد أول الأمر ، وعليه يكون المراد بالمصيبة هزيمة الكفار للمسلمين بعد أن فارقوا المركز ، و
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=165أنى هذا جملة اسمية مقدمة الخبر ، والمعنى من أين هذا لا كيف هذا لدلالة الجواب مفعول القول ، وقيل (أنى) منصوبة على الظرفية –لأصابنا- المقدر ، و (هذا) فاعل له ، والجملة مقول قلتم ، وتوسيط الظرف وما يتعلق به بينه وبين الهمزة مع أنه المقصود إنكاره والمعطوف بالواو حقيقة لتأكيد النكير وتشديد التقريع ، فإن فعل القبيح في غير وقته أقبح . والإنكار على فاعله أدخل ، والمعنى أحين نالكم من المشركين نصف ما قد نالهم منكم قبل ذلك رجعتم وقلتم من أين هذا ونحن مسلمون نقاتل غضبا لله تعالى وفينا رسوله ، وهؤلاء مشركون أعداء الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم ، أو قد وعدنا الله تعالى النصر ؟ وإليه ذهب
nindex.php?page=showalam&ids=13980الجبائي ، وهذا على تقدير توجيه الإنكار والتقريع إلى صدور ذلك القول عنهم في ذلك الوقت خاصة بناء على عدم كونه مظنة له داعيا إليه ، بل على كونه داعيا إلى عدمه ، فإن كون مصيبة عدوهم مثلي مصيبتهم مما يهون الخطب ويورث السلوة ، أو أفعلتم ما فعلتم من الفشل والتنازع أو الخروج من
المدينة والإلحاح على النبي صلى الله تعالى عليه وسلم ، ولما أصابتكم غائلة ذلك قلتم (أنى هذا) وهذا على تقدير توجيه الإنكار لاستبعادهم الحادثة مع مباشرتهم لسببها ، وجوز أن يكون المعطوف عليه القول إشارة إلى أن قولهم كان غير واحد بل قالوا أقوالا لا ينبغي أن يقولوها .
وذهب جماعة إلى أن المعطوف عليه ما مضى من قوله تعالى ( لقد صدقكم الله وعده ) إلى هنا ، وللتعلق بقصة واحدة لم يتخلل بينهما أجنبي ليكون القول بذلك بعيدا كما ادعاه
nindex.php?page=showalam&ids=11992أبو حيان ، والهمزة حينئذ متخالة بين المتعاطفين للتقرير بمعنى التثبيت أو الحمل على الإقرار والتقريع على مضمون المعطوف ، والمعنى أكان من الله تعالى الوعد بالنصر بشرط الصبر والتقوى فحين فشلتم وتنازعتم وعصيتم وأصابكم الله تعالى بما أصابكم
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=165قلتم أنى هذا [ ص: 116 ] والجمهور على أن الهمزة مقدمة من تأخير ، والواو أصلها التقديم ، وهو مذهب
nindex.php?page=showalam&ids=16076سيبويه وغيره ، والجملة الاستفهامية معطوفة على ما قبلها واختار هذا في البحر ، وإسناد الإصابة إلى المصيبة مجاز ، وإلى المخاطبين حقيقة ، ولم يؤت بالاسنادين من باب واحد زيادة في التقريع ، وتذكير اسم الإشارة في
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=165أنى هذا مراعاة لمعنى المصيبة المشار إليها وهو المشهور ، أو لما أن إشارتهم ليست إلا لما شاهدوه في المعركة من حيث هو هو من غير أن يخطر ببالهم تسميته باسم ما ، فضلا عن تسميته باسم المصيبة ، وإنما هي عند الحكاية ، وفي الآية على ما قيل : جواب ضمني عن استبعادهم تلك الإصابة ، يعني أن أحوال الدنيا لا تدوم على حالة واحدة ، فإذا أصبتم منهم مثل ما أصابوا منكم وزيادة ، فما وجه الاستبعاد ؟ لكن صرح بجواب آخر يبرئ العليل ويشفي الغليل ، وتطأطأ منه الرءوس ، فقال سبحانه :
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=165قل يا
محمد في جواب سؤالهم الفاسد
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=165هو أي هذا الذي أصابكم كائن
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=165من عند أنفسكم أي أنها السبب له حيث خالف الرماة أمر رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم بتركهم المركز وحرصوا على الغنيمة فعاقبهم الله تعالى بذلك ، قاله
nindex.php?page=showalam&ids=16584عكرمة ، أو حيث إنكم قد اخترتم قبل أن يقتل منكم سبعون في مقابلة الفداء الذي أخذتموه من أسارى
بدر ، وعزي هذا إلى
nindex.php?page=showalam&ids=14102الحسن ، ويدل عليه ما أخرجه
nindex.php?page=showalam&ids=12508ابن أبي شيبة nindex.php?page=showalam&ids=13948والترمذي وحسنه
nindex.php?page=showalam&ids=15397والنسائي وآخرون عن
nindex.php?page=showalam&ids=8علي كرم الله تعالى وجهه قال :
جاء جبريل إلى النبي صلى الله تعالى عليه وسلم فقال : يا محمد إن الله تعالى قد كره ما فعل قومك في أخذهم الأسارى ، وقد أمرك أن تخيرهم بين أمرين : إما أن يقدموا فتضرب أعناقهم ، وإما أن يأخذوا الفداء على أن يقتل منهم عدتهم ، فدعا رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم الناس فذكر لهم ذلك ، فقالوا : يا رسول الله عشائرنا وإخواننا نأخذ فداءهم نتقوى به على قتال عدونا ، ويستشهد منا عدتهم فليس ذلك ما نكره ، فقتل منهم يوم أحد سبعون رجلا عدة أسارى أهل بدر ، أو حيث اخترتم الخروج من المدينة ولم تبقوا حتى تقاتلوا المشركين فيها ، قاله
الربيع وغيره .
وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابن جرير عن
nindex.php?page=showalam&ids=16815قتادة أنه قال :
ذكر لنا أن نبي الله صلى الله تعالى عليه وسلم قال لأصحابه يوم أحد حين قدم nindex.php?page=showalam&ids=12026أبو سفيان والمشركون : إنا في جنة حصينة - يعني بذلك المدينة - فدعوا القوم يدخلوا علينا نقاتلهم ، فقال له ناس من الأنصار : إنا نكره أن نقتل في طرق المدينة ، وقد كنا نمتنع من ذلك في الجاهلية فبالإسلام أحق أن نمتنع ، فابرز بنا إلى القوم ، فانطلق فلبس لأمته فتلاوم القوم فقالوا : عرض نبي الله صلى الله عليه وآله وسلم بأمر وعرضتم بغيره ، اذهب يا nindex.php?page=showalam&ids=135حمزة فقل له أمرنا لأمرك تبع ، فأتى nindex.php?page=showalam&ids=135حمزة ، فقال له : إنه ليس لنبي إذا لبس لأمته أن يضعها حتى يناجز ، وإنه سيكون فيكم مصيبة ، قالوا : يا نبي الله خاصة أو عامة ؟ قال : سترونها ، واعترض هذا القول بأنه يأباه أن الوعد بالنصر كان بعد اختيار الخروج ، وأن عمل النبي صلى الله عليه وآله وسلم بموجبه قد رفع الخطر عنه ، وخفف جنايتهم فيه على أن اختيار الخروج والإصرار عليه كان ممن أكرمهم الله تعالى بالشهادة يومئذ ، وأين هم من التفوه بمثل هذه الكلمة ؟ وأجيب بأن الإباء المذكور في حيز المنع كيف والنصر الموعود كان مشروطا بما يعلم الله تعالى عدم حصوله ، وبأن النبي صلى الله عليه وآله وسلم ، وإن كان قد عمل بموجبه ، لكن لم تكن نفسه الكريمة صلى الله عليه وآله وسلم منبسطة لذلك ، ولا قلبه الشريف مائلا إليه ، وكأن سهام الأقدار نفذت حين خالفوا رأيه السامي ، وعدلوا عن الورود من عذب بحر عقله الطامي كما يرشدك إلى ذلك قوله عليه الصلاة والسلام بعد أن لبس لأمته : " وإنه سيكون فيكم مصيبة " وقوله في جواب الاستفهام عنها : خاصة أو عامة ؟ "سترونها" فإن ذلك كالصريح في عدم الرضا والفصيح في استيجاب ذلك الاختيار نزول القضاء ، وبأن الخطاب في قوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=165قل هو من عند أنفسكم ليس نصا في أن المتسببين هم المتفوهون بتلك
[ ص: 117 ] الكلمة ليضر استشهاد المختارين للخروج في المقصود لجواز أن يكون من قبيل قولك لقبيلة : أنتم قتلتم فلانا ، والقاتل منهم أناس مخصوصون لم يوجدوا وقت الخطاب ، ومثل ذلك كثير في المحاورات ، على أن كون مصيبة المتفوهين هي قتل أولئك المستشهدين نص في التأسف عليهم ، فيناسبه التعريض بهم بنسبة القصور إليهم ليهون هذا التأسف ، وليعلموا أن شؤم الانحراف عن سمت إرادة رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم يعم الكبير والصغير ، بل ربما يقال : إن استشهاد أولئك المصرين شاهد على أنهم هم الذين كانوا سببا في تلك المصيبة ، ولهذا استشهدوا ليذهبوا إلى ربهم على أحسن حال .
هذا ولا يخفى أن هذا الجواب لا يخلو عن تكلف ، وكأن الداعي إليه أن الذاهبين إلى تفسير
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=165من عند أنفسكم بالخروج من
المدينة وتبعية
nindex.php?page=showalam&ids=12026أبي سفيان وقومه جماعة أجلاء يبعد نسبة الغلط إليهم ، فقد أخرجه
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابن جرير nindex.php?page=showalam&ids=11970وابن أبي حاتم عن
nindex.php?page=showalam&ids=14102الحسن ،
nindex.php?page=showalam&ids=13036وابن جريج ، وأخرجه
nindex.php?page=showalam&ids=12918ابن المنذر من طريق
nindex.php?page=showalam&ids=13036ابن جريج عن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس فتدبر .
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=165إن الله على كل شيء قدير (165) ومن جملته النصر عند الموافقة ، والخذلان عند المخالفة ، وحيث خالفتم أصابكم سبحانه بما أصابكم ، والجملة تذييل مقرر لمضمون ما قبلها داخل تحت الأمر ، وقيل : المراد منها تطييب أنفسهم ومزج مرارة التقريع بحلاوة الوعد أي أنه سبحانه قادر على نصرتكم بعد لأنه على كل شيء قدير ، فلا تيأسوا من روح الله ، واعتناء بشأن التطييب وإرشادا لهم إلى حقيقة الحال فيما سألوا عنه ، وبيانا لبعض ما فيه من الحكم .
وَقَوْلُهُ تَعَالَى
nindex.php?page=treesubj&link=28723_30525_30780_30803_28974nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=165أَوَلَمَّا أَصَابَتْكُمْ مُصِيبَةٌ قَدْ أَصَبْتُمْ مِثْلَيْهَا قُلْتُمْ أَنَّى هَذَا كَلَامٌ مُبْتَدَأٌ مَسُوقٌ لِإِبْطَالِ بَعْضِ مَا نَشَأَ مِنَ الظُّنُونِ الْفَاسِدَةِ إِثْرَ إِبْطَالِ بَعْضٍ آخَرَ ، وَالْهَمْزَةُ لِلتَّقْرِيعِ وَالتَّقْرِيرِ ، وَالْوَاوُ عَاطِفَةٌ لِمَدْخُولِهَا عَلَى مَحْذُوفٍ قَبْلَهَا ، وَ (لَمَّا) ظَرْفٌ بِمَعْنَى حِينَ مُضَافَةٌ إِلَى مَا بَعْدَهَا مُسْتَعْمَلَةٌ فِي الشَّرْطِ كَمَا ذَهَبَ إِلَيْهِ
الْفَارِسِيُّ وَهُوَ الصَّحِيحُ عِنْدَ جَمْعٍ مِنَ الْمُحَقِّقِينَ ، وَنَاصِبُهَا (قُلْتُمْ) وَهُوَ الْجَزَاءُ وَ
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=165قَدْ أَصَبْتُمْ فِي مَحَلِّ الرَّفْعِ عَلَى أَنَّهُ صِفَةٌ - لِمُصِيبَةٍ - وَجَعْلُهُ فِي مَحَلِّ نَصْبٍ عَلَى الْحَالِ يَحْتَاجُ إِلَى تَكَلُّفٍ مُسْتَغْنًى عَنْهُ ، وَالْمُرَادُ بِالْمُصِيبَةِ مَا أَصَابَهُمْ يَوْمَ
أُحُدٍ مِنْ قَتْلِ سَبْعِينَ مِنْهُمْ - وَبِمِثْلَيْهَا - مَا أَصَابَ الْمُشْرِكِينَ يَوْمَ
بَدْرٍ مِنْ قَتْلِ سَبْعِينَ مِنْهُمْ وَأَسْرِ سَبْعِينَ ، وَجُعِلَ ذَلِكَ مِثْلَيْنِ بِجَعْلِ الْأَسْرِ كَالْقَتْلِ أَوْ لِأَنَّهُمْ كَانُوا قَادِرِينَ عَلَى الْقَتْلِ وَكَانَ مَرْضَى اللَّهِ تَعَالَى ، فَعَدَمُهُ كَانَ مِنْ عِنْدِهِمْ ، فَتَرْكُهُ مَعَ الْقُدْرَةِ لَا يُنَافِي الْإِصَابَةَ .
وَقِيلَ : الْمُرَادُ بِالْمِثْلَيْنِ الْمِثْلَانِ فِي الْهَزِيمَةِ لَا فِي عَدَدِ الْقَتْلَى ، وَذَلِكَ لِأَنَّ الْمُسْلِمِينَ هَزَمُوا الْكُفَّارَ يَوْمَ بَدْرٍ وَهَزَمُوهُمْ أَيْضًا يَوْمَ أُحُدٍ أَوَّلَ الْأَمْرِ ، وَعَلَيْهِ يَكُونُ الْمُرَادُ بِالْمُصِيبَةِ هَزِيمَةُ الْكُفَّارِ لِلْمُسْلِمِينَ بَعْدَ أَنْ فَارَقُوا الْمَرْكَزَ ، وَ
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=165أَنَّى هَذَا جُمْلَةٌ اسْمِيَّةٌ مُقَدِّمَةُ الْخَبَرِ ، وَالْمَعْنَى مِنْ أَيْنَ هَذَا لَا كَيْفَ هَذَا لِدَلَالَةِ الْجَوَابِ مَفْعُولِ الْقَوْلِ ، وَقِيلَ (أَنَّى) مَنْصُوبَةٌ عَلَى الظَّرْفِيَّةِ –لَأَصَابَنَا- الْمُقَدَّرُ ، وَ (هَذَا) فَاعِلٌ لَهُ ، وَالْجُمْلَةُ مَقُولُ قُلْتُمْ ، وَتَوْسِيطُ الظَّرْفِ وَمَا يَتَعَلَّقُ بِهِ بَيْنَهُ وَبَيْنَ الْهَمْزَةِ مَعَ أَنَّهُ الْمَقْصُودُ إِنْكَارُهُ وَالْمَعْطُوفُ بِالْوَاوِ حَقِيقَةً لِتَأْكِيدِ النَّكِيرِ وَتَشْدِيدِ التَّقْرِيعِ ، فَإِنَّ فِعْلَ الْقَبِيحِ فِي غَيْرِ وَقْتِهِ أَقْبَحُ . وَالْإِنْكَارُ عَلَى فَاعِلِهِ أَدْخَلُ ، وَالْمَعْنَى أَحِينَ نَالَكُمْ مِنَ الْمُشْرِكِينَ نِصْفُ مَا قَدْ نَالَهُمْ مِنْكُمْ قَبْلَ ذَلِكَ رَجَعْتُمْ وَقُلْتُمْ مِنْ أَيْنَ هَذَا وَنَحْنُ مُسْلِمُونَ نُقَاتِلُ غَضَبًا لِلَّهِ تَعَالَى وَفِينَا رَسُولُهُ ، وَهَؤُلَاءِ مُشْرِكُونَ أَعْدَاءُ اللَّهِ تَعَالَى وَرَسُولِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، أَوْ قَدْ وَعَدَنَا اللَّهُ تَعَالَى النَّصْرَ ؟ وَإِلَيْهِ ذَهَبَ
nindex.php?page=showalam&ids=13980الْجُبَّائِيُّ ، وَهَذَا عَلَى تَقْدِيرِ تَوْجِيهِ الْإِنْكَارِ وَالتَّقْرِيعِ إِلَى صُدُورِ ذَلِكَ الْقَوْلِ عَنْهُمْ فِي ذَلِكَ الْوَقْتِ خَاصَّةً بِنَاءً عَلَى عَدَمِ كَوْنِهِ مَظِنَّةً لَهُ دَاعِيًا إِلَيْهِ ، بَلْ عَلَى كَوْنِهِ دَاعِيًا إِلَى عَدَمِهِ ، فَإِنَّ كَوْنَ مُصِيبَةِ عَدُوِّهِمْ مِثْلَيْ مُصِيبَتِهِمْ مِمَّا يُهَوِّنُ الْخَطْبَ وَيُورِثُ السَّلْوَةَ ، أَوْ أَفَعَلْتُمْ مَا فَعَلْتُمْ مِنَ الْفَشَلِ وَالتَّنَازُعِ أَوِ الْخُرُوجِ مِنَ
الْمَدِينَةِ وَالْإِلْحَاحِ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ تَعَالَى عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وَلَمَّا أَصَابَتْكُمْ غَائِلَةُ ذَلِكَ قُلْتُمْ (أَنَّى هَذَا) وَهَذَا عَلَى تَقْدِيرِ تَوْجِيهِ الْإِنْكَارِ لِاسْتِبْعَادِهِمُ الْحَادِثَةَ مَعَ مُبَاشَرَتِهِمْ لِسَبَبِهَا ، وَجُوِّزَ أَنْ يَكُونَ الْمَعْطُوفُ عَلَيْهِ الْقَوْلُ إِشَارَةً إِلَى أَنَّ قَوْلَهُمْ كَانَ غَيْرَ وَاحِدٍ بَلْ قَالُوا أَقْوَالًا لَا يَنْبَغِي أَنْ يَقُولُوهَا .
وَذَهَبَ جَمَاعَةٌ إِلَى أَنَّ الْمَعْطُوفَ عَلَيْهِ مَا مَضَى مِنْ قَوْلِهِ تَعَالَى ( لَقَدْ صَدَقَكُمُ اللَّه وَعْده ) إِلَى هُنَا ، وَلِلتَّعَلُّقِ بِقِصَّةٍ وَاحِدَةٍ لَمْ يَتَخَلَّلْ بَيْنَهُمَا أَجْنَبِيٌّ لِيَكُونَ الْقَوْلُ بِذَلِكَ بَعِيدًا كَمَا ادَّعَاهُ
nindex.php?page=showalam&ids=11992أَبُو حَيَّانَ ، وَالْهَمْزَةُ حِينَئِذٍ مُتَخَالَّةٌ بَيْنَ الْمُتَعَاطِفَيْنِ لِلتَّقْرِيرِ بِمَعْنَى التَّثْبِيتِ أَوِ الْحَمْلِ عَلَى الْإِقْرَارِ وَالتَّقْرِيعِ عَلَى مَضْمُونِ الْمَعْطُوفِ ، وَالْمَعْنَى أَكَانَ مِنَ اللَّهِ تَعَالَى الْوَعْدُ بِالنَّصْرِ بِشَرْطِ الصَّبْرِ وَالتَّقْوَى فَحِينَ فَشِلْتُمْ وَتَنَازَعْتُمْ وَعَصَيْتُمْ وَأَصَابَكُمُ اللَّهُ تَعَالَى بِمَا أَصَابَكُمْ
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=165قُلْتُمْ أَنَّى هَذَا [ ص: 116 ] وَالْجُمْهُورُ عَلَى أَنَّ الْهَمْزَةَ مُقَدَّمَةٌ مِنْ تَأْخِيرٍ ، وَالْوَاوَ أَصْلُهَا التَّقْدِيمُ ، وَهُوَ مَذْهَبُ
nindex.php?page=showalam&ids=16076سِيبَوَيْهِ وَغَيْرِهِ ، وَالْجُمْلَةُ الِاسْتِفْهَامِيَّةُ مَعْطُوفَةٌ عَلَى مَا قَبْلَهَا وَاخْتَارَ هَذَا فِي الْبَحْرِ ، وَإِسْنَادُ الْإِصَابَةِ إِلَى الْمُصِيبَةِ مَجَازٌ ، وَإِلَى الْمُخَاطَبِينَ حَقِيقَةٌ ، وَلَمْ يُؤْتَ بِالِاسْنَادَيْنِ مِنْ بَابٍ وَاحِدٍ زِيَادَةً فِي التَّقْرِيعِ ، وَتَذْكِيرُ اسْمِ الْإِشَارَةِ فِي
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=165أَنَّى هَذَا مُرَاعَاةً لِمَعْنَى الْمُصِيبَةِ الْمُشَارِ إِلَيْهَا وَهُوَ الْمَشْهُورُ ، أَوْ لِمَا أَنَّ إِشَارَتَهُمْ لَيْسَتْ إِلَّا لِمَا شَاهَدُوهُ فِي الْمَعْرَكَةِ مِنْ حَيْثُ هُوَ هُوَ مِنْ غَيْرِ أَنْ يَخْطُرَ بِبَالِهِمْ تَسْمِيَتُهُ بِاسْمٍ مَا ، فَضْلًا عَنْ تَسْمِيَتِهِ بِاسْمِ الْمُصِيبَةِ ، وَإِنَّمَا هِيَ عِنْدَ الْحِكَايَةِ ، وَفِي الْآيَةِ عَلَى مَا قِيلَ : جَوَابٌ ضِمْنِيٌّ عَنِ اسْتِبْعَادِهِمْ تِلْكَ الْإِصَابَةَ ، يَعْنِي أَنَّ أَحْوَالَ الدُّنْيَا لَا تَدُومُ عَلَى حَالَةٍ وَاحِدَةٍ ، فَإِذَا أَصَبْتُمْ مِنْهُمْ مِثْلَ مَا أَصَابُوا مِنْكُمْ وَزِيَادَةً ، فَمَا وَجْهُ الِاسْتِبْعَادِ ؟ لَكِنْ صَرَّحَ بِجَوَابٍ آخَرَ يُبْرِئُ الْعَلِيلَ وَيَشْفِي الْغَلِيلَ ، وَتَطَأْطَأُ مِنْهُ الرُّءُوسُ ، فَقَالَ سُبْحَانَهُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=165قُلْ يَا
مُحَمَّدُ فِي جَوَابِ سُؤَالِهِمُ الْفَاسِدِ
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=165هُوَ أَيْ هَذَا الَّذِي أَصَابَكُمْ كَائِنٌ
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=165مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِكُمْ أَيْ أَنَّهَا السَّبَبُ لَهُ حَيْثُ خَالَفَ الرُّمَاةُ أَمْرَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ تَعَالَى عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِتَرْكِهِمُ الْمَرْكَزَ وَحَرَصُوا عَلَى الْغَنِيمَةِ فَعَاقَبَهُمُ اللَّهُ تَعَالَى بِذَلِكَ ، قَالَهُ
nindex.php?page=showalam&ids=16584عِكْرِمَةُ ، أَوْ حَيْثُ إِنَّكُمْ قَدِ اخْتَرْتُمْ قَبْلَ أَنْ يُقْتَلَ مِنْكُمْ سَبْعُونَ فِي مُقَابَلَةِ الْفِدَاءِ الَّذِي أَخَذْتُمُوهُ مِنْ أُسَارَى
بَدْرٍ ، وَعُزِيَ هَذَا إِلَى
nindex.php?page=showalam&ids=14102الْحَسَنِ ، وَيَدُلُّ عَلَيْهِ مَا أَخْرَجَهُ
nindex.php?page=showalam&ids=12508ابْنُ أَبِي شَيْبَةَ nindex.php?page=showalam&ids=13948وَالتِّرْمِذِيُّ وَحَسَّنَهُ
nindex.php?page=showalam&ids=15397وَالنَّسَائِيُّ وَآخَرُونَ عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=8عَلِيٍّ كَرَّمَ اللَّهُ تَعَالَى وَجْهَهُ قَالَ :
جَاءَ جِبْرِيلُ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ تَعَالَى عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ : يَا مُحَمَّدُ إِنَّ اللَّهَ تَعَالَى قَدْ كَرِهَ مَا فَعَلَ قَوْمُكَ فِي أَخْذِهِمُ الْأُسَارَى ، وَقَدْ أَمَرَكَ أَنْ تُخَيِّرَهُمْ بَيْنَ أَمْرَيْنِ : إِمَّا أَنْ يُقَدَّمُوا فَتَضْرِبَ أَعْنَاقَهُمْ ، وَإِمَّا أَنْ يَأْخُذُوا الْفِدَاءَ عَلَى أَنْ يُقْتَلَ مِنْهُمْ عِدَّتُهُمْ ، فَدَعَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ تَعَالَى عَلَيْهِ وَسَلَّمَ النَّاسَ فَذَكَرَ لَهُمْ ذَلِكَ ، فَقَالُوا : يَا رَسُولَ اللَّهِ عَشَائِرُنَا وَإِخْوَانُنَا نَأْخُذُ فِدَاءَهُمْ نَتَقَوَّى بِهِ عَلَى قِتَالِ عَدُوِّنَا ، وَيُسْتَشْهَدُ مِنَّا عِدَّتُهُمْ فَلَيْسَ ذَلِكَ مَا نَكْرَهُ ، فَقُتِلَ مِنْهُمْ يَوْمَ أُحُدٍ سَبْعُونَ رَجُلًا عِدَّةُ أُسَارَى أَهْلِ بَدْرٍ ، أَوْ حَيْثُ اخْتَرْتُمُ الْخُرُوجَ مِنَ الْمَدِينَةِ وَلَمْ تَبْقَوْا حَتَّى تُقَاتِلُوا الْمُشْرِكِينَ فِيهَا ، قَالَهُ
الرَّبِيعُ وَغَيْرُهُ .
وَأَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابْنُ جَرِيرٍ عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=16815قَتَادَةَ أَنَّهُ قَالَ :
ذُكِرَ لَنَا أَنَّ نَبِيَّ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ تَعَالَى عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لِأَصْحَابِهِ يَوْمَ أُحُدٍ حِينَ قَدِمَ nindex.php?page=showalam&ids=12026أَبُو سُفْيَانَ وَالْمُشْرِكُونَ : إِنَّا فِي جَنَّةٍ حَصِينَةٍ - يَعْنِي بِذَلِكَ الْمَدِينَةَ - فَدَعُوا الْقَوْمَ يَدْخُلُوا عَلَيْنَا نُقَاتِلُهُمْ ، فَقَالَ لَهُ نَاسٌ مِنَ الْأَنْصَارِ : إِنَّا نَكْرَهُ أَنْ نَقْتُلَ فِي طُرُقِ الْمَدِينَةِ ، وَقَدْ كُنَّا نَمْتَنِعُ مِنْ ذَلِكَ فِي الْجَاهِلِيَّةِ فَبِالْإِسْلَامِ أَحَقُّ أَنْ نَمْتَنِعَ ، فَابْرُزْ بِنَا إِلَى الْقَوْمِ ، فَانْطَلَقَ فَلَبِسَ لَأْمَتَهُ فَتَلَاوَمَ الْقَوْمُ فَقَالُوا : عَرَضَ نَبِيُّ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ بِأَمْرٍ وَعَرَضْتُمْ بِغَيْرِهِ ، اذْهَبْ يَا nindex.php?page=showalam&ids=135حَمْزَةُ فَقُلْ لَهُ أَمْرُنَا لِأَمْرِكَ تَبَعٌ ، فَأَتَى nindex.php?page=showalam&ids=135حَمْزَةُ ، فَقَالَ لَهُ : إِنَّهُ لَيْسَ لِنَبِيٍّ إِذَا لَبِسَ لَأْمَتَهُ أَنْ يَضَعَهَا حَتَّى يُنَاجِزَ ، وَإِنَّهُ سَيَكُونُ فِيكُمْ مُصِيبَةٌ ، قَالُوا : يَا نَبِيَّ اللَّهِ خَاصَّةً أَوْ عَامَّةً ؟ قَالَ : سَتَرَوْنَهَا ، وَاعْتُرِضَ هَذَا الْقَوْلُ بِأَنَّهُ يَأْبَاهُ أَنَّ الْوَعْدَ بِالنَّصْرِ كَانَ بَعْدَ اخْتِيَارِ الْخُرُوجِ ، وَأَنَّ عَمَلَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ بِمُوجَبِهِ قَدْ رَفَعَ الْخَطَرَ عَنْهُ ، وَخَفَّفَ جِنَايَتَهُمْ فِيهِ عَلَى أَنَّ اخْتِيَارَ الْخُرُوجِ وَالْإِصْرَارَ عَلَيْهِ كَانَ مِمَّنْ أَكْرَمَهُمُ اللَّهُ تَعَالَى بِالشَّهَادَةِ يَوْمَئِذٍ ، وَأَيْنَ هُمْ مِنَ التَّفَوُّهِ بِمِثْلِ هَذِهِ الْكَلِمَةِ ؟ وَأُجِيبَ بِأَنَّ الْإِبَاءَ الْمَذْكُورَ فِي حَيِّزِ الْمَنْعِ كَيْفَ وَالنَّصْرُ الْمَوْعُودُ كَانَ مَشْرُوطًا بِمَا يَعْلَمُ اللَّهُ تَعَالَى عَدَمَ حُصُولِهِ ، وَبِأَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ ، وَإِنْ كَانَ قَدْ عَمِلَ بِمُوجَبِهِ ، لَكِنْ لَمْ تَكُنْ نَفْسُهُ الْكَرِيمَةُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ مُنْبَسِطَةً لِذَلِكَ ، وَلَا قَلْبُهُ الشَّرِيفُ مَائِلًا إِلَيْهِ ، وَكَأَنَّ سِهَامَ الْأَقْدَارِ نَفَذَتْ حِينَ خَالَفُوا رَأْيَهُ السَّامِيَ ، وَعَدَلُوا عَنِ الْوُرُودِ مِنْ عَذْبِ بَحْرِ عَقْلِهِ الطَّامِيِّ كَمَا يُرْشِدُكَ إِلَى ذَلِكَ قَوْلُهُ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ بَعْدَ أَنْ لَبِسَ لَأْمَتَهُ : " وَإِنَّهُ سَيَكُونُ فِيكُمْ مُصِيبَةٌ " وَقَوْلُهُ فِي جَوَابِ الِاسْتِفْهَامِ عَنْهَا : خَاصَّةً أَوْ عَامَّةً ؟ "سَتَرَوْنَهَا" فَإِنَّ ذَلِكَ كَالصَّرِيحِ فِي عَدَمِ الرِّضَا وَالْفَصِيحِ فِي اسْتِيجَابِ ذَلِكَ الِاخْتِيَارِ نُزُولَ الْقَضَاءِ ، وَبِأَنَّ الْخِطَابَ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=165قُلْ هُوَ مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِكُمْ لَيْسَ نَصًّا فِي أَنَّ الْمُتَسَبِّبِينَ هُمُ الْمُتَفَوِّهُونَ بِتِلْكَ
[ ص: 117 ] الْكَلِمَةِ لِيَضُرَّ اسْتِشْهَادُ الْمُخْتَارِينَ لِلْخُرُوجِ فِي الْمَقْصُودِ لِجَوَازِ أَنْ يَكُونَ مِنْ قَبِيلِ قَوْلِكَ لِقَبِيلَةٍ : أَنْتُمْ قَتَلْتُمْ فُلَانًا ، وَالْقَاتِلُ مِنْهُمْ أُنَاسٌ مَخْصُوصُونَ لَمْ يُوجَدُوا وَقْتَ الْخِطَابِ ، وَمِثْلُ ذَلِكَ كَثِيرٌ فِي الْمُحَاوَرَاتِ ، عَلَى أَنَّ كَوْنَ مُصِيبَةِ الْمُتَفَوِّهِينَ هِيَ قَتْلُ أُولَئِكَ الْمُسْتَشْهَدِينَ نَصٌّ فِي التَّأَسُّفِ عَلَيْهِمْ ، فَيُنَاسِبُهُ التَّعْرِيضُ بِهِمْ بِنِسْبَةِ الْقُصُورِ إِلَيْهِمْ لِيَهُونَ هَذَا التَّأَسُّفُ ، وَلِيَعْلَمُوا أَنَّ شُؤْمَ الِانْحِرَافِ عَنْ سَمْتِ إِرَادَةِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ تَعَالَى عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَعُمُّ الْكَبِيرَ وَالصَّغِيرَ ، بَلْ رُبَّمَا يُقَالُ : إِنَّ اسْتِشْهَادَ أُولَئِكَ الْمُصِرِّينَ شَاهِدٌ عَلَى أَنَّهُمْ هُمُ الَّذِينَ كَانُوا سَبَبًا فِي تِلْكَ الْمُصِيبَةِ ، وَلِهَذَا اسْتَشُهِدُوا لِيَذْهَبُوا إِلَى رَبِّهِمْ عَلَى أَحْسَنِ حَالٍ .
هَذَا وَلَا يَخْفَى أَنَّ هَذَا الْجَوَابَ لَا يَخْلُو عَنْ تَكَلُّفٍ ، وَكَأَنَّ الدَّاعِيَ إِلَيْهِ أَنَّ الذَّاهِبِينَ إِلَى تَفْسِيرِ
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=165مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِكُمْ بِالْخُرُوجِ مِنَ
الْمَدِينَةِ وَتَبَعِيَّةِ
nindex.php?page=showalam&ids=12026أَبِي سُفْيَانَ وَقَوْمِهِ جَمَاعَةٌ أَجِلَّاءُ يَبْعُدُ نِسْبَةُ الْغَلَطِ إِلَيْهِمْ ، فَقَدْ أَخْرَجَهُ
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابْنُ جَرِيرٍ nindex.php?page=showalam&ids=11970وَابْنُ أَبِي حَاتِمٍ عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=14102الْحَسَنِ ،
nindex.php?page=showalam&ids=13036وَابْنُ جُرَيْجٍ ، وَأَخْرَجَهُ
nindex.php?page=showalam&ids=12918ابْنُ الْمُنْذِرِ مِنْ طَرِيقِ
nindex.php?page=showalam&ids=13036ابْنِ جُرَيْجٍ عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنِ عَبَّاسٍ فَتَدَبَّرْ .
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=165إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (165) وَمِنْ جُمْلَتِهِ النَّصْرُ عِنْدَ الْمُوَافَقَةِ ، وَالْخِذْلَانُ عِنْدَ الْمُخَالَفَةِ ، وَحَيْثُ خَالَفْتُمْ أَصَابَكُمْ سُبْحَانَهُ بِمَا أَصَابَكُمْ ، وَالْجُمْلَةُ تَذْيِيلٌ مُقَرِّرٌ لِمَضْمُونِ مَا قَبْلَهَا دَاخِلٌ تَحْتِ الْأَمْرِ ، وَقِيلَ : الْمُرَادُ مِنْهَا تَطْيِيبُ أَنْفُسِهِمْ وَمَزْجُ مَرَارَةِ التَّقْرِيعِ بِحَلَاوَةِ الْوَعْدِ أَيْ أَنَّهُ سُبْحَانَهُ قَادِرٌ عَلَى نُصْرَتِكُمْ بَعْدُ لِأَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٍ ، فَلَا تَيْأَسُوا مِنْ رَوْحِ اللَّهِ ، وَاعْتِنَاءً بِشَأْنِ التَّطْيِيبِ وَإِرْشَادًا لَهُمْ إِلَى حَقِيقَةِ الْحَالِ فِيمَا سَأَلُوا عَنْهُ ، وَبَيَانًا لِبَعْضِ مَا فِيهِ مِنَ الْحِكَمِ .