nindex.php?page=treesubj&link=28752_29706_30549_31788_31931_32024_32424_32426_34172_34274_28974nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=183الذين قالوا نصب أو رفع على الذم ، وجوز أن يكون في موضع جر على البدلية من نظيره المتقدم .
والمراد من الموصول جماعة من اليهود منهم
كعب بن الأشرف ،
ومالك بن الصيف ووهب بن يهوذا ،
وزيد بن التابوه ،
وفنحاص بن عازوراء ،
وحيي بن أخطب أتوا النبي صلى الله تعالى عليه وسلم فقالوا هذا القول :
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=183إن الله عهد إلينا ، أي : أمرنا في التوراة وأوصانا
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=183ألا نؤمن أي : بأن لا نصدق ، ونعترف
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=183لرسول يدعي الرسالة إلينا من قبل الله تعالى
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=183حتى يأتينا بقربان وهو ما يتقرب به إلى الله تعالى من نعم وغيرها كما قاله غير واحد وقرئ (بقربان) بضمتين
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=183تأكله النار أريد به نار بيضاء تنزل من السماء ولها دوي ، والمراد من أكل النار للقربان إحالتها إلى طبعها بالإحراق ، واستعماله في ذلك إما من باب الاستعارة ، أو المجاز المرسل ، وقد كان أمر إحراق النار للقربان إذا قبل شائعا في زمن الأنبياء السالفين ، إلا أن دعوى أولئك اليهود هذا العهد من مفترياتهم وأباطيلهم؛ لأن أكل النار القربان لم يوجب الإيمان إلا لكونه معجزة ، فهو وسائر المعجزات شرع في ذلك ، ولما كان مرامهم من هذا الكلام الباطل عدم الإيمان برسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم لعدم إتيانه بما قالوا ، ولو تحقق الإتيان به لتحقق الإيمان بزعمهم رد الله تعالى عليهم بقوله سبحانه :
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=183قل يا
محمد ، لهؤلاء القائلين تبكيتا لهم وإظهارا لكذبهم
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=183قد جاءكم رسل كثيرة العدد كبيرة المقدار مثل زكريا ، ويحيى وغيرهم
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=183من قبلي بالبينات أي المعجزات الواضحة والحجج الدالة على صدقهم وصحة رسالتهم ، وحقية قولهم كما كنتم تقترحون عليهم ، وتطلبون منهم
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=183وبالذي قلتم بعينه وهو القربان الذي تأكله النار
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=183فلم قتلتموهم ، أي : فما لكم لم تؤمنوا بهم حتى اجترأتم على قتلهم ، مع أنهم جاءوا بما قلتم مع معجزات أخر
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=183إن كنتم صادقين أي : فيما يدل عليه كلامكم من أنكم تؤمنون لرسول يأتيكم بما اقترحتموه ، والخطاب لمن في زمن نبينا صلى الله تعالى عليه وسلم ، وإن كان الفعل لأسلافهم لرضاهم به -على ما مر غير مرة - وإنما لم يقطع سبحانه عذرهم بما سألوه من القربان المذكور لعلمه سبحانه بأن في الإتيان به مفسدة لهم ، والمعجزات تابعة للمصالح ، ونقل عن
nindex.php?page=showalam&ids=14468السدي أن هذا الشرط جاء في التوراة هكذا : من جاء يزعم أنه رسول الله تعالى فلا تصدقوه حتى يأتيكم بقربان تأكله النار إلا
المسيح ومحمدا عليهما الصلاة والسلام ، فإذا أتياكم فآمنوا بهما ؛ فإنهما يأتيان بغير قربان ، والظاهر عدم ثبوت هذا الشرط أصلا .
nindex.php?page=treesubj&link=28752_29706_30549_31788_31931_32024_32424_32426_34172_34274_28974nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=183الَّذِينَ قَالُوا نُصِبَ أَوْ رُفِعَ عَلَى الذَّمِّ ، وَجُوِّزَ أَنْ يَكُونَ فِي مَوْضِعِ جَرٍّ عَلَى الْبَدَلِيَّةِ مِنْ نَظِيرِهِ الْمُتَقَدِّمِ .
وَالْمُرَادُ مِنَ الْمَوْصُولِ جَمَاعَةٌ مِنَ الْيَهُودِ مِنْهُمْ
كَعْبُ بْنُ الْأَشْرَفِ ،
وَمَالِكُ بْنُ الصَّيْفِ وَوَهْبُ بْنُ يَهُوذَا ،
وَزَيْدُ بْنُ التَّابُوهِ ،
وَفِنْحَاصُ بْنُ عَازُورَاءَ ،
وَحُيَيُّ بْنُ أَخْطَبَ أَتَوُا النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ تَعَالَى عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالُوا هَذَا الْقَوْلَ :
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=183إِنَّ اللَّهَ عَهِدَ إِلَيْنَا ، أَيْ : أَمَرَنَا فِي التَّوْرَاةِ وَأَوْصَانَا
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=183أَلا نُؤْمِنَ أَيْ : بِأَنْ لَا نُصَدِّقَ ، وَنَعْتَرِفَ
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=183لِرَسُولٍ يَدَّعِي الرِّسَالَةَ إِلَيْنَا مِنْ قِبَلِ اللَّهِ تَعَالَى
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=183حَتَّى يَأْتِيَنَا بِقُرْبَانٍ وَهُوَ مَا يُتَقَرَّبُ بِهِ إِلَى اللَّهِ تَعَالَى مِنْ نِعَمٍ وَغَيْرِهَا كَمَا قَالَهُ غَيْرُ وَاحِدٍ وَقُرِئَ (بِقُرُبَانٍ) بِضَمَّتَيْنِ
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=183تَأْكُلُهُ النَّارُ أُرِيدَ بِهِ نَارٌ بَيْضَاءُ تَنْزِلُ مِنَ السَّمَاءِ وَلَهَا دَوِيٌّ ، وَالْمُرَادُ مِنْ أَكْلِ النَّارِ لِلْقُرْبَانِ إِحَالَتُهَا إِلَى طَبْعِهَا بِالْإِحْرَاقِ ، وَاسْتِعْمَالُهُ فِي ذَلِكَ إِمَّا مِنْ بَابِ الِاسْتِعَارَةِ ، أَوِ الْمَجَازِ الْمُرْسَلِ ، وَقَدْ كَانَ أَمْرُ إِحْرَاقِ النَّارِ لِلْقُرْبَانِ إِذَا قُبِلَ شَائِعًا فِي زَمَنِ الْأَنْبِيَاءِ السَّالِفِينَ ، إِلَّا أَنَّ دَعْوَى أُولَئِكَ الْيَهُودِ هَذَا الْعَهْدُ مِنْ مُفْتَرِيَاتِهِمْ وَأَبَاطِيلِهِمْ؛ لِأَنَّ أَكْلَ النَّارِ الْقُرْبَانَ لَمْ يُوجِبِ الْإِيمَانَ إِلَّا لِكَوْنِهِ مُعْجِزَةً ، فَهُوَ وَسَائِرُ الْمُعْجِزَاتِ شَرْعٌ فِي ذَلِكَ ، وَلَمَّا كَانَ مَرَامُهُمْ مِنْ هَذَا الْكَلَامِ الْبَاطِلِ عَدَمَ الْإِيمَانِ بِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ تَعَالَى عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِعَدَمِ إِتْيَانِهِ بِمَا قَالُوا ، وَلَوْ تَحَقَّقَ الْإِتْيَانُ بِهِ لَتَحَقَّقَ الْإِيمَانُ بِزَعْمِهِمْ رَدِّ اللَّهِ تَعَالَى عَلَيْهِمْ بِقَوْلِهِ سُبْحَانَهُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=183قُلْ يَا
مُحَمَّدُ ، لِهَؤُلَاءِ الْقَائِلِينَ تَبْكِيتًا لَهُمْ وَإِظْهَارًا لِكَذِبِهِمْ
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=183قَدْ جَاءَكُمْ رُسُلٌ كَثِيرَةُ الْعَدَدِ كَبِيرَةُ الْمِقْدَارِ مِثْلَ زَكَرِيَّا ، وَيَحْيَى وَغَيْرِهِمْ
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=183مِنْ قَبْلِي بِالْبَيِّنَاتِ أَيِ الْمُعْجِزَاتِ الْوَاضِحَةِ وَالْحُجَجِ الدَّالَّةِ عَلَى صِدْقِهِمْ وَصِحَّةِ رِسَالَتِهِمْ ، وَحَقِيَةِ قَوْلِهِمْ كَمَا كُنْتُمْ تَقْتَرِحُونَ عَلَيْهِمْ ، وَتَطْلُبُونَ مِنْهُمْ
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=183وَبِالَّذِي قُلْتُمْ بِعَيْنِهِ وَهُوَ الْقُرْبَانُ الَّذِي تَأْكُلُهُ النَّارُ
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=183فَلِمَ قَتَلْتُمُوهُمْ ، أَيْ : فَمَا لَكُمْ لَمْ تُؤْمِنُوا بِهِمْ حَتَّى اجْتَرَأْتُمْ عَلَى قَتْلِهِمْ ، مَعَ أَنَّهُمْ جَاءُوا بِمَا قُلْتُمْ مَعَ مُعْجِزَاتٍ أُخَرَ
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=183إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ أَيْ : فِيمَا يَدُلُّ عَلَيْهِ كَلَامُكُمْ مِنْ أَنَّكُمْ تُؤْمِنُونَ لِرَسُولٍ يَأْتِيكُمْ بِمَا اقْتَرَحْتُمُوهُ ، وَالْخِطَابُ لِمَنْ فِي زَمَنِ نَبِيِّنَا صَلَّى اللَّهُ تَعَالَى عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وَإِنْ كَانَ الْفِعْلُ لِأَسْلَافِهِمْ لِرِضَاهُمْ بِهِ -عَلَى مَا مَرَّ غَيْرَ مَرَّةٍ - وَإِنَّمَا لَمْ يَقْطَعْ سُبْحَانَهُ عُذْرَهُمْ بِمَا سَأَلُوهُ مِنَ الْقُرْبَانِ الْمَذْكُورِ لِعِلْمِهِ سُبْحَانَهُ بِأَنَّ فِي الْإِتْيَانِ بِهِ مَفْسَدَةً لَهُمْ ، وَالْمُعْجِزَاتِ تَابِعَةٌ لِلْمَصَالِحِ ، وَنُقِلَ عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=14468السُّدِّيِّ أَنَّ هَذَا الشَّرْطَ جَاءَ فِي التَّوْرَاةِ هَكَذَا : مَنْ جَاءَ يَزْعُمُ أَنَّهُ رَسُولُ اللَّهِ تَعَالَى فَلَا تُصَدِّقُوهُ حَتَّى يَأْتِيَكُمْ بِقُرْبَانٍ تَأْكُلُهُ النَّارُ إِلَّا
الْمَسِيحَ وَمُحَمَّدًا عَلَيْهِمَا الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ ، فَإِذَا أَتَيَاكُمْ فَآمِنُوا بِهِمَا ؛ فَإِنَّهُمَا يَأْتِيَانِ بِغَيْرِ قُرْبَانٍ ، وَالظَّاهِرُ عَدَمُ ثُبُوتِ هَذَا الشَّرْطِ أَصْلًا .