وقرأ «خطياتهم» بإبدال الهمزة ياء وإدغامها في الياء . وقرأ أبو رجاء الجحدري وعبيد عن «خطيئتهم» على الإفراد مهموزا وقرأ أبي عمرو الحسن وعيسى بخلاف عنهم والأعرج «خطاياهم» جمع تكسير وقرأ وأبو عمرو عبد الله «من خطيئاتهم ما أغرقوا» بزيادة «ما» بين ( خطيئاتهم وأغرقوا وخرج على أنها مصدرية أي بسبب خطيئاتهم إغراقهم وقرأ « غرقوا» بالتشديد بدل الهمزة وكلاهما للنقل زيد بن علي فأدخلوا نارا هي نار البرزخ والمراد عذاب القبر ومن مات في ماء أو نار أو أكلته السباع أو الطير مثلا أصابه ما يصيب المقبور من العذاب وقال : كانوا يغرقون من جانب ويحرقون بالنار من جانب وأنشد الضحاك : ابن الأنباري
الخلق مجتمع طورا ومفترق والحادثان فنون ذات أطوار لا تعجبن لأضداد إذا اجتمعت
فالله يجمع بين الماء والنار
ويجوز أن يراد بها نار الآخرة والتعقيب على الأول ظاهر وهو على هذا لعدم الاعتداد بما بين الإغراق والإدخال فكأنه شبه تخلل ما لا يعتد به بعدم تخلل شيء أصلا، وجوز أن تكون فاء التعقيب مستعارة للسببية لأن المسبب كالمتعقب للسبب وإن تراخى عنه لفقد شرط أو وجود مانع وتنكير النار إما لتعظيمها وتهويلها أو لأنه عز وجل أعد لهم على حسب خطيئاتهم نوعا من النار ولا يخفى ما في أغرقوا فأدخلوا نارا من الحسن الذي لا يجارى ولله تعالى در التنزيل فلم يجدوا لهم من دون الله أنصارا أي فلم يجد أحدهم واحدا من الأنصار وفيه تعريض لاتخاذهم آلهة من دونه سبحانه وتعالى وبأنها غير قادرة على نصرهم وتهكم بهم .