قوله تعالى: قلوب يومئذ واجفة أي: يوم ترجف وجفت القلوب أي اضطربت، يقال: وجف القلب وجيفا اضطرب من شدة الفزع، وكذلك وجب وجيبا، وروي عن أن «واجفة» بمعنى خائفة بلغة ابن عباس همدان. وعن زائلة عن مكانها ولم يجعل منصوبا ب «واجفة» لأنه نصب ظرفه أعني «يومئذ» والتأسيس أولى من التأكيد فلا يحمل عليه، كيف وحذف المضاف وإبدال التنوين مما يأباه أيضا، ورفع السدي: قلوب على الابتداء ويومئذ متعلق ب واجفة وهي الخبر على ما قيل وهو الأظهر كما في قوله تعالى: وجوه يومئذ ناضرة إلى ربها ناظرة ووجوه يومئذ باسرة وجاز الابتداء بالنكرة لأن تنكيرها للتنويع وهو يقوم مقام الوصف المخصص. نعم التنويع في النظير أظهر لذكر المقابل بخلاف ما نحن فيه ولكن لا فرق بعد ما ساق المعنى إليه وإن شئت فاعتبر ذلك للتكثير كما اعتبر في: «شر أهر ذا ناب» وقيل: واجفة صفة قلوب مصححة للابتداء بها.