وأهديك إلى ربك أي: أرشدك إلى معرفته عز وجل فتعرفه فتخشى إذ الخشية لا تكون إلا بعد معرفته، قال الله تعالى: إنما يخشى الله من عباده العلماء وجعل الخشية غاية للهداية لأنها ملاك الأمر، من خشي الله تعالى أتى منه كل خير، ومن أمن اجترأ على كل شر. ومنه قوله صلى الله تعالى عليه وسلم فيما رواه عن الترمذي أبي هريرة: «من خاف أدلج، ومن أدلج بلغ المنزل».
وفي الاستفهام ما لا يخفى من التلطف في الدعوة والاستنزال عن العتو وهذا ضرب تفصيل لقوله تعالى: فقولا له قولا لينا لعله يتذكر أو يخشى وتقديم التزكية على الهداية لأنها تخلية.