وقال لما حجب سبحانه قوما بالسخط دل على أن قوما يرونه بالرضا. وقال الشافعي: لما حجب عز وجل أعداءه سبحانه فلم يروه تجلى جل شأنه لأوليائه حتى رأوه عز وجل، ومن أنكر رؤيته تعالى أنس بن مالك: كالمعتزلة قال: إن الكلام تمثيل للاستخفاف بهم وإهانتهم؛ لأنه لا يؤذن على الملوك إلا للوجهاء المكرمين لديهم، ولا يحجب عنهم إلا الأدنياء المهانون عندهم كما قال:
إذا اعتروا باب ذي عبية رجبوا والناس من بين مرجوب ومحجوب
أو هو بتقدير مضاف؛ أي: عن رحمة ربهم مثلا لمحجوبون. وعن ابن عباس وقتادة تقدير ذلك، وعن ومجاهد تقدير الكرامة لكنهم أرادوا عموم المقدر للرؤية وغيرها من ألطافه تعالى. والجار والمجرور متعلق ب «محجوبون» وهو العالم في ( يومئذ ) والتنوين فيه تنوين عوض، والمعوض عنه هنا: يقوم الناس السابق كأنه قيل: إنهم لمحجوبون عن ربهم يوم إذ يقوم الناس لرب العالمين. ابن كيسان