وما الدهر إلا تارتان فمنهما أموت وأخرى أبتغي العيش أكدح
وقال آخر:
ومضت بشاشة كل عيش صالح وبقيت أكدح للحياة وأنصب
فملاقيه أي: فملاق له عقيب ذلك لا محالة من غير صارف يلويك عنه، والضمير له عز وجل؛ أي: فملاقي جزائه تعالى. وقيل: هو للكدح؛ أي: فملاقي جزاء الكدح وبولغ فيه على نحو: إنما هي أعمالكم ترد: «إليكم» [ ص: 80 ] والظاهر أن «ملاقيه» معطوف على كادح على القولين. وقال بعد ذكره الثاني فألقاه على هذا عاطفة جملة الكلام على الجملة التي قبلها، والتقدير: فأنت ملاقيه، ولا يظهر وجه التخصيص، والمراد بالإنسان الجنس كما يؤذن به التقسيم بعد، وقال ابن عطية المراد به مقاتل: الأسود بن هلال المخزومي جادل أخاه أبا سلمة في أمر البعث فقال أبو سلمة: إي والذي خلقك لتركبن الطبقة ولتوافين العقبة، فقال الأسود: فأين الأرض والسماء وما حال الناس؟ وكأنه أراد أنها نزلت فيه وهي تعم الجنس، وقيل: المراد أبي بن خلف كان يكدح في طلب الدنيا وإيذاء الرسول صلى الله تعالى عليه وسلم والإصرار على الكفر، ولعل القائل أراد ذلك أيضا وأبعد غاية الإبعاد من ذهب إلى أنه الرسول عليه الصلاة والسلام على أن المعنى: إنك تكدح في إبلاغ رسالات الله عز وجل وإرشاده عباده سبحانه واحتمال الضرر من الكفار، فأبشر أنك تلقى الله تعالى بهذا العمل وهو غير ضائع عنده جل شأنه، وجواب «إذا» قيل: