قوله تعالى:
nindex.php?page=treesubj&link=29747_29057nindex.php?page=tafseer&surano=86&ayano=4إن كل نفس لما عليها حافظ وما بينهما اعتراض جيء به لما ذكر من تأكيد فخامة المقسم به المستتبع لتأكيد مضمون الجملة المقسم عليها، وقيل: جوابه: قوله سبحانه:
nindex.php?page=tafseer&surano=86&ayano=8إنه على رجعه لقادر وما في البين اعتراض وهو كما ترى. و «إن» نافية. و «لما» بمعنى إلا ومجيئها كذلك
[ ص: 96 ] لغة مشهورة كما نقل
nindex.php?page=showalam&ids=11992أبو حيان عن
nindex.php?page=showalam&ids=13673الأخفش في
هذيل وغيرهم يقولون: أقسمت عليك أو سألتك لما فعلت كذا يريدون إلا وفعلت، وبهذا رد على
الجوهري المنكر لذلك. وقال
nindex.php?page=showalam&ids=14374الرضي: لا تجيء إلا بعد نفي ظاهر أو مقدر ولا تكون إلا في المفرغ؛ أي: بخلاف إلا. و «كل» لتأكيد العموم لتحقق أصله من وقوع النكرة في سياق النفي وهو مبتدأ والخبر على المشهور «حافظ». و «عليها» متعلق به وعلى ما سمعت عن
nindex.php?page=showalam&ids=14374الرضي محذوف؛ أي: ما كل نفس كائنة في حال من الأحوال إلا في حال أن يكون عليها حافظ؛ أي: مهيمن ورقيب، وهو الله عز وجل كما في قوله تعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=52وكان الله على كل شيء رقيبا .
إذا ما خلوت الدهر يوما فلا تقل خلوت ولكن قل علي رقيب
وقيل: هو من يحفظ عملها من الملائكة عليهم السلام ويحصي عليها ما تكسب من خير أو شر كما في قوله تعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=82&ayano=10وإن عليكم لحافظين nindex.php?page=tafseer&surano=82&ayano=11كراما كاتبين الآية... وروي ذلك عن
nindex.php?page=showalam&ids=16972ابن سيرين nindex.php?page=showalam&ids=16815وقتادة وغيرهما وخصصوا النفس بالمكلفة، وقيل: هو ومن وكل على حفظها والذب عنها من الملائكة كما في قوله تعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=11له معقبات من بين يديه ومن خلفه يحفظونه من أمر الله .
وعن
nindex.php?page=showalam&ids=481أبي أمامة عن النبي صلى الله تعالى عليه وسلم قال:
nindex.php?page=hadith&LINKID=64011«وكل بالمؤمن مائة وستون ملكا يذبون عنه كما يذب عن قصعة العسل الذباب، ولو وكل العبد إلى نفسه طرفة عين لاختطفته الشياطين».
وقيل: هو العقل يرشد المرء إلى مصالحه ويكفه عن مضاره.
وقرأ الأكثر لما بالتخفيف، فعند الكوفيين «إن» نافية كما سبق واللام بمعنى «إلا»، و «ما» زائدة. وصرحوا هنا بأن «كل» و «حافظ» مبتدأ وخبر فلا تغفل. وعند البصريين «إن» مخففة من الثقيلة و «كل» مبتدأ و (ما) زائدة، واللام هي الداخلة للفرق بين إن النافية وإن المخففة. و «حافظ» خبر المبتدأ و ( عليها ) متعلق به وقدر لأن ضمير الشأن وتعقب بأنه لا حاجة إليه لأنه في غير المفتوحة ضعيف لعدم العمل مع أنه مخل بإدخال اللام الفارقة؛ لأنه إذا كان الخبر جملة فالأولى إدخال اللام على الجزء الأول كما صرح به في التسهيل، وإدخالها على الجزء الثاني كما صرح به بعض الأفاضل في حواشيه عليه، ولعل من قال: أي: إن الشأن كل نفس لعليها حافظ لم يرد تقدير الضمير وإنما أراد بيان حاصل المعنى. وحكى
هارون أنه قرئ: «إن» بالتشديد «وكل» بالنصب، و «لما» بالتخفيف فاللام هي الداخلة في خبر: «إن» و «ما» زائدة، وعلى جميع القراءات أمر الجوابية ظاهر لوجود ما يتلقى به القسم، وتلقيه بالمشددة مشهور وبالمخففة
nindex.php?page=tafseer&surano=37&ayano=56تالله إن كدت لتردين وبالنافية
nindex.php?page=tafseer&surano=35&ayano=41ولئن زالتا إن أمسكهما .
قَوْلُهُ تَعَالَى:
nindex.php?page=treesubj&link=29747_29057nindex.php?page=tafseer&surano=86&ayano=4إِنْ كُلُّ نَفْسٍ لَمَّا عَلَيْهَا حَافِظٌ وَمَا بَيْنَهُمَا اعْتِرَاضٌ جِيءَ بِهِ لِمَا ذُكِرَ مِنْ تَأْكِيدِ فَخَامَةِ الْمُقْسَمِ بِهِ الْمُسْتَتْبِعِ لِتَأْكِيدِ مَضْمُونِ الْجُمْلَةِ الْمُقْسَمِ عَلَيْهَا، وَقِيلَ: جَوَابُهُ: قَوْلُهُ سُبْحَانَهُ:
nindex.php?page=tafseer&surano=86&ayano=8إِنَّهُ عَلَى رَجْعِهِ لَقَادِرٌ وَمَا فِي الْبَيْنِ اعْتِرَاضٌ وَهُوَ كَمَا تَرَى. وَ «إِنْ» نَافِيَةٌ. وَ «لَمَّا» بِمَعْنَى إِلَّا وَمَجِيئُهَا كَذَلِكَ
[ ص: 96 ] لُغَةٌ مَشْهُورَةٌ كَمَا نَقَلَ
nindex.php?page=showalam&ids=11992أَبُو حَيَّانَ عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=13673الْأَخْفَشِ فِي
هُذَيْلٍ وَغَيْرِهِمْ يَقُولُونَ: أَقْسَمْتُ عَلَيْكَ أَوْ سَأَلْتُكَ لَمَا فَعَلْتَ كَذَا يُرِيدُونَ إِلَّا وَفَعَلْتَ، وَبِهَذَا رُدَّ عَلَى
الْجَوْهَرِيِّ الْمُنْكِرِ لِذَلِكَ. وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=14374الرَّضِيُّ: لَا تَجِيءُ إِلَّا بَعْدَ نَفْيٍ ظَاهِرٍ أَوْ مُقَدَّرٍ وَلَا تَكُونُ إِلَّا فِي الْمُفَرَّغِ؛ أَيْ: بِخِلَافِ إِلَّا. وَ «كُلُّ» لِتَأْكِيدِ الْعُمُومِ لِتَحَقُّقِ أَصْلِهِ مِنْ وُقُوعِ النَّكِرَةِ فِي سِيَاقِ النَّفْيِ وَهُوَ مُبْتَدَأٌ وَالْخَبَرُ عَلَى الْمَشْهُورِ «حَافِظٌ». وَ «عَلَيْهَا» مُتَعَلِّقٌ بِهِ وَعَلَى مَا سَمِعْتَ عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=14374الرَّضِيِّ مَحْذُوفٌ؛ أَيْ: مَا كَلُّ نَفْسٍ كَائِنَةٍ فِي حَالٍ مِنَ الْأَحْوَالِ إِلَّا فِي حَالِ أَنْ يَكُونَ عَلَيْهَا حَافِظٌ؛ أَيْ: مُهَيْمِنٌ وَرَقِيبٌ، وَهُوَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ كَمَا فِي قَوْلِهِ تَعَالَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=52وَكَانَ اللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ رَقِيبًا .
إِذَا مَا خَلَوْتَ الدَّهْرَ يَوْمًا فَلَا تَقُلْ خَلَوْتُ وَلَكِنْ قُلْ عَلَيَّ رَقِيبُ
وَقِيلَ: هُوَ مَنْ يَحْفَظُ عَمَلَهَا مِنَ الْمَلَائِكَةِ عَلَيْهِمُ السَّلَامُ وَيُحْصِي عَلَيْهَا مَا تَكْسِبُ مَنْ خَيْرٍ أَوْ شَرٍّ كَمَا فِي قَوْلِهِ تَعَالَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=82&ayano=10وَإِنَّ عَلَيْكُمْ لَحَافِظِينَ nindex.php?page=tafseer&surano=82&ayano=11كِرَامًا كَاتِبِينَ الْآيَةَ... وَرُوِيَ ذَلِكَ عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=16972ابْنِ سِيرِينَ nindex.php?page=showalam&ids=16815وَقَتَادَةَ وَغَيْرِهِمَا وَخَصَّصُوا النَّفْسَ بِالْمُكَلَّفَةِ، وَقِيلَ: هُوَ وَمَنْ وُكِّلَ عَلَى حِفْظِهَا وَالذَّبِّ عَنْهَا مِنَ الْمَلَائِكَةِ كَمَا فِي قَوْلِهِ تَعَالَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=11لَهُ مُعَقِّبَاتٌ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ يَحْفَظُونَهُ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ .
وَعَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=481أَبِي أُمَامَةَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ تَعَالَى عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ:
nindex.php?page=hadith&LINKID=64011«وُكِّلَ بِالْمُؤْمِنِ مِائَةٌ وَسِتُّونَ مَلِكًا يَذُبُّونَ عَنْهُ كَمَا يُذَبُّ عَنْ قَصْعَةِ الْعَسَلِ الذُّبَابُ، وَلَوْ وُكِلَ الْعَبْدُ إِلَى نَفْسِهِ طَرْفَةَ عَيْنٍ لَاخْتَطَفَتْهُ الشَّيَاطِينُ».
وَقِيلَ: هُوَ الْعَقْلُ يُرْشِدُ الْمَرْءَ إِلَى مَصَالِحِهِ وَيَكُفُّهُ عَنْ مَضَارِّهِ.
وَقَرَأَ الْأَكْثَرُ لَمَا بِالتَّخْفِيفِ، فَعِنْدَ الْكُوفِيِّينَ «إِنْ» نَافِيَةٌ كَمَا سَبَقَ وَاللَّامُ بِمَعْنَى «إِلَّا»، وَ «مَا» زَائِدَةٌ. وَصَرَّحُوا هُنَا بِأَنَّ «كُلُّ» وَ «حَافِظٌ» مُبْتَدَأٌ وَخَبَرٌ فَلَا تُغْفَلْ. وَعِنْدَ الْبَصْرِيِّينَ «إِنْ» مُخَفَّفَةٌ مِنَ الثَّقِيلَةِ وَ «كُلُّ» مُبْتَدَأٌ وَ (مَا) زَائِدَةٌ، وَاللَّامُ هِيَ الدَّاخِلَةُ لِلْفَرْقِ بَيْنَ إِنْ النَّافِيَةِ وَإِنْ الْمُخَفَّفَةِ. وَ «حَافِظٌ» خَبَرُ الْمُبْتَدَأِ وَ ( عَلَيْهَا ) مُتَعَلِّقٌ بِهِ وَقُدِّرَ لِأَنَّ ضَمِيرَ الشَّأْنِ وَتُعُقِّبَ بِأَنَّهُ لَا حَاجَةَ إِلَيْهِ لِأَنَّهُ فِي غَيْرِ الْمَفْتُوحَةِ ضَعِيفٌ لِعَدَمِ الْعَمَلِ مَعَ أَنَّهُ مُخِلٌّ بِإِدْخَالِ اللَّامِ الْفَارِقَةِ؛ لِأَنَّهُ إِذَا كَانَ الْخَبَرُ جُمْلَةً فَالْأَوْلَى إِدْخَالُ اللَّامِ عَلَى الْجُزْءِ الْأَوَّلِ كَمَا صَرَّحَ بِهِ فِي التَّسْهِيلِ، وَإِدْخَالُهَا عَلَى الْجُزْءِ الثَّانِي كَمَا صَرَّحَ بِهِ بَعْضُ الْأَفَاضِلِ فِي حَوَاشِيهِ عَلَيْهِ، وَلَعَلَّ مَنْ قَالَ: أَيْ: إِنَّ الشَّأْنَ كُلُّ نَفْسٍ لَعَلَيْهَا حَافِظٌ لَمْ يُرِدْ تَقْدِيرَ الضَّمِيرِ وَإِنَّمَا أَرَادَ بَيَانَ حَاصِلِ الْمَعْنَى. وَحَكَى
هَارُونُ أَنَّهُ قُرِئَ: «إِنَّ» بِالتَّشْدِيدِ «وَكُلَّ» بِالنَّصْبِ، وَ «لَمَا» بِالتَّخْفِيفِ فَاللَّامُ هِيَ الدَّاخِلَةُ فِي خَبَرِ: «إِنْ» وَ «مَا» زَائِدَةٌ، وَعَلَى جَمِيعِ الْقِرَاءَاتِ أَمْرُ الْجَوَابِيَّةِ ظَاهِرٌ لِوُجُودِ مَا يُتَلَقَّى بِهِ الْقَسَمُ، وَتَلَقِّيهِ بِالْمُشَدَّدَةِ مَشْهُورٌ وَبِالْمُخَفَّفَةِ
nindex.php?page=tafseer&surano=37&ayano=56تَاللَّهِ إِنْ كِدْتَ لَتُرْدِينِ وَبِالنَّافِيَةِ
nindex.php?page=tafseer&surano=35&ayano=41وَلَئِنْ زَالَتَا إِنْ أَمْسَكَهُمَا .