يوم الوداع ترى دموعا جاريه كالرجع في المدجنة السارية
وأصله مصدر رجع المتعدي واللازم أيضا في قول، ومصدره الخاص به الرجوع سموا به المطر كما سموه بالأوب مصدر آب ومنه قوله:
رباء شماء لا يأوي لقلتها إلا السحاب وإلا الأوب والسبل
[ ص: 100 ] ليرجع أو لأن السحاب يحمله من بحار الأرض ثم يرجعه إلى الأرض، وبنى هذا غير واحد على الزعم وفيه بحث، وعن أو المراد به فيه النحل؛ لأن الله تعالى يرجعه حينا فحينا، وقال لأنه يرجع بالرزق كل عام أو أرادوا بذلك التفاؤل. الحسن: ابن عباس تفسير السماء بالسحاب والرجع بالمطر، وقال ومجاهد «السماء» هي المعروفة و «الرجع» رجوع الشمس والقمر والكواكب من حال إلى حال ومن منزلة إلى منزلة فيها وقبل رجوعها نفسها فإنها ترجع في كل دورة إلى الموضع الذي تتحرك منه، وهذا مبني على أن السماء والفلك واحد فهي تتحرك ويصير أوجها حضيضا وحضيضها أوجا وقد سمعت فيما تقدم أن ظاهر كلام السلف أن السماء غير الفلك وأنها لا تدور ولا تتحرك والذي ذكر رأي الفلاسفة ومن تابعهم. وقيل: «الرجع» الملائكة عليهم السلام سموا بذلك لرجوعهم بأعمال العباد . ابن زيد: