لمياء في شفتيها حوة لعس وفي اللثات وفي أنيابها شنب
ولا ينافي ذلك تفسيرها بالسواد؛ لأن شدة الخضرة ترى في بادئ النظر كالسواد، وجوز كونه حالا من المرعى؛ أي: أخرج المرعى حال كونه طريا غضا شديد الخضرة فجعله غثاء، والفصل بالمعطوف بين الحال وصاحبها ليس فصلا بأجنبي لا سيما وهو حال يعاقب الأول من غير تراخ. وسر التقديم المبالغة في استعقاب حالة الجفاف حالة الرفيف [ ص: 105 ] والغضارة كأنه قبل أن يتم رفيقه وغضارته يصير غثاء ومع هذا هو خلاف الظاهر، وهذه الأوصاف على ما قيل: يتضمن كل منها التدريج؛ ففي الوصف بها تحقيق لمعنى التربية وهي تبليغ الشيء كماله شيئا فشيئا.