يا عين هل بكيت أربد إذ قمنا وقام الخضوم في كبد
أي: في شدة الأمر وصعوبة الخطب. وعن يكابد الشكر على السراء ويكابد الصبر على الضراء وعن ابن عمر ابن عباس وعبد الله بن شداد وأبي صالح والضحاك أنهم قالوا: أي: خلقناه منتصب القامة واقفا ولم نجعله منكبا على وجهه. وقال ومجاهد أي: منتصبا رأسه في بطن أمه فإذا أذن له في الخروج قلب رأسه إلى قدمي أمه وهذه الأقوال كلها ضعيفة لا يعول عليها بخلاف الأول وقد رواه ابن كيسان: وصححه وجماعة عن الحاكم وروي عن غير واحد من السلف نعم جوز أن يكون المعنى: لقد خلقناه في مرض شاق وهو مرض القلب وفساد الباطن، وهذا بناء على الوجه الثالث من الأوجه الأربعة السابقة في قوله تعالى: ابن عباس، لا أقسم بهذا البلد وأنت حل بهذا البلد والمراد بالإنسان عليه الذين علم الله تعالى منهم حين خلقهم أنهم لا يؤمنون ولا يعملون الصالحات. والظاهر أن المراد على ما عداه جنس الإنسان مطلقا. وقال المراد بالإنسان ابن زيد: آدم عليه السلام، وبالكبد السماء، وشاع في وسط السماء كالكبيداء والكبيداة والكبداء وأكبد بفتح فسكون وليس بشيء أصلا.