وبلدة ليس بها أنيس إلا اليعافير وإلا العيس
وروي بالرفع والنصب على ما في البحر قول بشر بن أبي حازم:
أضحت خلاء قفارا لا أنيس بها إلا الجآذر والظلمان تختلف
وجوز أن يكون نصبه على أنه مفعول له على المعنى؛ لأن معنى الكلام لا يؤتي ما له لأجل شيء من الأشياء إلا لأجل طلب رضا ربه عز وجل لا لمكافأة نعمة فهو استثناء مفرغ من أعم العلل والأسباب، وإنما أول لأن الكلام أعني يؤتي ماله موجب، والاستثناء المفرغ يختص بالنفي عند الجمهور لكنه لما عقب بقوله تعالى: وما لأحد وقد قال سبحانه: أولا يتزكى؟ متضمنا نفي الرياء والسمعة دل على المعنى المذكور. وقرأ «إلا ابتغا» مقصور وفيه احتمال النصب والرفع. وهذه الآيات على ما سمعت نزلت في ابن أبي عبلة: رضي الله تعالى عنه لما أنه كان يعتق رقابا ضعافا فقال له أبوه ما قال وأجابه هو بما أجاب، وقد أوضحت ما أبهمه رضي الله تعالى عنه في قوله فيه: إنما أريد ما أريد. وفي رواية أبي بكر ابن جرير أنه قال: أي أبه، إنما أريد ما عند الله تعالى. وفي رواية وابن عساكر عطاء عن والضحاك رضي الله تعالى عنه اشترى ابن عباس بلالا وكان رقيقا لأمية بن خلف يعذبه لإسلامه برطل من ذهب فأعتقه فقال المشركون: ما أعتقه إلا ليد كانت له عنده، فنزلت وهو رضي الله تعالى عنه أحد الذين عذبوا لإسلامهم فاشتراهم أبو بكر وأعتقهم. الصديق
فقد أخرج عن ابن أبي حاتم أن عروة أبا بكر الصديق رضي الله تعالى عنه أعتق سبعة كلهم يعذب في الله عز وجل: بلال وعامر بن فهيرة والنهدية وابنتها وزنيرة وأم عبيس وأمة بني المؤمل وفيه نزلت: وسيجنبها الأتقى [ ص: 153 ] إلى آخر السورة، واستدل بذلك الإمام على أنه رضي الله تعالى عنه وذكر أن في الآيات ما يأبى قول أفضل الأمة، الشيعة أنها في كرم الله تعالى وجهه وأطال الكلام في ذلك وأتى بما لا يخلو عن قيل، وقال: علي