كنود لنعماء الرجال ومن يكن كنودا لنعماء الرجال يبعد
وعن ابن عباس الكنود بلسان ومقاتل: كندة وحضرموت العاصي، وبلسان ربيعة ومضر الكفور، وبلسان كنانة البخيل السيئ الملكة، ومنه الأرض الكنود التي لا تنبت شيئا. وقال نحوه إلا أنه قال: وبلسان الكلبي بني مالك البخيل ولم يذكر حضرموت بل اقتصر على كندة.
وتفسيره بالكفور هنا مروي عن ابن عباس وأخرجه والحسن، عن ابن عساكر مرفوعا إلى رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم. أبي أمامة
وفي رواية أخرى عن أنه قال: هو اللائم لربه عز وجل يعد السيئات وينسى الحسنات. الحسن
وروى وغيره بسند ضعيف عن الطبراني قال: قال رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم: أبي أمامة «أتدرون ما الكنود؟» قالوا: الله تعالى ورسوله أعلم. قال: «هو الكفور الذي يضرب عبده ويمنع رفده ويأكل وحده».
وأخرجه في الأدب المفرد البخاري والحكيم الترمذي وغيرهما تفسيره بالذي يمنع رفده وينزل وحده ويضرب عبده موقوفا على والجمهور على تفسيره بالكفور، وكل مما ذكر لا يخلو عن كفران، والكفران المبالغ فيه يجمع صنوفا منه. وأل في «الإنسان» للجنس، والحكم عليه بما ذكر باعتبار بعض الأفراد. أبي أمامة.
وقيل: المراد به كافر معين؛ لما روي عن أنها نزلت في ابن عباس قرط بن عبد الله بن عمرو بن نوفل القرشي، وأيد بقوله تعالى بعد: أفلا يعلم إلخ. لأنه لا يليق إلا بالكافر. وفي الأمرين نظر. وقيل: المراد به كل الناس على معنى أن طبع الإنسان يحمله على ذلك إلا إذا عصمه الله تعالى بلطفه وتوفيقه من ذلك واختاره عصام الدين وقال: فيه مدح للغزاة لسعيهم على خلاف طبعهم. و «لربه» متعلق ب «كنود» واللام غير مانعة من ذلك، وقدم للفاصلة مع كونه أهم من حيث إن الذم البالغ إنما هو على كنود نعمته عز وجل وقيل للتخصيص على سبيل المبالغة.