وحصل ما في الصدور أي جمع ما في القلوب من العزائم المصممة، وأظهر كإظهار اللب من القشر، وجمعه أو ميز خيره من شره؛ فقد استعمل حصل الشيء بمعنى ميزه من غيره كما في البحر. وأصل التحصيل إخراج اللب من القشر، كإخراج الذهب من حجر المعدن [ ص: 220 ] والبر من التبن وتخصيص ما في القلوب لأنه الأصل لأعمال الجوارح ولذا كانت الأعمال بالنيات وكان أول الفكر آخر العمل، فجميع ما عمل تابع له، فيدل على الجميع صريحا وكناية، وقرأ ابن يعمر ونصر بن عاصم ومحمد بن أبي معدان: «وحصل» مبنيا للفاعل وهو ضميره عز وجل.
وقرأ ابن يعمر ونصر أيضا: «حصل» مبنيا للفاعل خفيف الصاد فما عليه هو الفاعل