ولن تستطيعوا أن تعدلوا بين النساء أي: لا تقدروا البتة على العدل بينهن، بحيث لا يقع ميل ما إلى جانب [ ص: 163 ] في شأن من الشؤون؛ كالقسمة، والنفقة، والتعهد، والنظر، والإقبال، والممالحة، والمفاكهة، والمؤانسة، وغيرها مما لا يكاد الحصر يأتي من ورائه.
وأخرج عن البيهقي عبيدة أنه قال: لن تستطيعوا ذلك في الحب والجماع.
وأخرج عن ابن المنذر، أنه قال: في الجماع. ابن مسعود
وأخرج عن ابن أبي شيبة، الحسن، عن وابن جرير، أنهما قالا: في المحبة. مجاهد
وأخرجا عن أبي مليكة أن الآية نزلت في - رضي الله تعالى عنها - وكان رسول - صلى الله عليه وسلم - يحبها أكثر من غيرها. عائشة
وأخرج أحمد، وأبو داود، وغيرهم عنها أنها قالت: والترمذي، وعنى صلى الله تعالى عليه وسلم (بما تملك) المحبة وميل القلب الغير الاختياري. «كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يقسم بين نسائه فيعدل، ثم يقول: اللهم هذا قسمي فيما أملك فلا تلمني فيما تملك ولا أملك»
ولو حرصتم على إقامة ذلك، وبالغتم فيه فلا تميلوا كل الميل أي: لا تجوروا على المرغوب عنها كل الجور، فتمنعوها حقها من غير رضا منها، واعدلوا ما استطعتم، فإن عجزكم عن حقيقة العدل لا يمنع عن تكليفكم بما دونها من المراتب التي تستطيعونها، وانتصاب (كل) على المصدرية، فقد تقرر أنها بحسب ما تضاف إليه من مصدر أو ظرف أو غيره فتذروها أي: فتدعوا التي ملتم عنها كالمعلقة وهي كما قال - رضي الله تعالى عنهما - التي ليست مطلقة ولا ذات بعل، وقرأ ابن عباس (كالمسجونة) وبذلك فسر أبي (المعلقة) والجار والمجرور متعلق بمحذوف وقع حالا من الضمير المنصوب في (تذروها). قتادة
وجوز كونه في موضع المفعول الثاني لـ(تذر) على أنه بمعنى (تصير)، وحذف نون (تذروها) إما للناصب، وهو (أن) المضمرة في جواب النهي، وإما للجازم بناء على أنه معطوف على الفعل قبله، وفي الآية ضرب من التوبيخ. السمين
وأخرج أحمد، وأبو داود، والترمذي، عن والنسائي، - رضي الله تعالى عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: أبي هريرة «من كانت له امرأتان فمال إلى إحداهما جاء يوم القيامة وأحد شقيه ساقط».
وأخرج غير واحد، عن جابر بن زيد، أنه قال: «كانت لي امرأتان فلقد كنت أعدل بينهما حتى أعد القبل».
وعن قال: كانوا يستحبون أن يسووا بين الضرائر حتى في الطيب، يتطيب لهذه كما يتطيب لهذه. مجاهد
وعن في الذي له امرأتان يكره أن يتوضأ في بيت إحداهما دون الأخرى. ابن سيرين
وإن تصلحوا ما كنتم تفسدون من أمورهن وتتقوا الميل الذي نهاكم الله تعالى عنه فيما يستقبل فإن الله كان غفورا فيغفر لكم ما مضى من الحيف رحيما فيتفضل عليكم برحمته.