وأكرم أخاك الدهر ما دمتما معا كفى بالممات فرقة وتنائيا
فإن قوله: ما دمتما بدل من الدهر.
فاذهب أي إذا كان الأمر كذلك ( فاذهب أنت وربك فقاتلا أي فقاتلاهم وأخرجاهم حتى ندخل الأرض، وقالوا ذلك استهانة واستهزاء به سبحانه وبرسوله - عليه الصلاة والسلام - وعدم مبالاة، وقصدوا ذهابهما حقيقة كما ينبئ عنه غاية جهلهم وقسوة قلوبهم، والمقابلة بقوله تعالى: إنا ها هنا قاعدون .
وقيل: أرادوا إرادتهما وقصدهما، كما تقول: كلمته فذهب يجيبني، كأنهم قالوا: فأريدا قتالهم واقصداهم.
وقال البلخي : المراد فاذهب أنت وربك يعينك، فالواو للحال و( أنت ) مبتدأ حذف خبره، وهو خلاف الظاهر، ولا يساعده ( فقاتلا ) ولم يذكروا أخاه هارون - عليهما السلام – ولا الرجلين اللذين قالا، كأنهم لم يجزموا بذهابهم، أو لم يعبأوا بقتالهم، وأرادوا بالقعود عدم التقدم لا عدم التأخر أيضا.