فمن تاب من السراق إلى الله تعالى من بعد ظلمه الذي هو سرقته، والتصريح بذلك لبيان عظم نعمته تعالى بتذكير عظم جنايته وأصلح أمره بالتفصي عن التبعات، بأن يرد مال السرقة إن أمكن، أو يستحل لنفسه من مالكه، [ ص: 135 ] أو ينفقه في سبيل الله تعالى إن جهله، وقيل: المعنى وفعل الفعل الصالح الجميل، بأن استقام على التوبة، كما هو المطلوب منه.
فإن الله يتوب عليه يقبل توبته، فلا يعذبه في الآخرة، وأما القطع فلا يسقطه التوبة عندنا؛ لأن فيه حق المسروق منه، ويسقطه عند - رضي الله تعالى عنه - في أحد قوليه، ولا يخفى ما في هذه الجملة من الشافعي وأكد ذلك بقوله سبحانه: ترغيب العاصي بالتوبة، إن الله غفور رحيم وهو في موضع التعليل لما قبله، وفيه إشارة إلى أن قبول التوبة تفضل منه تعالى.