nindex.php?page=treesubj&link=30526_32419_32491_28973nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=64ثم توليتم من بعد ذلك أي أعرضتم عن الوفاء بالميثاق بعد أخذه، وخالفتم، وأصل التولي الإعراض المحسوس، ثم استعمل في الإعراض المعنوي كعدم القبول، ويفهم من الآية أنهم امتثلوا الأمر ثم تركوه.
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=64فلولا فضل الله عليكم ورحمته لكنتم من الخاسرين الفضل التوفيق للتوبة والرحمة قبولها، أو الفضل والرحمة بعثة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وإدراكهم لمدته، فالخطاب على الأول جار على سنن الخطابات السابقة مجازا باعتبار الأسلاف، وعلى الثاني جار على الحقيقة، والخسران ذهاب رأس المال، أو نقصه، والمراد: لكنتم مغبونين هالكين بالانهماك في المعاصي، أو بالخبط في مهاوي الضلال عند الفترة، وكلمة (لولا) إما بسيطة أو مركبة من (لو) الامتناعية
[ ص: 282 ] وتقدم الكلام عليها، وحرف النفي، والاسم الواقع بعدها عند
nindex.php?page=showalam&ids=16076سيبويه مبتدأ خبره محذوف وجوبا لدلالة الحال عليه، وسد الجواب مسده، والتقدير: ولولا فضل الله ورحمته حاصلان، ولا يجوز أن يكون الجواب خبرا لكونه في الأغلب خاليا عن العائد إلى المبتدإ، وعند الكوفيين فاعل فعل محذوف، أي: لولا ثبت فضل الله تعالى إلخ، ولكنتم جواب لولا، ويكثر دخول اللام على الجواب إذا كان موجبا، وقيل : إنه لازم إلا في الضرورة، كقوله :
لولا الحياء ولولا الدين عبتكما ببعض ما فيكما إذ عبتما عوري
وجاء في كلامهم بعد اللام (قد) كقوله :
لولا الأمير ولولا خوف طاعته لقد شربت وما أحلى من العسل
وقد جاء أيضا حذف اللام، وإبقاء قد، نحو: لولا زيد قد أكرمتك، ولم يجئ في القرآن مثبتا إلا باللام، إلا فيما زعم بعضهم أن قوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=24وهم بها جواب لولا، قدم عليها هذا،
nindex.php?page=treesubj&link=30526_32419_32491_28973nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=64ثُمَّ تَوَلَّيْتُمْ مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ أَيْ أَعْرَضْتُمْ عَنِ الْوَفَاءِ بِالْمِيثَاقِ بَعْدَ أَخْذِهِ، وَخَالَفْتُمْ، وَأَصْلُ التَّوَلِّي الْإِعْرَاضُ الْمَحْسُوسُ، ثُمَّ اسْتُعْمِلَ فِي الْإِعْرَاضِ الْمَعْنَوِيِّ كَعَدَمِ الْقَبُولِ، وَيُفْهَمُ مِنَ الْآيَةِ أَنَّهُمُ امْتَثَلُوا الْأَمْرَ ثُمَّ تَرَكُوهُ.
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=64فَلَوْلا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لَكُنْتُمْ مِنَ الْخَاسِرِينَ الْفَضْلُ التَّوْفِيقُ لِلتَّوْبَةِ وَالرَّحْمَةُ قَبُولُهَا، أَوِ الْفَضْلُ وَالرَّحْمَةُ بَعْثَةُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَإِدْرَاكُهُمْ لِمُدَّتِهِ، فَالْخِطَابُ عَلَى الْأَوَّلِ جَارٍ عَلَى سُنَنِ الْخِطَابَاتِ السَّابِقَةِ مَجَازًا بِاعْتِبَارِ الْأَسْلَافِ، وَعَلَى الثَّانِي جَارٍ عَلَى الْحَقِيقَةِ، وَالْخُسْرَانُ ذَهَابُ رَأْسِ الْمَالِ، أَوْ نَقْصُهُ، وَالْمُرَادُ: لَكُنْتُمْ مَغْبُونِينَ هَالِكِينَ بِالِانْهِمَاكِ فِي الْمَعَاصِي، أَوْ بِالْخَبْطِ فِي مَهَاوِي الضَّلَالِ عِنْدَ الْفَتْرَةِ، وَكَلِمَةُ (لَوْلَا) إِمَّا بَسِيطَةً أَوْ مُرَكَّبَةً مِنْ (لَوِ) الِامْتِنَاعِيَّةِ
[ ص: 282 ] وَتَقَدَّمَ الْكَلَامُ عَلَيْهَا، وَحَرْفِ النَّفْيِ، وَالِاسْمُ الْوَاقِعُ بَعْدَهَا عِنْدَ
nindex.php?page=showalam&ids=16076سِيبَوَيْهِ مُبْتَدَأٌ خَبَرُهُ مَحْذُوفٌ وُجُوبًا لِدِلَالَةِ الْحَالِ عَلَيْهِ، وَسَدَّ الْجَوَابُ مَسَدَّهُ، وَالتَّقْدِيرُ: وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ وَرَحْمَتُهُ حَاصِلَانِ، وَلَا يَجُوزُ أَنْ يَكُونَ الْجَوَابُ خَبْرًا لِكَوْنِهِ فِي الْأَغْلَبِ خَالِيًا عَنِ الْعَائِدِ إِلَى الْمُبْتَدَإِ، وَعِنْدَ الْكُوفِيِّينَ فَاعِلُ فِعْلٍ مَحْذُوفٍ، أَيْ: لَوْلَا ثَبَتَ فَضْلُ اللَّهِ تَعَالَى إِلَخْ، وَلَكُنْتُمْ جَوَابُ لَوْلَا، وَيَكْثُرُ دُخُولُ اللَّامِ عَلَى الْجَوَابِ إِذَا كَانَ مُوجَبًا، وَقِيلَ : إِنَّهُ لَازِمٌ إِلَّا فِي الضَّرُورَةِ، كَقَوْلِهِ :
لَوْلَا الْحَيَاءُ وَلَوْلَا الدِّينُ عِبْتُكُمَا بِبَعْضِ مَا فِيكُمَا إِذْ عِبْتُمَا عَوَرِي
وَجَاءَ فِي كَلَامِهِمْ بَعْدَ اللَّامِ (قَدْ) كَقَوْلِهِ :
لَوْلَا الْأَمِيرُ وَلَوْلَا خَوْفُ طَاعَتِهِ لَقَدْ شَرِبْتُ وَمَا أَحْلَى مِنَ الْعَسَلِ
وَقَدْ جَاءَ أَيْضًا حَذْفُ اللَّامِ، وَإِبْقَاءُ قَدْ، نَحْوُ: لَوْلَا زَيْدٌ قَدْ أَكْرَمْتُكَ، وَلَمْ يَجِئْ فِي الْقُرْآنِ مُثْبَتًا إِلَّا بِاللَّامِ، إِلَّا فِيمَا زَعَمَ بَعْضُهُمْ أَنَّ قَوْلَهُ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=24وَهَمَّ بِهَا جَوَابُ لَوْلَا، قُدِّمَ عَلَيْهَا هَذَا،