ولقد أرسلنا إلى أمم من قبلك كلام مستأنف سيق لبيان أن من المشركين من لا يدعو الله تعالى عند إتيان العذاب لتماديه في الغي والضلال ولا يتأثر بالزواجر التكوينية كما لا يتأثر بالزواجر التنزيلية، وقيل : مسوق لتسليته صلى الله عليه وسلم، وتصدير الجملة بالقسم لإظهار مزيد الاهتمام بمضمونها، والمفعول محذوف لأن مقتضى المقام بيان حال المرسل إليهم لا حال المرسلين؛ وتنوين (أمم) للتكثير، و (من) ابتدائية أو بمعنى في أو زائدة بناء على جواز زيادتها في الإثبات وضعف أي تالله لقد أرسلنا رسلا إلى أمم كثيرة كائنة من زمان أو في زمان قبل زمانك فأخذناهم أي فكذبوا فعاقبناهم بالبأساء والضراء [ ص: 151 ] أي بالبؤس والضر
وأخرج عن أبو الشيخ إنه قال : خوف السلطان وغلاء السعر، وقيل : البأساء القحط والجوع، والضراء المرض ونقصان الأنفس والأموال. وهما صيغتا تأنيث لا مذكر لهما على أفعل كأحمر حمراء كما هو القياس فإنه لم يقل: أضر وأبأس صفة بل للتفضيل ابن جبير لعلهم يتضرعون
24
- أي لكي يتذللوا فيدعوا ويتوبوا من كفرهم