بني أسد هل تعلمون بلاءنا إذا كان يوم ذو كواكب أشهب،
ومن الأمثال القديمة رأى الكواكب ظهرا أي أظلم عليه يومه لاشتداد الأمر فيه حتى كأنه أبصر النجم نهارا، ومن ذلك قول طرفة :إن تنوله فقد تمنعه وتريه النجم يجري بالظهر،
وجوز أن يكون حالا من فاعله أي من ينجيكم منها حال كونه مدعوا من جهتكم تضرعا وخفية أي إعلانا وإسرارا كما روي عن رضي الله تعالى عنهما ابن عباس فنصبها على المصدرية، وقيل : بنزع الخافض، والإعلان والإسرار يحتمل أن يراد بهما ما باللسان، ويحتمل أن يراد بهما ما باللسان والقلب، وجوز أن يكونا منصوبين على الحال من فاعل تدعون أي معلنين ومسرين والحسن
وقرأ عن أبو بكر خفية بكسر الخاء وهو لغة فيه كالأسوة والإسوة، وقوله سبحانه: عاصم لئن أنجانا في محل النصب على المفعولية لقول مقدر وقع حالا من فاعل تدعون أيضا أي قائلين : لئن أنجيتنا والكوفيون يحكون بما يدل على معنى القول كتدعون من غير تقدير والصحيح التقدير، وقيل : إن الجملة القسمية تفسير للدعاء فلا محل لها، وقرأ أهل الكوفة أنجانا بلفظ الغيبة مراعاة لتدعونه دون حكاية خطابهم في حالة الدعاء غير أن عاصما قرأ بالتفخيم والباقون بالإمالة، وقوله سبحانه من هذه إشارة إلى ما هم فيها المعبر عنها بالظلمات لنكونن من الشاكرين
36
- أي الراسخين في الشكر المداومين عليه لأجل هذه النعمة الجليلة أو جميع النعم التي هذه من جملتها